إنه رجل مكافح ..ما شاء الله بفترة أربع أو خمس سنوات اشترى منزلاً واسعاً بالمدينة واستطاع أن يعمّر فيلا بقريته وكساها بأجمل وأغلى رخام موجود في السوق كما اقتنى سيارة حديثة أحدث موديل .
هكذا تتحدث عنه نساء القرية وقد كدن يقطعن أيديهن من سحر معيشته الجديدة..
كم زوجته محظوظة !!
وتحت الحسرات تتمنى كل واحدة منهن لابنتها مثل هذا الحظ.
ولدى سؤالي عن العمل الذي يمتهنه هذا الرجل الخارق حتى تُفتح عليه كل أبواب الرزق تلك ,علمت بأنه موظف في الجمارك ...وهنا كم كانت دهشتي كبيرة فعلاً ما شاء الله ..كم هم موظفون موفرون وناجحون أولئك الذين يعملون بسلك الجمارك !
كيف استطاع بفترة وجيزة أن يصبح من أصحاب رؤوس الأموال والمنازل؟
أليس شيئاً يثير الإعجاب بذاك المواطن المكافح؟! .
أعرف موظفاً يعمل بدائرة أهم جداً من دائرته ولمدة عشرين عام وإلى الآن يقطن بمنزل بالإيجار.
ليتهم يتعلّمون من ذاك الرجل الخارق كيف أستطاع بتلك المدة القصيرة أن يتجاوز كافة نظريات الاقتصاد بل ويهضمها لأن الظاهر معدته كبيرة كقلبه ليخرج نظريات خاصة به _عيني لا تصيبه _
إلى متى ترانا نستمر بتبذير الأموال نحن معشر الموظفين الأشقياء أليس جديراً بنا أن نكون أفضل ونتعلم من هذا الرجل الخارق !!!
لا أحمل إلا النقمة على كل رجل مثله , مقابل كل مخالفة يرتكبها تنتظره فيلا أو سيارة أو.. أو .. ولا أحمل لك يا أحلام إلا كل الاحترام والتقدير للأضواء التي تسلطيها على تلك الزوايا التي يراها الجميع ويتفادون الاقتراب من حرمها .. شكرا لك