المغترب......
يا صديقتي في هذه الأيام يا صديقتي..
تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.
تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.
تخرج من قمصاننا مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.
عصفورة مائية تدعى الوطن.
أريد أن أراك يا سيدتي..
لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..
أريد أن أهتف إليك يا سيدتي
لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.
أريد أن أمارس الحب على طريقتي
لكنني أخجل من حماقتي أمام أحزان الوطن
المغتربة......
عن أي فراشة صيفية تتكلم
في حين أصبح الفراش يتألم
و عن أيه عريشة شامية تتذكر
في حين أصبحت العرائش تتأنأن
و قلب مغترب قد ذاب شوقاً
أما للعودة الى الأوطان من أمل
يا سيدي قد ذابت أعين أمهاتنا و الامم
من غربة كتبت علينا مع ألم
ألم فراق أخجلنا من حزن الوطن
وأصوات مأذن و كنائس ممزوجة بالشجن
أحبب من تريد بلا خجل
و أهتف لمن تريد و للأمل
فبلادنا لن تحزن ....
لن تحزن....
لن تحزن ....
أو تسأل يا صديقي لما بلادنا لن يحزن ؟؟؟
لأننا عائدون اليه
نعم عائدون إليه
عائدون إليه
أحياءً أو بالكفن
اصدقائي الاحباء اتمنى أن يخفف رب العالمين عنكم غربتكم و اردت أن اوضح بأنني نشرت هذه الخاطرة لانني سبق و نشرت مقالة عن الاغتراب و كان الشق الاول الموجود في هذه الخاطرة هو تعليق أحد المغتربين الذي جعلني ارد عليه بنفس الطريقة التي علق بها على المقال لان تعليقه اثار احاسيسا قوية في داخلي و اعجبني رده لدرجة جعلتني ارد بلا شعور و ارتجل في الرد كما اتمنى أن يكون صاحب التعليق و الذي اسمه مقداد قد قرأ الرد و شعر بنفس الاحساس الذي احسسته . اصدقائي الغربة صعبة بس عم تخلينا نعيش عيشة مستورة نحنا و اهلنا
كلامك درر يسلم تمك
يمكن الاغتراب صعب بس منيح
راجعين يا سوريا الحبيبة راجعين بس استني نخلص من بدل الجيش وراجعين
ذلك الذي يعيش في بلاد عربية لا ارى انها غربة بل الذي يعيش في بلاد غربية او شرقية هذه هي الغربة عندما تمشي في شارع والجميع يتحدثون ويضحكون ويشيرون عليك وانت لاتفهم ما يقال فهذه هي الغربة حتى تتعلم لغة هؤلاء القوم فتشعر انك جزء منهم وانا اذا مت خارج سوريا لا اريد ان يعيدوني اليها محمل بل اريد ان يدفنوني في تربة البلد الذي اواني واطعمني وسقاني وقدم لي المال والحرية وكل مايلزمني اما تلك المشاعر فلا ابه بها لانها محض تفكير وشعور مؤقت والا لعاد كل مغتربوا سوريا ومغتربوا الوطن العربي لبلادهم وهذا رأيي
انا ارى ان كل بلد يعطيني الامان والمال فهو بلدي الثاني صحيح اننا نشعر بالحنين لامهاتنا ولرؤية اقاربنا ومعارفنا ونتمنى ان نمشي في شوارع وازقة بلانا لكننا نفضل البلد الثاني على بلدنا لنكن واقعيين انا وغيري لانفضل العودة لسوريا وغيري من جاليات اخرى لايريدون العودة لبلدنا وذلك لاننا نعيش هنا بحرية ولا احد يتدخل بنا من حماية وبنت احمى وام واب وغيره نتصل بالاهل بدون ان يعطونا معلومات سيئة او محزنة وعندما نزورهم بالعطلة نشاركهم رحلات ترفيهية ومسلية بعيدة عن النق وكل ما هو مزعج الغربة افضل من الكذبة
زمان لما كنت بالوطن واول ما حضرت مسرحية الفنان دريد لحام لما قال انو هو بقدر يترك الوطن بس الوطن ما رح يتركو لانو عايش جواتو ما فهمت المقطع وهلا بعدسنين وسنين بالغربة مو بس فهمتو لا ..تطور هذا المفهوم عندي :الانسان مل بيعيش بالوطن ..الوطن هو اللي يعيش جوا الانسان بيكبر و يفرح ويحزن وهو جواتو ولا يمكن تحس بالوطن الا اذا عاش فيك الوطن ....
نعم يا سيدتي عائدون إليه أحياءً أو بالكفن،سلمت يداكي،تحياتي.
رائحة الوطن في أكناف المغتربين تبوح بأسرار العشق .. يا سلام كلمات جميلة و إحساس أجمل شكراً لك وللوطن .