أصدقاء ريما الحكيمة

نظرت ريما إلى الشجرة التي زرعتها والدتها في حديقة المنزل وإلى تلك الورود الجميلة التي زرعتها هي وقالت:

انظري يا والدتي إلى ورودي الجميلة فهي متعددة الألوان وكثيرة ، فقد كبرت خلال الأيام الماضية أليس كذلك؟

فأجابتها والدتها : نعم يا حبيبتي ورودك تكبر بسرعة وجميلة مثلك

فقالت ريما: انظري يا أمي إلى جمال تلك الفراشات التي تنتقل من زهرة إلى أخرى ، لم تكن تدري أن الفراش يتغذى من رحيق الأزهار حسبت أن النحل فقط هو من يدخل في فم الزهرة ليتغذى منها ويؤذيها ويخرب أوراقها ، فلم تكن تدري أيضاً أن النحل يتغذى من رحيق الزهرة .

فركضت بسرعة وأخذت تبعد النحل عن الأزهار فخافت النحلة وهربت.

وفي اليوم التالي لمحت ريما العديد من النحلات يتنقلن من زهرة إلى أخرى فأخذت تبكي وتقول لهن : ابتعدن عن زهراتي أيتها الشريرات أتردن أن تأكلن أزهاري.

عندها بكت النحلات وابتعدت بلطف عن أزهار ريما.

وعندما استيقظت ريما في اليوم التالي شاهدت النحلات تبكي.

حزنت ريما كثيراً وسألت والدتها: لماذا تبكي النحلات يا أمي ؟!

فقالت لها: إنهن جائعات يا ريما ...فهن يتغذون بعسل الزهور..

حزنت ريما وذهبت و أحضرت لهن قطع من الحلوى اللذيذة.. وقالت كلن أيتها النحلات الجميلات ولا تحزنوا ....

نظرت النحلات إلى الحلوى وطاروا بعيداً والدموع تملأ عيونهن.

تعجبت ريما وقالت لوالدتها: ما بالهن لقد قدمت لهن الطعام فذهبن بحزن ولم يقتربن منه؟ ماذا فعلت!!!

أجابت والدتها: النحل لا يأكل إلا رحيق الورود وعسلها كي يصنع لنا العسل اللذيذ الذي تحبيه...

وأنت لم تسمحي لهن بذلك فذهبن حزينات..

الورود بالنسبة للنحل أمهات حنونات ترضعهن من رحيقهن ليتغذوا ويكبروا  وتحتضنهن بين أوراقها بحنان مثل ما أفعل أنا معك يا حبيبتي.........

نظرت ريما إلى النحلات وقالت لهن: أنا آسفة يا أصدقائي هيا اقتربن من الورود ولا تخفن، فورودي هي بيوتكن، ولا تبخلن علي بالعسل اللذيذ..

ونظرت إلى أمها قائلة : إن شجرتك الجميلة حنونة أيضاً، فهي تحتضن الطيور بحنان كما تحتضنني أنت، هم أصدقاؤها وأصدقائي ولن أبعدهم عنها كما فعلت مع النحلات النشيطات..

ضحكت الأم وقالت: بوركت يا صغيرتي الحنونة.