في الحقيقة فإنه زائر غير مرغوب فيه مطلقاً،يقترن غالبا اسمه مع الموت حتى انه يتماهى معه بشكل مذهل،يظهر كوحش مفترس فينقض بسرعة على فريسته المنكوبة ليحولها الى اشلاء...
لا يدخل في قائمة حساباته المريبة :العمر او الجنس او المهنة كما انه لا يحترم عيدا او عطلة او اي مناسبة كانت ..
ينتشى عند صوت الاه ليتقمص دور سادي مختل لكنه لا يتوقف عن عمله الا مع صوت الحشجرة الاخيرة ..
يحول الحياة الى جحيم والموت الى امنية والامل الى سراب وحتى عندما يرفع خصمه الراية البيضاء مذعنا ومستسلما ،لا يكترث وانما يحولها الى كفن ابيض في نعش ...
في العامية يطلقون عليه اسم (هداك المرض)خشية ذكر اسمه الصريح الذي يثير الهلع والرعب ...
لا تفكر كثيرا انه السرطان .....
يعاني مريض السرطان كثيرا ولكنه ليس وحده من يتجرع الالم وانما كل عائلته وحتى معارفه ....فهو يشل في كثير من الاحيان الحياة اليومية لهم ويدخلهم رويدا رويدا في حلقة من مسلسل رعب نهايته معروفة سلفا الا في حالات قليلة
من اصعب واسوء المواقف التي يتعرض لها الطبيب في حياته المهنية هي لحظة تشخيصه للمرض وكيفية اخطار المصاب او ذويه بذلك وكيفية انتقائه للكلمات التي غالبا ما تتضيع فيما تتجمد الحروف على الشفاه ...
لكن الامر وطبعا لا ينتهي عند هذا الحد فالمعركة لتوها قد بدأت ...وهذا المريض بات بحاجة لعناية خاصة مع اتباع كافة اساليب العلاج المتاحة
والنقطة التي احب ان اركز عليها كثيرا في هذا الاطار هو ضرورة اشراك الدعم النفسي للمريض اولا ولذويه ثانيا في هذه الحرب لما له من اثار عملية مثبتة في رحلة العلاج المضنية...
في الحقيقة فان نسبة عالية من السرطانات يمكن الاقلال منها او لجم جموحها عندما يتم التشخيص في مرحلة باكرة فتكون قائمة الخيارات اوسع واكثر نجاعة
والامر هنا يتطلب توعية صحية مدروسة وعدم التواني عن زيارة الطبيب عند الشك بالاعراض وحتى فأن اجراء بعض الفحوصات الراضة قد يكون امرا لا مفر منه بدلا من الاستهتار والذي قد يدفع المريض ثمنه غاليا ومؤلما ...
الطامة ان المريض في بلدنا لا يزور طبيبه الا عند تفاقم المرض فيكون هذا المرض اللعين قد صال وجال في جسده وعاث فسادا في اعضائه المختلفة ليترك المريض كجسد مهترئ ايل للسقوط في اي لحظة فيما الطبيب في حيرة من امره وقد يكون موقفه اللجوء الى مقولة (الاعمار بيد الله)
اقوم بزيارت كثيرة لمرضى السرطان ويؤلمني كثيرا عجزي في كثير من الاحيان عن تقديم اي علاج وانما الاكتفاء بالمسكنات التي تعطي للالم الرهيب اجازة قصيرة الامد ليتسنى خلالها للمريض التقاط انفاسه قبل الانهيار الكبير
لن ادخل في حديث طبي مطول عن السرطانات وانواعها او طرق علاجها فهذا ليس حديثنا كما ان شرحها قد يطول لكنني احاول بكلمات موجزة التسلل لاعماق هؤلاء المرضى ومعايشة بعض الامهم ،كما ان النقطة الاخرى التي احب ان اطرحها هو واقع ذوي مرضى السرطان..
فكم هو صعب ان يراقب الانسان اخا او اختا ..ابا او اما ..يشاطره السكن ويلاحظ انهياره التدريجي دون ان يستطيع فعل اي شيئ الا الدعاء
وكم هو مضني مجرد التفكير ان هذا القريب قد بات زائرا مؤقتا ينتظر الموت بين لحظة واخرى وفي كثير من الاحيان يتحول الى امنية
كيف لنا ان نستوعب وبرغم كل الحقائق ان يتمنى الاخ الموت لأخيه تخليصا له من عذابه ...
في النهاية وكما اسلفت فالمريض وذويه ايضا بحاجة لمؤازرة نفسية مترافقة بالطبع مع العلاج العلمي مع التمسك بالامل رغم ضألة مساحته ،الا انه يبقى الملاذ الاخير في معركة طويلة يرجى في اخر فصولها ايجاد العلاجات الناجعة التي قد تغير وجه الحقيقة نحو بياض لايشبه مطلقا لون الكفن ..
العزيز الحفيري :رغم ان كلامك منطقي لكنه بنفس الوقت يقتل روح الامل ...النقاش في هذا الموضوع يطول جدا وقد كتبت ذات مرة مقالا بعنوان :القتل الرحيم هل هو محاكاة لرغبة انسانية بحتة؟ام دعوة شيطانية بهيئة ملائكية...وتحدثت فيه بشكل موسع عن الموضوع من جميع النواحي ...تقبل تقديري واحترامي العزيزة الحمامة البيضاء:شكرا لكلماتك اللطيفة والرقيقة التي تعكس تهذيبك الكبير واحب ان اؤكد لك ان الطبيب بالنتيجة هو انسان ومن المستحيل ان لايتفاعل مع محيطه .كما ان لاطبيب يشبه اخر ..تقبلي فائق احترامي ومودتي
بما انه اصبح القريب الزائر الذي ينتظر الموت فلماذا لانعترف بالحل الوحيد الذي يخلص الجميع من آلامهم ومواجعهم
د.زاهر كنت قد وصلت مؤخرا إلى نتيجة أن الأطباء متحجرو القلوب ربما لما يشاهدونه يوميا لكنك اليوم غيرت نتيجتي فمشاعرك الانسانية تشع من كلماتك ،تحياتي لك وشكري وتمنياتي لك بالتوفيق ولجميع الناس بالحماية والوقاية من هذا المرض
الاخوة الاعزاء والاصدقاء مع حفظ الالقاب :خلود_مجد_عصام حداد_حسام الشام_محمد_سما حلب_ايادالدرويش_طرطوسية_امينة السوسو_خالدسامي الغماز_مايك طراب_ابو الحارث شكرا لتعليقاتكم الجميلة والواعية ولكن لابد من التنويه :الا انه ولو كان الامل ضعيف فلايجب ان نركن للاستسلام واليأس ونفقد الثقة بالجهاز الطبي (ولو انه في بعض الاحيان ليس على مايرام)والاهم ان تظل ثقتنا كبيرة بالله الشافي الاعظم ..ليس المهم ان تنتصر دوما المهم ان تحارب ..كل الحب والتقدير للجميع وشكرا لكم
كل الشكر والتقدير دكتور زاهر للانسانية التي اتسمت بها كلماتك في وصف مرض مرعب , فالواقع ليس كل الأطباءيشعرون بالحرج والصعوبة في كيفية اخطار المريض وذويه و أرجو لك وللجميع تمام الصحة والشفاء لكل مريض.
أولاً شكر خاص للحكيم على مواضيعه المفيدة والعلمية الشيقة . ولكن لايشعر بالوجع الإصاحبه وبشكل أقل احبابه
شكرا دكتور زاهر لكل مقالاتك المفيدة .. ونصائحك الطيبة .. وثوابك عند الله كبير شكرا لك .
وقانا الله جميعا ًمن الأمراض وأمدنا بالعافية ي حياتنا .. تحياتي ..
بالفعل انصح نصيحة ربما تكون موجعة و لكنها مفيدة لانقاذ اخر ما يمكن انقاذه و هو مال المريض نعم : اذا ترك المريض لابنائه بعض المال فذلك افضل من العلاج في بلدنا و ذلك احكيه عن خبرة و مما سمعته من الناس
كلما قرأت مقالة من مقالاتك الرائعة ،أشعر كم تملك من إنسانية أحسدك عليها . لي قريب توفي منذ فترة بهذا المرض الشنيع وعشنا معه أسود وأقسى أيامنا التي لا أحب أن أتذكرها مطلقاً.. درهم وقاية خير من قنطار علاج .....
اللهم إنا نسألك العفو والعافية .. تحياتي لك د. زاهر
الشوف غير الحكي الله لا يدوقو لحدا... شكراً للصديق الدكتور زاهر
ما ذكرته مؤلم ولكن لو تأملنا قليلا لوجدنا الموت مكتوب علينا إن مرضنا ألم نمرض ولكن هذا اهتبار من الله عز وجل لصبرنا وإيماننا،لدي صديقة أصيبت بسرطان وعولجت ولكن إيمانها وصبرها درس تعلمته ولن أنسان وتستحق أن تكون قدوة وكانت تقول يكفي أن المرض زادني إيمانا وقربا من الله تبارك وتعالى ولا تنسى رحلة الحج إلى الكعبة كل ذلك ساعدها وذويها نفسيا وجسديا وأعطاها فرصة اكبر للشفاء ولا تزال تعمل وتزوجت برغم كل ما حدث، ولكن المصائب والأمراض في مجتمعنا تكشف كم أن إماننا ضعيف وثقتنا بالله ضعيفة، نسينا يوم الحساب
يجب على الإنسان أن يحمد ربه في كل حال وأن لا ينسى الله فينساه الله ولا يرعاه (تعرف على الله في الشدة يعرفك الله في الرخاء) وإن الصحة هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ةالحمد لله حمدا طيبا مبارك فيه وشكرا جدا للكاتب على طرح مثل هذه المواضيع لكي لا ينسى أحدا منا كم هي نعم الله علينا
The best solution is doing a regular check up at the clinic. at least once a year. I have met a few people that had cancer and they became better and avoided death. because they discovered it early. and that's all we need to do. visit the doctor once or twice every year. Thanks Dr. Zaher
ذاك الخبيث داهم عدداً لا بأس به من عائلتي... وعن خبرة بأطباء ومشافي بلدي أخالفك الرأي... فعلى المريض "بهداك المرض" الابتعاد قدر الإمكان عن الأطباء والمشافي, والموت بسلام بين الأهل... عوضاً عن تسليم رقبته لمصاصي الدماء, فيخسر ثروته إلى جانب روحه...
بس تصحيح للقول اللي ذكرو الاخ .(تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) وااله يحمينا واحبابنا منو