الخالدة التي سنتكلم عنها اليوم هي بنت عمرو بن رباح بن ثعلبة .
اسمها تماضر.
وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها بن سليم فأسلمت معهم فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستنشدها ويعجبه شعرها وكانت تنشده وهو يقول ( هيه يا ... ) ويومئ بيده قالوا كانت تقول أول أمرها البيت والبيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها معاوية وقتل أخوها لأبيها صخر وكان أحبهما إليها لأنه كان حليماً محبوباً في العشيرة فقالت :
أعيني جودا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل ألا تبكيان الفتى السيدا .
طويل النجاد عظيم الرماد وساد عشيرته أمردا .
وأجمع أهل العلم أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها ولما قدم عدي بن حاتم للنبي صلى الله عليه وسلم وحادثه فقال : يا رسول الله إن فينا أشعر الناس وأسخى الناس وأفرس الناس أما أشعر الناس فامرؤ القيس وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد يعني أباه وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب ..
فقال عليه الصلاة والسلام ليس كما قلت يا عدي أما أشعر الناس ف..... ( ذكر تلك الخالدة ) وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه عليه الصلاة والسلام وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب .
وقيل لجرير : من أشعر الناس ؟ قال : أنا لولا .... ( ذكر تلك الخالدة ) قيل فما فضلتك ؟ قال : بقولها :
إن الزمان وما يفنى له عجب أبقى لنا ذنبا واستأصل الرأس
إن الجديدان في طول اختلافهما لا يفسدان ولكن يفسد الناس .
وقد حضرت هذه الخالدة حرب القادسية ومعها بنوها ، أربعة رجال فقالت لهم من أول الليل يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين و والله الذي لا إله الا هو إنكم لبنو رجل واحد كما إنكم بنو امرأة واحده ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابرو ورابطو واتقوا الله لعلكم تفلحون ) فإن أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضظربت لظى سياقها وخللت ناراً على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة فخرج بنوها سامعين لقولها عاملين برأيها
فلما أضاء لهم الصبح باركوا مراكزهم وأنشاء أولهم يقول :
يا أخوتي إن العجوز الناصحة قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة
مقالة ذات بيان واضحة فبادروا الحرب الضروس الكالحة .
وإنما تلقون عند الصائحة من آل ساسان الكلاب النابحة
وقد ايقنوا منكم بوقع الجائحة وأنتم بين حياة صالحة .
أو ميتة تورث غنما رابحة
وتقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله ثم حمل الثاني وهو يستشهد ببعض البيوت الشعرية فقاتل حتى استشهد ثم حمل الثالث وبعده الرابع فقاتلوا حتى قتلوا .
فبلغها الخبر فماذا قالت هذه الخالدة ؟
الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجوا من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته .
توفيت في خلافة عثمان في البادية في سنة 24 هـ لها صور كثيرة تخلد ولكن حسبنا أنها خلدت أسمها في صفحات التاريخ .
فمن تكون أيتها الجوهرة المصون ؟
إنها الخنساء رضي الله عنها
رمت بأولادها في أتون الحرب ودفعت بهم إلى التهلكة، ومن ثم راحت تؤلف أشعارا تناقلتهاألسن الرجال، ونسبت المجد لنفسها وهي لم تقم إلابذرف الدموع على الشهداء ال4 .. هذه هي على حقيقتها، هنيئا لك بهيك خالدة. وهي برأيي مثال يحتذى عن الإنتهازية ..
يبدو ان بعض القراء لم يسمعوا بشيء يدعى فتوحات اسلامية,فسموا معركة القادسية الخالدة تهلكة,ودفع الام لاولادها للواجب المقدس انتهازية,ارجو ممن ليس لهم اطلاع على الفتوحات الاسلامية وابطالها وبطلاتها ان يكتفوا بالتعليق على مسلسل صبايا,ويتركوا هكذا مواضيع لذوي الشان,لاحقا سيقوم الكاتب بذكر قصص عن خالدات ربما ستتهمهم بابشع من الانتهازية(اتمنى على الكاتب ارسال قصة نسيبة بنت كعب المازنيةلتنشر ونرى راي القراء بها),اذا كانت الخنساء انتهازية فنسيبة بنت كعب (رضي الله عنها) بتطلع ارهابية يمكن على رايك.