إن أساس تطور أي مجتمع هو البنيان الصحيح لأركان المجتمع والركن الأساسي طبعا هو الإنسان .. والإنسان هو مجموعة من التصرفات والانفعالات والتجارب والأخطاء وكلها تشكل شخصية الإنسان وترفع من قدره في مجتمعه بحسب استفادته منها .
ما فائدة النقد الذاتي؟؟ النقد الذاتي هو تقويم أي اعوجاج في مسيرة الحياة وهو سبيل تصحيح أي أخطاء قد نرتكبها مما يجعلنا نستفيد من تجاربنا ونتطور للأمام ولكن لنقف دقيقة عند الكلام السابق ونعيد قراءته (مما يجعلنا نستفيد من تجاربنا ونتطور للأمام) ..
هل تظنون هذا مجرد كلام؟؟ حسنا فكروا به بعيدا عن الناحية الإنشائية ولنحاول معاً تطبيق العبارة السابقة على حالنا ووضعنا الراهن هل يملك أحدكم الجرأة ليقف ويقول أنا أخطأت هنا؟؟ طبعا الكثيرين سيجيبون بنعم بينما بالواقع الجواب هو لا ولن يقف أحد ليتحدث عن موقف أو تصرف سيئ قام به فقط لشعوره بالذنب أو .. ولكن ما السبب الذي يجعلنا لا نعترف بأخطائنا؟؟ الجواب ببساطة هو أسلوب التربية المتسلط والذي اعتدنا العيش به ..
فالكثير منا قد عانى من تسلط الوالدين والمدرسة عليه في صغره والكثير نفذ تعليمات الوالد والمدرس خوفاً من العقاب وهنا نشأت المشكلة .. فعندما نعيش حياة فيها رب أسرة يفرض رأيه فقط ومدرس يفرض رأيه وأهل وعائلة يفرض فيها الكبير رأيه على الصغير فلا تتوقع أن ينشأ طفل سوي وسليم وقادر على الاعتراف بأخطائه حتى بينه وبين نفسه ..
فالوعاء ينضح بما فيه فالسلطة المفروضة على الطفل ستمنعه ببساطة من ممارسة حريته في إبداء الرأي مما سيجعله إما يتبع نفس الأسلوب عندما يكبر أو يتمرد على واقعه بطريقة غير مدروسة .. فانعدام الديمقراطية هي السبب الأساسي لانعدام النقد الذاتي ورفض حتى النقاش به .
هل يعترف الأب مثلاً بأن تسلطه مثلاً هو سبب قتل الشقيق لشقيقته بداعي الشرف؟؟ والسبب ببساطة لأن الأب فرض تربية قاسية على الفتاة أصبح معه الهرب إلى المجهول هو أفضل من الوضع الراهن أو لأنه حذرها وصور لها الشاب وكأنه وحش يريد افتراسها بينما وجدت فيه ملجأ وسعدت بكلامه وضحكته وغزله الرقيق الذي دغدغ وأحيى روحها الميتة في بيت والدها فالبعض قد يقول إن الشقيق على حق عندما قتل شقيقته لأنها دنست شرفه وعرضه ..
ولكن لا أحد يلوم الأب ولم أسمع أب ينهض ويقول أنا السبب في ذلك بل تجده هو من يحرض أبنه على قتل فلذة كبده عند الحديث عن رجال الدين ونقد ولو فتوى مثيرة للجدل كفتوى إرضاع الكبير سنجد الكثيرين ينبرون للدفاع عن رجال الدين وكأنهم ملائكة منزلين والدين خط أحمر ولا يجب المساس به ويبدأ البعض بالدفاع عن أشياء عفا عليها الزمن وهو شخصياً غير مقتنع بها بل يرددها كالببغاء كما رددها أجداده وأجداد أجداده منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ما الذي يجعل محطات التلفزيون والراديو الحكومية في الوطن العربي غير متابعة؟؟ لأنها لا تقول سوى رأيها ولا تنقل وجهة نظر الرأي الأخر ولا تفكر حتى بنقد الحكومة بما قامت به ..
بينما كانت المحطات الأجنبية كالـ بي بي سي ومونتي كارلو تسرح وتمرح والكل يتابعها ..
بينما ترفض المحطات العربية حتى الآن الاعتراف بأنها أخطأت ما الذي يجعل بعض المسؤولين الغربيين ينهضون على المنابر ويصرحون أنهم قد أخطئوا في هذا أو ذاك بينما يقتصر عمل صحفنا على نقل الخبر وكأنه هزيمة لهم أو انتصار لنا ما الذي يجعل البعض لا يقول مثلاً أن الدين يحوي عدد كبير من التناقضات وعلى تعاليم وتفاسير عفا عليها الزمن ولا مكان لها في زمننا الراهن ولنبدأ أولا بنقد أنفسنا ومعرفة مواقع الخلل والصواب في حياتنا ولنعترف بأخطائنا أمام أولادنا أولاً فنحن لسنا السوبر مان كما يرانا أطفالنا وهو سيكتشف ذلك لوحده لاحقاً ..
ولننتقد تصرفاتنا وأعمالنا وأفكارنا وديننا وواقعنا ومجتمعنا أمام الغير ولنكن أقوياء وواثقين بأننا سوف نصلح كل ذلك ..
فليس العيب هو بإظهار العيوب للآخر أو لأنفسنا بل العيب بتغطية العيوب والنواقص بغطاء والجلوس عليه وتغطيته
للأخ احمد و السيد زوركوف ... اما بالنسبة للكاتب و وليد الحنون اقول هل الارث الديني و ما شرعه الله لنا و الذي مثلتموه عادات و تقاليد بالية منذ اكثر من الف و اربعمئة سنة اصبح خطأ الان و تريديون تغييره ... ادلو بدلوكم و ضعو مبادئ للتغيير و دعونا نرى ما بأمكانكم فعله و الا التزمو الصمت المطبق ... ارسل تحيتي لمن يتسحقها
لأن المحطات العربية مليئة بأمثال الكاتب ممن يشاركون في شن حملة ممنهجة ومنظمة على ديننا وقيمنا في محاولة مكشوفة وفاشلة لتغيير الرأي العام أو إعطاء صورة خاطئة عنه للخارج.. بالفعل الناس ملت من سلسلة المقالات العلمانية التي يتم إنزالها يوميا وكلها خالية من الفكر فقيرة بالمعلومات ضعيفة في السبك وفي المنطق ..!!
هل تظن الإنسان قادرا على التعلم والمضي قدما بهالحياة بلا رقيب أو حسيب أو معلم ولاحتى دين ، إذن كيف سيتعلم ؟ أهي دعوة للعودة إلى الكهوف و التعلم من أمنا الطبيعة ؟ ثم إن الضرب الخفيف أو التلويح به لهو أسلوب أساسي للتعليم ، أما عن نقدك للدين : أتظن أحدا قادرا على تقديم نظام متكامل صالح لآلاف السنين ؟؟ ألم تعلم أن نقد الدين خطأ و حرام ؟ أما باقي أنواع النقد فلابأس بها وإنما بهدوء وتعقل وانضباط وإلا تحول النقد إلى فوضى و شغب .
قول انك بدك تهاجم الدين وعادات الاسلام وقول انك علماني عربي وخليك صريح و مافي داعي تلف ودور كتير عأساس الموضوع عن النقد الذاتي والديمقراطية
كلام الكاتب المحترم صحيح ولن نتخلص من عقدة التسلط بل سنورثها مع الجينات لأبنائنا وأحفادنا فهذه ما ورثناه فكيف سنتخلص من كل هذه العقد الموروثة
شكرا للأستاذ حليم على هذا المقال الجميل ، فقد شخص الداء ووصف الدواء....مع الثناء والتقدير.
رغم مهاجمتك لبعض الامور يلي تعتبر "خط أحمر" بس مقالتك فريدة ومحترمة، اشكرك ..
والله الصراحة بدك مين يفهم ويستوعب إنا صرنا بالقرن الحادي والعشرين . . . لكن مع وجود ناس متلك يا صديقي الكاتب ، رح أتأمل كتير من ناحية التطور للأمام ، والتخلص بقى من قمامات الماضي
والله مليت من هذه المقالات المغرضة لذا لن أعلق
إقرأ شروط النشر لموقع سيريانيوز واحكيلي إذا فيك تنقد وما تضيع وقتك وقتنا. طبعاً مو القصد الإهانة فقط التنويه. إلى سيريانيوز: حكيي ما فيو شي هالمرة، فالرجاء النشر وعدم المحي لاحقاً
بتمنى من القراء الأعزاء يقرأو المقال ويستفيدوا منو ... شكرا للكاتب
النقد من اجل النقد رذيلة في المجتمع ، ولكن النقد عن علم من اجل الإصلاح هو المقصود بالنقد وهو المطلوب. وطبعا إذا امتلكت العلم بالطب يمكنك انتقاد مايقوله الأطباء ، وإذا امتلكت علما اجتماعيا جيدا ارشد الناس وانتقد بعض السلوكات بقصد التعليم والإصلاح. نقدك للدين غير مقبول لأنه نقد لما أنزله الله رب العالمين العليم الخبير، لكن يمكنك ان تنتقد فهم عالم دين بشرط ان تأتي بالدليل من القرآن والسنة وما فهمه صحابة رسول الله. يجب ان يبنى النقد على علم وأن يكون عن اخلاص وبقصد الإصلاح.