نَذوبُ هناكَ عِشقاً
ثمَّ تَجمَعُنا خُطانا
كالشَّظايا
بينَ أروِقَةِ الطَريق
نَنزِفُ الأشواقَ مِثلَ الجُرحِ
وَجْدَاً
ونَصُبُّ الحُزنَ في أعماقِنا
كالزَّيتِ
دَمعاً في الحريق
هكذا نَحنُ
نَموتُ ولا نموت
نَشرَبُ البُعدَ صلاةً
ويَغَصُّ بنا القُنُوت
نَستَفيقُ على خُطى الأمسِ
فتَسكُبُنا لِطَعمِ الغَدِ
كالشَّمعِ
أباريقُ البُيُوت
هكذا نَحنُ
إذا نَعشَقُ أَغلَقْنا الشرايين
وأَهدَيْنا بقايا القلبِ
مثلَ السُّكَّرِ المحروقِ
فَلسَفَةً
بعُمقِ العِتقِ والمَعتوق
نَرصُفُ عُمرَنا للحُبِّ
فوقَ الحُبِّ
فوقَ الحُبِّ
مِثلَ الطِّينِ والطّابوق
نَستَلقي على الأوراقِ
عُشّاقاً مُحبِّينا
ونَرسُمُ حَولَنا نَهراً
منَ الشَّوقِ فَيَسقِينا
ومَجرى النَّهرِ نحوَ النَّارِ يُلقينا
فَنَقتُلُ بَعضَنا عِشقاً بِأيدِينا
ونَحسُدُ كلَّ ما فينا
وتحسُدُنا أمانينا
ونَسكَرُ مِنْ بَقايا الكَبتِ
كالعُشبِ الغَريق
إذْ بِقاعِ النهرِ
كالأطفالِ يَبكينا
هكذا نَحنُ
نَجِفُّ على وُرَيقاتِ الزّهورِ
تَضوُّراً
ولا نُبَعثِرُ جُوعَنا
بينَ الرَحيق
هكذا نَحنُ
إذا نَعشَقُ نَأبَقُ كالعَبيد
نشتَهي معنى التَّحرُّرِ
ونَذوقُ النارَ في طَعمِ الجَليد
هكذا مثلَ عناقيدِ الكُرومِ نَتَدَلّى
تقطُرُ الأيامُ مِنّا
فنَموتُ
ثمَّ نَحيا من جَديد
هكذا نَحنُ
إذا نَعشَقُ نَختَصِرُ المدى
ونَسِيلُ على خُدودِ الصَّمتِ
صَمتاً كالنَّدى
ونَعيشُ الحُلُمَ بينَ جُفُونِنا
قبلَ المَنام
نَشحَذُ التنهيدَ من صَدرِ الغَرَام
وعلى جُدرانِ مَنْ نَعشَقُ
أصواتاً نَطوفُ بِلا صدى
هكذا نَحنُ
نَعيشُ إذا عَشِقْنا
بينَ راحاتِ القَدَر
ونُسافِرُ دونَ أوراقِ سَفَر
نَهجُرُ الأجسادَ
نَترُكُ ظِلَّنا
نَستَعيرُ منَ النُجُومِ
مَكانَها
نَتَعلَّقُ في مَداراتِ القَمَر
هكذا نَحنُ
دمشق 19/5/2010
نصٌ ماتع البهاء .. زاهي الصور دمت في ألق ^_^
إذا نَعشَقُ نَختَصِرُ المدى ونَسِيلُ على خُدودِ الصَّمتِ صَمتاً كالنَّدى ونَعيشُ الحُلُمَ بينَ جُفُونِنا قبلَ المَنام نَشحَذُ التنهيدَ من صَدرِ الغَرَام كلام جميل جداوصور رائعة فعلا ان للحب سر لا يعلمه الا العشاق . بس في ملاحظة صغيرة النصف الثاني أجمل بكثير من النصف الأول
كل كلمة يكتبها الشاعر حيدر السوداني لها معاني كبيرة تغوص وتدخل أعماقنا بدون استئذان .... اسلوب شفاف ودافيء ....