ها هنا التاريخ يغفو جنب هاتيك الطلول
إن مررت به تأنى لا تكن معه عجول
أي عمورين هذه أي حورات تقول
فسحة من روض ربي لفها برد الرسول
مذ تغشاها بلون أخضر وله دلول
فغدت للغاب عين وفؤاد ذا حلول
وبها الإنسان معنىً ذا امتدادات تطول
فتروى وتأنى إن أردت لها القفول
وتخير أي ركن تشتهي فيه النزول
غربها حيد جبال ذات وحش ووعول
تكتسي غابات عزر أسكنت جناً وغول
وأساطير حكايا أذهلت غير العقول
حكت الجدات عنها والبيادر والحقول
ومزامير رعاة عربشت فوق التلول
خلف قطعان تصلي بصباح للبتول
فوق جرد الغاب رمز إن عرفناه مهول
من تذكره سعيداً من تناساه شغول
نسأل الله صواباً لا لزيغ أو ميول
إن هذا الغاب جنه فاخلعوا فيه النعول
وصدقوه بما رميتم صدق آصال الخيول
دعوة من كل قلبي صدقوني بما أقول
وصوب هذا الغاب عودوا عود مزن للهطول