يقول جلَ وعلىَ بعد بسم الله الرحمن الرحيم : (( و أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ))
بينما كنت في أرض الحرمين الشريفين في رحلة عمرة رحلة طاعة لله جلَ وعلىَ استمرت لثلاثة أسابيع ونيف حضرت ضمنها خطبة جمعة في مكة المكرمة وآخرى في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيها خطباء الحرمين الشريفين (( المملكة )) يهاجمون بها المحتجين في المملكة ويتهمونهم بالعمالة والخيانة العظمى ويصفونهم وينعتونهم بأبشع العبارات
وكانوا يرددون في كل مرة قوله جلَ وعلىَ : (( و أطيعوا الله و الرسول وأولي الأمر منكم )) وكانوا يتهمون المحتجين الفقراء الذين ضاقت بهم الحياة و الدنيا بما رحبت بأنهم أصحاب فتنة
كله قيل وكان لكن المكان تغير وكأن الأحاديث الشريفة و القرآن الكريم حُرف
ففي سوريا ولمجرد قيام علمائنا في سوريا بالتنديد بما جاء في بيان (( بعض علماء المسلمين ))
يقوم علماء المملكة ومن سار على دربهم لتوجيه التهم لمشايخنا الأجلاء على أنهم أبواق للنظام
هل أصبح قول علمائنا لا للقتل ولا للفتنة هو خيانة في فكر أولئك (( المشايخ )) ؟؟؟ (( العلماء ))؟؟؟
هل في سوريا تنقلب الآية الكريمة بفكر أولئك لتصبح (( لا تطيعوا )) أولي الأمر منكم
وهل يتغير الحديث الشريف في سوريا (( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها )) لتصبح (( رحم الله من أيقظها ))
هل إلتفت هؤلاء العلماء لما يجري في البحرين و السعودية وقطر من خلال قناة الجزيرة التي تستطيع بكاميراتها أن تصل إلى القمر ويدعونا نعانق ببلادنا الشمس و القمر
ويومها بالتأكيد لن نرحمهم لأنهم لم يرحمونا
وأخيراً وليس آخراً أذكركم ونفسي بكلمات للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إذا ظهرت الفتنة فالقاعد خير من القائم )) ولنبدأ بتهذيب نفوسنا وإصلاح ذات بيننا لننطلق بذلك لإصلاح المجتمع بأثره
فاتقوا الله واعلموا أنكم إليه سترجعون ويومها سنحاكمكم ونقاضيكم عند أحكم الحاكمين
ولأهل بلدي تعلوا لنوأد الفتنة وننطلق نحو زمن جديد جُله العز والكرامة لنعود أقوى مما كنا
ولنكون كالنخلة الباسقة التي إذا رميت بالحجارة أسقطت رطباً جنياً طيباً على من رماها بحجره
الله يصلح الحال ويوفق السيد الرئيس