بحكم أنني من قرية صغيرة غادرتها وأنا عمري أقل من خمس سنوات إلى غرفة بالإيجار في منطقة القابون مع والدي للعمل كمسوقين للإستهلاك وكوني لم أترك عمل إلا قمت به قبل أن أصبح مهندس معلوماتية وبعد ان أصبحت مهندس معلوماتية .
فأنا عملت بياع جرابات ودخان و بمطعم فلافل وبمطاعم كتير وحتى مطاعم التل رشاشين الورق و عملت مدرس رياضيات وفيزياء وكيمياء تاسع وبكلوريا حتى إجاني طلاب بكلوريا أدبي إذا بدك وكمبيوتر وطلاب جامعات خاصة وعامة ومعاهد برمجة وكهرباء ورياضيات
وحتى إني درست طلاب بريطانيين وأمركيين وفرنسيين وفق المنهاج السوري العظيم الجديد والقديم ومناهج المدراس الخاصة الخارقة للعادة وعلمت بالحجر الأسود والكسوة حرستا وبكفر سوسوسة والمالكي ومشروع دمر وقرى الأسد
ودرّست ابن الحلاق ابن الطبيب المشهور وغير المشهور وابن السفير وابن المسؤول وحفيد الوزير وابن الوزير وإبن الموظف الصغير والكبير وابن الصناعي و ابناء تجار الشرقيات والسيارات والمواد الغذائية والألبسة والمفروشات وغيرهم
إبن المغترب وابن الذي سيغترب وابن الذي كان مغترب ابن العلماني والمتدين والمتشدد ومن مختلف الطوائف
وصممت مواقع انترنيت لمحلات حلويات وشركات وأشخاص ورؤساء أحزاب ومدارس وروضات ولمحامين وأطباء
وعملت في أماكن لن تخطر على بال أحد لن أذكرها
وسافرت لتركيا ولبنان والاردن ومصر والإمارات وألمانيا وفرنسا وروسيا ودخلت السفارة الإمريكية ولم أتمكن من السفر
وتخيل أن كل شخص تعاملت معه دار بيني وبينه حديث طويل عن العمل والتجار والحالة المعيشية والوضع الإجتماعي والوضع الإقتصادي
وصلت إلى النتيجة التالية :
جدتي تقدم للوطن أكثر من نصف السوريين وثلاث أرباع التجار ونسبة غير معروفة من موظفي الحكومة
فجدتي لديها بقرة حلوب تطعمها من الأعشاب التي تنمو بعد المطر ومن مخلفات المنزل و أوراق السنديان والبلوط وورق العنب و قشور البطيخ وبقايا التفاح وترفض أن تطعمها من الأعلاف المستوردة وتقول نريد حليب طبيعي ولا نريد حليب كله هرمونات .... وتجمع البيض القن وتزرع الأرض المؤلفة من 10 قصبات بالقمح وتمد العائلة باللبن والسمن والبيض والبرغل والقمح المقشور والفريكة بصراحة جدتي دولة مكتفية ذاتياً
ولكن جدتي كبرت في السن ولم تتقاعد بعد فلا يوجد إختراع التقاعد المبكر لديها
أطالب الحكومة من العمالة الفائضة لديها بتخصيص عدد من الموظفين لتنظيف الحظيرة وحلب البقرة وإطعامها أفضل من شرب المتة وطق الحنك
أصدقائي .....
خلال أسفاري التي قمت بها حاولت أن أرى. لماذا الغرب أفضل منا ؟
لماذا نحن هكذا إستهلاكيون ؟
لماذا نحن سطحيون في تفكيرنا في تقليدنا للغرب ؟ لماذا نحن متخلفون ؟
الأجوبة التي وصلت إليه من مقاطعة خبراتي بالمجتمع السوري المتراكمة وبما عرفته من الغرب هي :
1- نحن نفخر بالتهرب الضريبي فعلى سبيل المثال لا الحصر في ألمانيا المتهرب ضريباً يعتبر خائن لألمانيا وينزل أسمه في ( الشوفا ) وتفقد الثقة به ويصبح منبوذاً من المجتمع بينما التاجر السوري المتهرب من الضرائب نقول عنه ذكي ومعلم ويفتخر أنه ضحك على الحكومة وموظفيها ويفتي لنفسه أنه يقدم بعض من أمواله زكاة فيصبح بريء في نظره وأنا أعرف تجار سوريين طردوا من ألمانيا لأنهم تلاعبوا ضريبياً و يتهربون الآن في سوريا
2- القانون نحن في سوريا شعب مفطور على حب خرق النظام فالذي يخرق النظام نعتبره مدعوم وإيدو طالية حتى ولو هو كان شوفير تكسي على سبيال المثال لا الحصر ننظر للمسؤول الذين أستلم منصب على أن أبواب الجنة فتحت له ، نستغرب من الموظف الذي يقدم لنا خدمة ممتازة ولا يرتشي ،ونعتبر الموظف الذي يضحك في وجهنا عند الدخول إلى مكتبة يحاول أن يرتشي ، بصراحة ثقافة الفساد هي السائدة هذه الأيام نقول فلانه خطبها فلان يعمل في المكان الفلاني ، نستغرب أن مسؤول يعيش في بيت متواضع وليس في فيلا
3- نحن نحب الربح السريع سواء أكانت البضائع صينية أم أميركية المهم الربح والغاية تبرر الوسيلة
بتعاملي مع عدد من التجار لمست هذا الموضوع فأحدهم أشترى آلة بسعر 75 مليون ليرة لتصنع له ظروف تحوي سكر ممزوج co2 تحت ضغط علي يحبها الأطفال وأشترى سيارات توزيع 10 مليون ليرة ويرد أن يسترد ما دفعه من خلال عام واحد من جيوب الأطفال ويفتخر أنه يملك ترخيص من وزارة الصحة والصناعة
وعندها سألته هل أنت مقتنع بما تصنع كان جوابه
( أنا كما يريد الشعب يريد أن يمص أصنع له مصاص يريد أن يتعلم أصنع له كتب المهم أن أربح )
أصدقائي لن أطيل أكثر لكن معظم مشاكلنا يمكن أقول هي الإنسان ولا شيء سوى الإنسان
غباء تحليلك هذا غير مطلوب في سورية ... السبب إنك لازم تضيف .. ونحن لا نريد أن نصبح فهمانين ... يعني الفهمان لازم يسافر لألمانيا وإلا لازم يضطهد
شكراً لأنك كتبت لنا عن جدتك، فأمثالها من الشخصيات الصادقة هنّ نجمات المجتمع السوري الحقيقيات، وعليهنّ يجب أن تُسلط الأضواء، فهذا يشعرنا أننا مازلنا حرائر ومازلنا محترمات، لأننا بصراحة سئمنا الصورة النمطية المشوهة عن المرأة الشرقية، الصورة التي تسوقها وتعززها وسائل الإعلام ليل نهار، حتى كدنا نصدق أنه لا يوجد في هذا الشرق سوى قبيلة من الجواري المستعبدات، والغواني المعروضات في سوق الترفيه الرخيص. أما فيما يخص الفساد، حضرتك وصلت إلى الحقيقة، (مكافحة الفساد مسؤولية يتساوى بها الجميع).
انا يا صديقي ساكن بالشام اصلي وعم اشتغل بمدينتي اصلي وعم اخدم بلدي بمهنتي وما تعديت على ارض او مهنة او موارد حدا، ولا تركت الخير والبركة بأرضي ولحقت الحيطان والبلوك بالمدينة مشان اهرب من كلمة "ابن ريف" وانا بفتخر باصلي اني ابن الشام وما لحقت القطاع العام لأنه ما بدي صير من طقاقين الحنك ومحتسي المتة ومن يلي بهدروا المال العام بالسرقة والرشاوي وهدر الكهربا بسخانة المتة وسرقة القرطاسية، وفضلت اشتغل بالقطاع الخاص لأني واحد بدو يخدم بلده وما بدو يسرق الدولة ومواردها ... فانا بموضعي الصحيح بتصور
هلق قضيت عمرك سفر وشغل ودراسة وآخر شي استنتجت الي كل سوري بيعرفو؟ روح ياعمي سلملي على ستك.
بالنسبة لأبناء الريف ف عرفنا لوين رح يرجعو واللي متل حضرتك لوين بدو يرجع ؟ الرجاء النشر بعد مراجعة رده السابق ..
فعلا فشة خلق وأنوه تبقى الزراعة أشرف مهنة والبارحة كنا نتحدث مع أصدقاء عن هذا الموضوع وما سببه إهمال الزراعة وترك في بلدنا والنتائج واضحة مثل التصحر والجفاف وغلاء المواد الغذائية ثم يتشدق أحد أصحاب الكراسي من ذوي العقول الفذة ويقول الزراعة لا مستقبل لها ثم نقول لماذا نحن متخلفين وعندما كتبت عن الزراعة سألني البعض ولما تهتمين بهذا الموضوع فأجبت لأني فلاحة وأفتخر بذلك
الله يعطيك العافية فعلا المشكلة هي بالثقافة المنتشرة عن الفساد لدى كثير من الناس
فعلاً موظفي الحكومة (ويلي معظمهم أبناء الأرياف ولديهم أراضي) أهملوا أراضيهم والخير والبركة بالأرض وركضوا وراء الوظيفة مشان يحتسوا المتة ويكشروا بخلقة المراجعين، يا ريت هيك نوعية من الناس تنطرد وترجع زحف لأريافها لأنه بعملها بالأرض أشرف إلها بالف مرة من تضييع وقت المراجع وهدر أموال الدولة .. بالنسبة لثقافة الفساد فللأسف متل ما بقول دائما : "نحن شعب مو مربى"
مشكلتنا وحدة هي عشرين أو 25 مسؤول ملحدين يموتوا أو تنقطع رقابن وبعدين بصير الرجل المناسب بالمكان المناسب وخلصت.....
عزيزي الغرب ليس أفضل من الشرق ولا الغربين أفضل من العرب شو ما حكيت وحكا غيرك وأنت تنظر للنصف الفارغ من الكأس متل ما عم تنظر للنصف المليء للكأس للغرب - والواضح انك ما استفدت نهائياً من سفرك لتركيا ولبنان والاردن ومصر والإمارات وألمانيا وفرنسا وروسيا ودخولك للسفارة الإمريكية- الغرب يحوي فساد ورشاوي وتفاه وجرائم وكوارث أكتر بكتير ما بتتصور وبيحطونا بجيبن الصغير لا تزعل .... ومشان الله لا تحكي عنظام الضرائب روح راجع معلوماتك عن أوربا واميركا والضرائب والحسابات السرية ومشاكلا ملينا من هل أحكام تعسفي
مابعرف ليش الكاتب انفق ثلثي المقالة على الفخر والاعتداد وتعداد انجازاته ليصل بالنهاية الى 3 افكار عم نلوكها يوميا مع الخبز
جدتك معها حق! فكل شيء طبيعي أفضل مليون مرة من الصناعي الذي لاتعرف ماذا يدخل فيه! في أوربا وأمريكا ظهرت الآن موضة مايسمى بالمنتجات الطبيعية أو العضوية Organic product أو Culture Biologique أي بدون أسمدة ولا مبيدات وأسعارها أغلى الأسعار ولا يستطيع شراؤها إلا الأغنياء! ياليتني قريب من مزرعة جدتك لأشتري منها منتجاتها مباشرة دون وسيط ولا تاجر جشع!
مو لما تكون الضرايب بالعقل ؟ والقوانين عادلة وحقانية وبتمشي عالكل مو بس عالمسكين والمظلوم والدرويش واللي مالو حدا يافهمااااااان ومافي فساد ورشوة والناس مكتفية وشبعانة لحتى ماتفكر بالرشوة ومو لما تكون الأرياف مخدمة والمدن متحضرة والتكنولوجيا والتقنية منتشرة ياريت توفر نصايحك يا إبن المسؤول والعز