في مشاهد...هي الأعنف ....
ظهرت طرق التربية السورية, على شبكة الإنترنت و الفيسبوك بأنها طرق عفا الزمان عنها و مضى, ولها من العمر من عهد السفربلك أو ربما قبل!
أعترف..... بأني عندما رأيتها..آلمني شعور أن يحتوي مجتمعنا السوري على أمثال هاتين المعلمتين اللتين عذبتا طلابهما بالضرب المبرح و الفلقة, وما إلى هنالك من أساليب لا تدع مجالا للشك, بأن المرء لا يجرب إلا ما جرب به...وهذه حكمة معروفة منذ الأزل!
قديما كانت وزارة التربية تسمى وزارة المعارف....
ربما لأن هدفها الأساسي كان هو أن تكون منارة للعلم و المعرفة! ثم سميت بعد ذلك وزارة التربية...
ولكن ليس ليمارس أشباه البشر عقدهم النفسية و مخلفات مجتمعاتهم البالية على أطفال ..أكثر ما يمكن تسميتهم بالأطفال!
في فرنسا يتلقى معلم المرحلة الابتدائية أعلى الرواتب..لأنه يحوز على مؤهل علمي عال يمكّنه من تدريس الأطفال و التعامل مع عقولهم!
ويخضع المدرسون في بريطانيا لدورات تدريبية طويلة, قبل ممارستهم مهنة التدريس.
ولن نقول بأننا سنشابه فرنسا و بريطانيا..مع أننا لا نقل عنهم في شيء..
ولكن....أن يتولى مهمة تدريس أولادنا شخصيات أقل ما يمكن تسميتها بالوحشية...وأن تتحول غرفة الصف إلى غرفة تعذيب يتشارك فيها المعلم و أعوانه من الطلاب (الذين يخشون أن ينالوا نصيبهم من العقاب التعذيبي) فيجدون أهون الشرور هو مساعدة المعلمة على ممارسة ميولها السادية على براعم يافعة
هو أمر يحتاج لوقفة ووقفة طويلة....أيضا
ليس فقط لمعاقبة المعلمتين أو من شابههن
ولكن لنقول
ما هذا الانحطاط الفكري الذي وصلنا إليه؟؟
ومتى أصبحت المدارس معتقلات تعذيب؟؟
ومن سيرسل أولاده بعد اليوم لتلقي العذاب على أيدي مجانين لا يمتون لا للتربية و لا للتعليم بصلة... لا من قريب و لا من بعيد!
إلى متى سيعاقب المسيء بعقوبات إدارية كحسم راتب أو تسريح من المهنة؟؟أو نقل لمكان آخر... ليعود بعد أشهر من انقضاء القصة يعيث فسادا بعقلية و تعليم جيل بأكمله؟؟
متى سنعلم بأن التربية و التعليم هو مجال حساس له اختصاصيون ,وأن من لا يجد في نفسه القدرة والكفاءة فليكف بطشه عن أطفالنا و ليلزم منزله...
وأن غرفة الصف ليست مجالا لاستعراض العضلات على أطفال لا يملكون حتى حق الرد أو الاعتراض!
ثم ..ما الفرق بين ضرب الطالب وهو على مقعد الدراسة و الاعتداء على طفل في مكان ما؟؟
كلاهما اغتصاب لحرية الطفل و شخصيته.
كلاهما جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون ليس فقط بالحسم أو النقل أو التسريح؟!
من سيحمي أطفالنا بعد اليوم؟؟؟؟
وما الضمانة لجيل ... يتلقى العلم على أيدي جزارين و معتوهين و فاقدي خبرة؟؟
بقي أن أتساءل
متى سنرتقي لأساليب البشر؟؟
أتساءل فعلا ..متى؟؟