syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
ليلة القدر ... بقلم : خليل فخر الدين

« كانت ليلة من ليالي رمضان...وانفجرت طائرة في سماء ضيعتي فسجد الجميع يرجون الله حلولاً لمشاكلهم !! ولكن مشاكلهم حتى الآن لم تحل...».


رمضانْ...

شهرُ صومٍ..وصلاةٍ..وحنانْ!

حلمُ أمثالي بما تحوي الجِنانْ..

 

فنصلي..ونصومْ !!

نشكُرُ الله على فقرٍ يدُومْ !!

إنها أوهامُ كل الْفقَرَاءْ..

في بلادي:مهْد كل الأنبياءْ!

       *****

 

في بلادي..

وبلادي كلها قَصَص قديمةْ..

واعتقاداتٌ عقيمهْ..

في حناياها تخبّي كلَّ عِلةْ..

ومذَلهْ..

نشتكي منها أسانَا

 

وظلاماتِ دُجانَا!

إيهِ شعبي؟!

أترَى أني كَفَرْتْ

حينَ قُلتْ:

إنها مأساةُ شعبي!!

    *****

 

إنها مأساةُ أمي وأبي..

سُطرَتْ يوماً بكل الكُتُبِ

فورثناها وتهنا:

في دُجى الليلِ..

وَضعنا:

 

في عنيفات اللُجُجْ!

وتمنّينا الفرجْ

فاتّجهْنا للسماءْ..

وسألنا الله..ثمَّ الأنبياءْ..

فأصيب الأتقياءْ:

بحَيَاءٍ وحَرَجْ!!

  *****

 

ومضى عامٌ..

وعامٌ من جديدٍ قد أطلْ..

ليسَ في الأفْقِ جديدْ،

فكأنَّ الْكوْنَ يغمرهُ الجَلِيدْ..

وكأنَّ الشعبَ، شعبي، أبداً لم يُسْتَغلْ!

وكأنَّا أبداً لا نملكُ حلاً...

أَي حلْ؟!!

   *****

 

وأتى شهرُ العبادةْ...

فالأنامْ..في خشوعٍ واحترامْ!

أخوتي..أمي..أنا..

 

وأبي إمامْ!

فلماذا يا أبي هذا الصِّيامْ؟!

أيُّ معنى للعبادة؟!

أترى نجني استفادهْ..

في السجودِ وفي القيامْ!

     *****

 

دَمدَمَ الْجاني عليْ

وتقدَّمْ!!

أنت يا هذا الشقيْ:

تتكلم!!؟... وتقول:

أيُّ جَدوى في (أَحاديث الرَّسولْ)

 

والكِتابْ!!؟

إننا نرجو الثَّوابْ..

عندما يأتي الحسابْ!!

كلُّنَا نرجو استِفادهْ!

حينما نفنى عبادهُ!!

    *****

 

وأرى أُمي _ إِذا الربعُ الأَخيرْ،...

قدْ أتى من شهرِ(تقريرِ المصيرْ)..

تسهرُ الليلَ وتفنى في الخُشُوعِ

فأَرى فيها مَدَى ذلي وجُوعِي..

 

وحكايات دموعي..

وروايات أَبي العبد الأجيرْ..

عندَ ملاكٍ كبيرٍ وخطيرْ..

 

هَمُّهُ مَصُّ الدِّماءْ

مِنْ قُلُوبِ الْفُقَرَاءْ..

أَيُّ نَفْعٍ لِقَوَانينِ السَّماءْ..

ووُعُودِ الأنبياءْ؟!

     *****

 

فجأَةً في الْفجْرِ أُمي، أَيقظتنا ثائرهْ!

وبطوفانِ وعودٍ أَغرقتنا..

لو رأَيتمْ ما رأَيْتْ؟!

ليلةَ الْقَدْرِ..وكم فيها اشتهيتْ:

 

طولَ عمرٍ، وحياة فاخِرَهْ..

وقصوراً عامرهْ..

فبدتْ عائلتي مستبشرهْ

بنوال الأَرِب..

بوعودِ الْكُتُبِ!

  *****

 

وأَتى صوتُ المذيعْ..

قائلاً:شيءٌ فظيعْ:

موتُ تلكَ الطَّائرةْ!!!

    *****

 

ليست المأْساةُ موتُ الطائرةْ..

والضحايا..

إنما المأْساةُ عينٌ ساهِرهٌ..

 

في الْعَشَايا..

عانتِ الْبُؤْسَ وظَلَّتْ صاغِرَهْ!!!

2- رمضان ..

أَيها الشَّهْر اُلمباركْ!

 

يا ثلاثينَ من الأيامِ حُبْلى بالعِبَادةْ!

بالصَّلاةِ وبالصّيامْ

بالرجاءْ!

أنتَ يا شانقَ أنظاري(بحبلٍ من هواءْ)

يتدَّلى مِنْ أساطير السماءْ...

 

أنتَ يا مُوهمَ أمثالي بجناتٍ خفيَّهْ..

بخداع العبقريَّةْ..

لنصلِّي ونصومْ..

ولنمضي نحمدُ الله على فقرٍ يدومْ!

فإلامَ الصَّومُ يا شَهْرَ العبادَهْ؟!

 

طالما صُمنا وصلَّينا زيادهْ..

طالما ذُبنا عبادهْ..

ورجونا الله أن نلقى السعادةْ..

 

فظللْنا نشتهي عضَّ الرغيفْ..

لم نَنَلْ أيّ استفادهْ..

فإلامَ الصبرُ يا شهر العبادة؟!

نحنُ ملَّينا العبادهْ!

وسَئِمْنَا كل أشكالِ السيادة..

 

نحنُ قرَّرْنا الإفادَهْ!

من مواسمنا التي نزرعها..

من مصانعنا التي نصنعها!

نحنُ لنْ نبقى عبيدَ الأُمْنِيَاتْ..

ووَقُوداً للحياةْ!

 

نحنُ قرَّرْنا انتزاعَ الأرضِ منكمْ..

كلِّ أشكالِ السيا   ...

ولكمْ، يا سادتي، أنْ تهنأَوا

في ظلِّ جناتِ السعادة

    *****

 

بالرصاصْ!

ياجِياعاً بالرصاصْ!

أنا منكمْ صدقوني...وأفهموني!

بالرَّصاصْ...

 

لا بأَيدي..لا بأَنظارٍ ذليلهْ!!

أنا مِنْ نسلِ الجياعِ الحالمينَ المستَبَاحينَ..

أفهموني..

وأَبي منكم وأُمِّي..

كلُّ جيراني حفاةٌ وجيِاعْ!

 

فلْنُقاتلْ..

لا بألْسِنَةٍ طويلةْ..

بالْقَنَابِلْ!!

ولتكنْ كالنَّارِ أَعيُننا

وأَيدينا زناداً وفتيلهْ

بالرَّصاصْ!

 

لا تخافوا أَبداً أَيَّ قصاصٍ..

أَو خسارهْ!

دائماً كنَّا الجياعْ!

وسنبقى أَبداً نحنُ الجياعْ..

طالما يحكمنا الوهمُ وتاريخُ الضياعْ!

نحنُ لنْ نخسرَ شيئاً..

 

أَيَّ عرشٍ أو تجارهْ..

نحن كنا دائماً سلعَ التجارةْ..

فَلْنُصَفِّيها المسائلْ!

بالمناجلْ..

بالمعاولْ

بالْحِجارهْ!

بالاَظافرْ...

نحنُ لن تقهرنا قدرةُ قادِرْ!!

 

فَلْنُقَاتل!!

يا رفاقي هيِّئوا كلَّ الْوَسائلْ..

في أَيادي(البورجوازيين)لنْ نبقى وسائلْ

سنصفيها المسائِلْ!!

نحنُ لنْ نبقى وسائلْ!!! بقلم خليل فخر الدين

من ديوان أغاني الأرض اللآهبة

********************

2011-03-22
التعليقات