كنت جالسا ً في سيارتي أدخن سيجارة .. تقدم إليَّ أحد المارة و بعد أن ألقى السلام قال : ممكن سيجارة ..
فقلت : طبعا ً ، تكرم عينك ، وتفانيت في تقديمها إليه و كأنها هدية أقدمها في عيد ميلاد صديق عزيز ، كما قمت بإشعالها
بكل محبة و رحابة صدر ، ثم عرضت عليه واحدة أخرى من باب الإحتياط ..
فقال : أشكرك حبيبي .. هذه تكفيني لأصل إلى أقرب محل لأشتري .. و مضى في طريقه ينفث الدخان عن يمينه و يساره
مسرورا ً ، فرحا ً و أنا - أشد فرحا ً و سرورا ً منه - أتابعه بنظراتي و يسبقه خيالي الذي أسقط علي َّ سؤالا ً مدهشا ً
لو كان بيدي أطيب و ألذ مأكولات الأرض ، ومهما كان ذاك الشخص جائعا ً ، هل كان سيطلب مني حتى و لو لقمة
واحدة ...؟؟؟ أعتقد أن ذلك مستحل ... أما السيجارة تطلب دون أي خجل أو إستحياء ، وتقدم بكل رضا و إمتنان ..
فيا يا ذل الدخان ، يا لذل الدخان ...!!!
ياسيدي كلامك جميل بس يا أخي صعب الواحد يبطل الدخان والله يتوب علينا من العاده
اي والله والأنكى من هيك بالاضافة لكل هالذل , بتلاقي المدخن عم يدخن بكل أنانية مع ناس متضايقين منو وبسمعوه كلام وهو إما مطنش ومتمسح أو متقصد الأذى لغيره. عن جد الدخان آفة من كل النواحي.
يسلم تمك يا أبو عبدو الدخان كلو ذل ومرض وخسارة
14 سنة تدخين .... عدا عن ذل شحادة سيجارة وقت القطعة ... في شعور خضوع للسيجارة لما بصير حياتك مربوط فيها ... مشوارك ما بيحلى إلا بسيجارة والقهوة ما بتحلى إلا بسيحارة وبعد الأكل وقبل الأكل وبالعصبية وبعد العصبية وتحت المطر ووووو ... في عبودية أكتر من هيك .... !! اليوم كملت شهر بدونها وبدون ريحتها ... وبدون مصروفها وبدون بلغمها وقرفها ... وعقبال الكل ... وشكراً لتسليط الضوء ...
التدخين جحيم هذا العصر و أكبر كذبة رخيصة ولكن مدمرة نسوقها على أنفسنا و نحن نمتص بكل حمق ما بداخل تلك اللفافة القذرة من سموم و أدران... وبعد المرض القادم تبدأ رحلة مرهقة و مقيتة من الأسف و الندم على صحة ضائعة على متعة زائفة.. هيا بنا ننتهي من هذه العادة و سيكون هذا أفضل عمل نقدمه لأنفسنا في رحلتنا في هذه الحياة..