syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
السجـين وفرصه النجاة ... بقلم : بدر خواجكية

احد السجناء في عصر لويس الرابع عشر محكوم عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده


وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح والإمبراطور  يدخل عليه مع حرسه ليقول له أعطيك فرصه إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجوا !

هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام.

غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد إن فكوا سلاسله وبدأت المحاولات وبدأ يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوى على عده غرف وزوايا ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجاده باليه على الأرض وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج أخر يصعد مره أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لا يكاد يراها  

 

عاد إدراجه حزينا منهكا و لكنه واثق إن الإمبراطور لا يخدعه وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه وإذا به يجد سردابا ضيقا لا يكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها عاد يختبر كل حجر وبقعه في السجن ربما كان فيه مفتاح حجر آخر لكن كل محاولاته ضاعت بلا سدى والليل يمضى.

 

واستمر يحاول...... ويفتش..... وفي كل مره يكتشف أملا جديدا... فمره ينتهي إلى نافذة حديديه ومره إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة.

 

وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومره من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل.

وأخيرا انقضت ليله السجين كلها ولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له : أراك لازلت هنا قال السجين كنت أتوقع انك صادق معي أيها الإمبراطور ..... قال له الإمبراطور ... لقد كنت صادقا سأله السجين.... لم اترك بقعه في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي: قال له الإمبراطور لقد كان باب الزنزانة مفتوحا وغير مغلق ! 

 

تعليق:إن الإنسان يعاني الكثير من الهموم والمشاكل في هذه الحياة ويحاول البحث عن حلول لها بطرق ووسائل مختلفة بحسب قدراته وإمكانياته وربما يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته

في الحقيقة حياتنا بسيطة إذا استخدمنا التفكير البسيط وهي معقدة إذا استخدمنا التفكير المعقد

 

في الحقيقة نحن نطرق كل الابواب وننسى ان نطرق باب الله عز وجل رغم أنه قريب جدا ولا يكلفنا  شيء وهو مضمون النتيجة بخلاف كل الأبواب 

هل تعلم أن جميع مشكلات الناس هي أعراض لمرض واحد  وهو البعد عن الله

ويخطئ خطأً فاحشاً من يتوهم أن هذه المشكلات أمراض ، وينبغي أن نعالج كل مرض على حدة ، وهذا

خطأ جسيم ، كل هذه المشكلات مهما كثرت هي ليست أمراضاً ، ولكنها أعراض لمرض واحد هو البعد عن الله ،

 

فمثلا  :  إنسان دخل إلى البيت الثلاجة لا تبرد ، والغسالة لا تدور ، والمذياع لا ينطق ، والمكيف لا يقدم الهواء

البارد ، كله معطل ، غاب عنه أن التيار الكهربائي في البيت مقطوع بدل أن يعالج هذه الأجهزة ويفكها ،

دعها كما هي و انتبه إلى التيار الكهربائي ، فإذا دخل التيار إلى البيت كل هذا يعمل إن حياتنا لن تستقيم إلا .......إذا عرفنا الله عز وجل

 

طرقت باب الرجاء والناس قد رقدو             وبت أشكو إلى مولاي ما أجد

وقلت يا أملي في كل نائبة                       يامن عليه لكشف الضر اعتمد

وقد بسطت يدي بالذل مفتقرا                    إليك يا خير من مدت إليه يد

فلا تردناها يا رب خائبة                       فبحر جودك يروي كل من يرد

2011-05-18
التعليقات
tornedo
2011-05-19 21:30:23
thanks
thanks so mush

سوريا
سكر
2011-05-18 18:24:10
لازم
لازم يكون العنوان درس في الحياة لان القصة عطتنا درس وفتحت عيونا دائما رائع بالتوفيق انشاء الله

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-05-18 08:56:13
صباح الورد
قصة رائعة كالعادة

سوريا