syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
من علمني حرفاً ـ لن ـ أكون له عبداً... بقلم : ياسر دعبول

ورد في كتاب ( الخبر اليقين في سلوك المعلمين ) ، وعلى لسان أبٍ حزين ، يشكو سلوك أحد المعلمين :

تعود طفلتي ذات العشرة أعوام من يومها المدرسي ، محملةً بأعباءَ ووظائفَ مدرسية ، ضقنا ذرعاً بها .


يبدأ عناء والدتها اليومي ، مشاركاً إياها ـ أحياناً ـ هذا العناء ، تنقل لنا الأحداث اليومية لصفها ، مدرستها ، وأثناء فرصتها .

تشاركني أحيانا تصفح النيت ، تجلس بجانبي ، تلقي نظراتٍ على ما كُتِبَ هنا وهناك .

لفت انتباهها ذات يوم ، صورة إحدى المعلمتين تضرب طفلاً في مدرسته ،والجريمة المركبة : الضرب في المدارس.

تسألني:بما أن الضرب ممنوع في المدارس ، فلمَ يسمح المعلم لنفسه بتنفيذه ؟ 

قالت : دخل معلمنا ( ...... )الصف ـ عاقد الحاجبين ـ بدأ بإعطاء الدرس وما هي إلا لحظات  حتى انهال ضربا ليؤدب بعض الطلبة، حتى خلت أن الدور قد وصلني ، لقد تجمد الدم في عروقي أثناء ضربهم ، وخفت أن ينال خديّ ما ناله الطلاب ، ولكن ـ مضت سليمة ـ

لا أستطيع يا أبي أن أشارك في دروس هذا المعلم ، خوفاً من الخطأ ، أجلس في المقعد بلا حراك.

عادت ذات يوم وبعد أن التقينا حول مائدة الطعام ، قالت : لقد ضربني المعلم ( ...... ) ، أحسست باللقمة قد توقفت في البلعوم ، فبلعتها على مضض ، وأجبتها بسيطة .

أحاول أن أخفف صدمة طفلتي بعبارات ـ تمجَّد عطاء المعلم ، قائلاً : من علمني حرفاً ، فجاوبتني ـ ودمع العين ـ يسبقها من علمني حرفاً ـ لن ـ أكون له عبداً .

قابلت مديرة المدرسة في الصباح الباكر ، ونقلت لها ما حدث ويتكرر حدوثه ، فأكدت أن هذا المعلم من المعلمين ـ القديرين ـ وأنها ـ توسطت ـ له لدى مدير التربية في العام الفائت ، بسبب تكراره ضرب الأطفال ، وقد وعدتني خيراً .

عدت بعد أن اطمئن قلبي وأنني قد حققت نصراً مبيناً ـ كما وعدتني السيدة المديرة ـ لأفاجئ  بعد أيام ، غزوه لخدود طلابه .

 

حاولت الكرّة مع السيدة المديرة ، لافتاً انتباهها ، بعودته إلى اسلوب الضرب ، فأجابتني : ( طلّع دم لشي حدي ) .

ما هذا يا تربية ؟ هل تنتظرين حتي يفقأ العين لتضعي حداً لممارساته .

عدت هذه المرة ـ بخفي حنين ـ طالباً من الله أن يمضي هذا العام بخير وأن نستطيع تجاوز هذه المحنه .

من المعلوم أن ما يقوم به هذا المعلم ، هو انتهاك صريح لقرارات وتعليمات وزارة التربية الموقرة ، والمتعلقة بمنع الضرب في المدارس.

إن بعض المعلمين يسيء إلى أزهارنا التي نزرعها ، بقصد أو بدونه ، وهذه الشمعة التي تحرق نفسها مجاناً من أجل الآخرين ، تُشعِلُ أطفالنا فتحرقهم وتؤذيهم .

يستحق المعلم التكريم ولكن بعضهم يسيء للعملية التربوية ، نعلّمُ أطفالنا الجرأة في بيوتنا ويخلق المعلم في نفوس أطفالنا الخوف ويربيه وينميه . ملاحظــــــــــــات :

شركة الكهرباء تقدم لنا النور ، كما تقدم وزارة التربية ( التربية ) .

إن جملة ( تقدم وزارة الصحة اللقاحات للمواطنين ) أجمل إنشائياً من جملة ( زرت وزارة التربية ) .

 

ياسر دعبول ـ السقيلبية

7 – 1 – 2011

 

 

2011-01-10
التعليقات
نجوى
2011-01-12 17:48:58
SLAM
تحية للسيد ياسر

سوريا
ابو الحروف
2011-01-11 16:29:18
من علمني حرفا كسر لي قيدا
من علمني حرفا كسر لي قيدا

سوريا
قرفااااااااااااان
2011-01-10 22:31:51
مظبوط بس !!
يعني انا معك مية بالمية بس والله الجيل كل مالو نحو الأسوأ وقلة التربية في ازدياد .. وصراحة في طلاب بدون جلد مو ضرب .. بس مابعرف شو الحل !

الإمارات
انسان بلا ثقافة
2011-01-10 15:51:19
اخ لو اني محلك
والله والله لو اني محلك لكنت ما نطرت لا على تربية ولا على شرطة ولا على شي تاني كنت حملت حمالي تاني يوم و رحت عملتلو كفين مرتبين بعدها فورا عالمخفر بشتكي انو ضرب بنتي و اتهجم عليي و خليه يتوقف كام يوم

سوريا
علي الشــــــــــامي
2011-01-10 13:35:13
قصة من آلاف القصص
يولد لنا طفل فنتمى أن نربيه أحسن تربية تقوم على احترامه لذاته وللآخرين ونتعب على ذلك لنزرع له الثقة بالنفس ويأتي المعلم المقدام بعصاه ليخرب لنا آمالنا يعني كل شي فهمتو الا انو طالب صف اول يرجع عالبيت معلمين على خده أصابع الاستاذ ما كانت تدخل بمخي وكلما اشتكينا للمدير بيقول زرعها بدقني كل استاذ بدك تلاطفه وتتصل عليه بالتلفون منشان ما يقوم بضرب طفلك مع العلم انو الضرب ممنوع في واحد صاحبي قلي المعلمين من خلال تعاملهون اليومي مع الطلاب بيصغر عقلهون والله كلامه في وجهة نظر

سوريا
ابن دمشق
2011-01-10 11:57:22
الى الكاتب
بكل اختصار اقول لك اذهب ببنتك لاقرب مخفر وضع حدا لهذا المتخلف,, وان كنت انت المثقف ستسكت.. فماذا تركت للعامة..

سوريا
Dr. y
2011-01-10 11:16:41
لم أفهم نهاية القصة
فهل توقفت عند هذا الحد يا أيها السيد الاب؟؟ أنت مطالب أن تذهب أنت وباقي أولياء الاولاد الى وزارة التربية وتقدموا شكوى رسمية عن طريق محامي إذا لزم الامر كي يكف هذا الذي يدعي أنه معلم ومربي عن شراسته فما هكذا تربى الاجيال.

سوريا
ياسر دعبول
2011-01-10 07:48:56
ضربة الجزاء الظالمة
حين كنت في عمرها دخل منزلنا معلمي ـ آنذاك ـ عائداً من زيارة صديق له في حيّنا ، وبعد أن دخل إلى إحدى الغرف ، طلب أحد والديّ أن أزيل الوحل العالق عن حذائه ، لم أمانع وقبلت ذلك بكل سرور ، كان حينها ـ ولايزال ـ يستحق أكثر من ذلك . - في المرحلة الإعدادية ومنذ ( خمس وعشرون عاماً ) ضربني أحد المعلمين ـ ظلماً ـ بسبب شغب لاعلاقة لي به ، قام به أحد الطلبة . الضـــرب للمظلـــــوم يشــــبه ضربة الجـــــزاء الظالمــــة في مباراة نهائيــة . إن ماورد في هذه المقالة مخصص ٌ لبعض المعلمين الذي يضربون ظلماً م

سوريا
shaza
2011-01-10 01:42:34
-
معك كل الحق فيما قلت. يجب أن نحترم من يعلمنا بحق وبفائدة ولكن لا يجب أن نكون عبيدا لأحد غير الله. هذا المبدا وهذا الفكرة تولد الكثير من المشاكل لاحقا وتمنح أناسا يحملون لقب المعلم حقوقا أكثر بكثير مما يحق لهم ليس لشيء بل لأنهم أصلا لا يعلمون بحق. دمت بألف خير مودة

سوريا