syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
عائد الى وطني الغالي.. بقلم : رامي وصفي الحلبي

كان الطقس باردا والأمطار تجلد نافدة غرفتي والريح تتلاعب بستارتها والسماء كئيبة والليل قرب من منتصفه.. فما وجدت نفسي الا في عالم هذا الجو فقررت أن أستسلم للعالم ألآخر.. عالم النوم.. بعدما قتلتني وحدتي ومزقني الشوق وثناترت دفات قلبي في غربتي الموحشة هذه..


فما أحسست إلا والنوم يأخدني وجفوني أخد منها التعب مأخذه وأنا كجثة خامدة على فراش الهروب من اللحظة وإذا بعنفوانها يدخل من نافدتي وينام معي في سريري وهي تقترب مني رويداً رويداً فما كان لي سبيل إلا الإرتماء في أحضانها لأتمتع بدفء صدرها وحنان مسكنها وحب قلبها ورائحة عطرها وقوة عشقي لها فكسرت في الحال ساعة العقل التي تعيد دقاتها وإيقاعاتها مند خمسة آلاف سنة لأصنع زمني لوحدي بعنفوانها وبقوة حبها المتدفق على ..

 

فهي من علمني كيف أحبها حتى الهذيان.. وهي من علمني كيف أأسس وطنا على شكل قلب.. وهي من علمني كيف أجعلها هي دون سواها في كياني تتحرك وتنضب.. وهي من علمني كيف يصير حبي لها دون غيرها أقوى أنواع ألإدمان..

هي من علمني كيف أحب وأحس بإحساس البسطاء.. وهي من علمني كيف أبكي على ذراعيها لأغتسل من أخطائي.. وهي من علمني أن الحب يرى بعيون البسطاء لا بعيون العلماء والشعراء..

 

هي من علمني ان التاريخ يبدأ بضم صدري الى صدرها لإعادة مجد ألأجداد.. وهي من علمني كيف أحبها بدون أرقام ولا حسابات وبدون مراسيم أو إعتمادات ولا إحتفالات..

 

هي من علمني كيف يكون الموت على أحداقها حياة مجد ونبل وعطاء .. وهي من جعلتني لا أشعر بنفسي ولم تستشرني دموعي وأنا هائم بين أحضانها لأجد نفسي كالطفل الذي يبحث عن أمه بعد سنين طوال من الفراق .. فبكيت ساعات طوال على كتفيها وسألت عن أخبارها.. فضمتني إلى صدرها وسامحتني عن هجرها وعن طول غربتي لها..

 

فما إن حل الصباح حتى حملت حقائبي وكنت أول الراحلين إليها لأعود لحضنها وأسمع دقات قلبها وأشهد على شموخها وأعيش أحزانها وأفراحها ولأتبلل بماء جمالها فهي الروح والتربة في كياني لأنها أرض وطني وهي الصدر الذي لا ييأس ولا يمل من ساكنيه.. فما اعظمك يا سوريا الاسد..

 

 

سوري من حيفا

2011-04-02
التعليقات