syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
المؤامرة ضد سوريا.....بقلم : فراس صديق سلوم

فجأة ومن دون سابق إنذار عادت سوريا في الآونة الأخيرة كما كانت في السابق حديث الساعة و الساسة وأضحت أحداثها تخيم وتتصدر نشرات الأخبار العالمية والعربية ما جعلنا نتسأل في قرارة أنفسنا عن سبب هذه الوقفة والإهتمام في بلد المحبة و الإيمان؟


وكثرت الأقاويل والتكهنات لإماطة اللثام عن هذه الأسباب ليطل علينا جهابذة الحرية والديمقراطية ويقولون أن من حق الجميع معرفة ما يحدث والمعرفة ليست حكرا على أحد وهذا واجب الإعلام الحر بنقل الأحداث والتطورات دون تحريف وتحوير وبكل حيادية وموضوعية.

 

تجاوبنا وتفاعلنا مع هذه الشعارات بحسن نية وارتياح لاسيما أننا كنا نتابع قنوات لطالما كانت تجاهر بالتزامها بقواعد العمل الإعلامي,غير أن مع مرور الوقت وبفضل الإنجاز العظيم الذي قام به إعلامنا العربي السوري الجديد في توضيح الصورة أكثر فأكثر و فضح غدر الأخ العربي المتآمر على أخيه العربي وتعرية وتفنيد ودحض ما تتناقله بعض وسائل الإعلام عما يجري في سوريا جعلنا نقف مصعوقين لهول وحجم الصدمة ونفكر مليا بالدوافع الخبيثة التي تقف وراء ما ينقل ويصور في بلدنا الغالي لنكتشف أن ما خرج من أجله بعض المحتجون في محافظة درعا وبانياس واللاذقية ما هو إلا الخطوة الأولى نحو الإستراتيجية الغير المعلنة ألا وهي إعادة صياغة و تعريف جديد للأمة العربية يكون الإنتماء فيها للطائفية وليس للوطن وتفتيتها وتمزيقها إلى كيانات سياسية دينية ضعيفة ما يساعد على تهيئة الأرضية للدولة العبرية لتحقيق هدفها في إضفاء الشرعية ليهودية هذا الكيان.  

 

وجد الغرب في تسونامي الإحتجاجات الذي عصف بالكثير من البلدان العربية الفرصة المناسبة لتنفيذ ما يحاك ضد وطننا العربي من مشاريع جميعها يتلخص في خلق شرق أوسط جديد تكون فيه إسرائيل الدولة المهيمنة إقليميا وفرض سايكس بيكو جديد على الأمة العربية وضرب الدور المحوري لسوريا في المنطقة لما له من أهمية في قض مضاجع الكيان الإسرائيلي من خلال توازن الرعب الذي أقامته مع هذا الكيان والمتمثل أيضا في دعم سوريا للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.من هنا نفهم لماذا يركزون جل اهتمامهم على سوريا؟ باعتبارها تمثل العائق الوحيد والأخير الذي يقف في وجه أي مشروع يرمي للنيل من أمتنا العربية ((جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الغرب تبشيرنا بفجر جديد فلقد طرحوا في الماضي مصطلحات كالنظام العالمي الجديد و الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد,مسميات كثيرة وجديدة لكنها كما ذكرت ذات فحوى ومضمون واحد.وليس من قبيل الصدفة أن تتحطم كل هذه المشاريع أمام الحصن العربي السوري والمقاومة))  

 

وراحوا من خلال أدواتهم والخلايا الناعمة النائمة وتجييش الإعلام المباشرة بتنفيذ الخطوات الأولى لتطبيق مخططهم الجهنمي.علما أن ما يميز هذا المشروع أنهم حاولوا جاهدين تنفيذه بذكاء وبأقل التكاليف ومن الداخل هذه المرة دون تدخل خارجي بعد أن استنفدوا كل محاولاتهم السابقة التي باءت بالفشل(يزعم الغرب بأنه ذكي وقوي,لكن أجزم بأن هذا الذكاء والقوة نابع من غباء وضعف العرب).

 

ولنكون موضوعيين ولكي لا نتهم بالشوفينية تجاه الوطن ورؤية الحقيقة بعين واحدة ونعت من تظاهر بالخيانة نؤكد أن سوريا قبل غيرها, لأنه كما يقال بلغ السيل الزبى في الداخل, كانت بأمس الحاجة لحركة احتجاجية تصحيحية سلمية في إطار الدولة والقانون لتستطيع إسماع صوتها إلى القيادة والحيلولة دون تحويلها إلى منعطف لا تحمد عقباه يكون الوطن هو الخاسر الوحيد.

 

منذ الأيام الأولى للأحداث لم تهدأ وتيرة الإحتجاجات بل أخذت منحا تصاعديا خطيرا ,بالرغم من التجاوب السريع والفوري من جانب القيادة السورية وتحقيق كل المطالب المشروعة التي من أجلها تظاهر المتظاهرون, وما كان يثير الدهشة والحيرة أنه كلما استجابت الحكومة كان جوابهم جاهزا مسبقا بأنها ناقصة ومتأخرة ونريد المزيد ويرفعون سقف المطالب,كل هذا ترك علامات استفهام كبيرة في نفوس السوريين عن نوايا بعض المتظاهرين. هنا لابد من التذكير بأن الشارع السوري بدون استثناء أيد و آزر هذه المطالب لأنها مشروعة وضمن القانون,إلا أن ما آلت إليه الأمور وما اقترفه بعض المندسون والمخربون من نشر ثقافة الفوضى والتأليب وإثارة الفتن والنعرات الطائفية ولافتات القتل والتهديد والوعيد وإطلاق عبارات وشعارات لا تمد بصلة لأبناء سوريا وهم منها براء,جعلنا ندرك بأننا في سوريا أمام مرحلة مفصلية غاية في الخطورة وبأن حفنة من الخونة في الداخل ومن يساندهم في الخارج يريدون إدارة دفة الأحداث لتحقيق مطامعهم ومطامحهم الدنيئة الخبيثة واستغلالها كحصان طروادة للسماح للدول الأجنبية بالتدخل في الشأن السوري تحت مسميات حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان .

 

وبعد ما انكشفت خيوط الختر والكذب والجريمة المنظمة ناشد الشعب السوري رئيسه و جيشه الباسل للتدخل لإستئصال شأفة المجرمين ووضع حدا لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار وسيادة سوريا.لقد عول الغوغائين ومن يقف في صفهم على ضرب الوحدة الوطنية وإحداث انشقاق في الجيش و الشارع إلا أن وبفضل الله أولا والجيش وتضافر جهود أبنائنا ووعيهم وحسهم الوطني الكبير استطعنا الوقوف بوجه كل متآمر ومن يدور في فلكه .

 

نقول للعالم أجمع أن سوريا الأسد قلعة منيعة وكلما حاولتم إضعافها تزداد قوة ومناعة وأن لغة التلويح تارة بالعقوبات وتارة أخرى بالتدخل العسكري لا تجدي نفعا. يبدو أن البعض لا يقرأ التاريخ جيدا وينسوا أو يتناسوا أن ما من مؤامرة أحيكت ضد الوطن العربي إلا وتحطمت على الصخرة العربية السورية وما من حصار فرض على سوريا إلا وخرجت منه أكثر صلابة وثقة في النفس ومن يعمل على عزل سوريا فقد عزل نفسه وليعلم الجميع أن تداعيات إحباط هذه المؤامرة سيكون لها بالغ الأثر الإيجابي ليس فقط على المستوى العربي,بل على المستوى العالمي أيضا.أخيرا رحم الله شهدائنا الأبرار من مدنيين وعسكريين لهم الرحمة ولنا الصبر والسلوان.

 

2011-05-11
التعليقات