ألا يا طفل لا تكبر..
ألا يا طفل لا تكبر..
فهذا عهدك الأعلى .. وهذا عهدك الأطهر..
تلك الكلمات للشاعر صالح بن علي العمري اختصر فيها معنى الطفولة الجميلة.
فالأطفال معلمون صغار ساقتهم سنّة الوجود الى عالمنا, نظنّ أنهم بنا يعيشون وعلى دمائنا ينمون ويتكاملون, والحقيقة اننا بهم نعيش وعليهم ننمو ونتكامل هم يعطون أكثر مما يأخذون..
أحلامهم ليست أوهاما ولا تخيلاتهم تصورات هي من صميم الواقع, من صميم المعاناة والفعل اليومي..
تتراءى لهم الحقيقة مغلقة غامضة فيثيرون أسئلتهم ويلحّون ونتهرّب ربما من بعض أسئلتهم, ويشغلنا ربما ضباب الأحداث ويحجبنا عن جوهرها, نضحك ونفر الى ما نظنه الجد والحقيقة , ونحن في هذا ظالمون مخطئون.
ما هي ردّة فعل هذا المخلوق الطّاهر مما يراهم من أحداث تجري على أرض الوطن, فنحن مهما حاولنا أن نبعدهم عنها, فقد يقتنصون لقطات تؤثر سلبا عليهم, جدير بنا أن نهتم بهم ونرعاهم لأنهم كما يقولون: الأفضل بناء الطفل بدلا من اصلاح انسان كبير..
فالطفولة هي المرحلة الأساسية في عمر الانسان وتشغل ما يقارب ربع حياته والأهم أن لأحداث هذه المرحلة الأساسية آثار واضحة في بقية عمره سواء في السلوك أو الصفات الشخصية.
نجلس معهم في أحيان كثيرة ولكننا لا نستطيع أن نستمرّ في الإبحار في خيالهم الخصب هذا ما يضطرنا لأن ندع التلفاز يجالسهم, وهنا تكمن الخطورة.
استيقظت في احد الصباحات على أصوات أطفال جيراننا يلعبون, نظرت من نافذتي رأيت هديل على الأرض وكأنها نائمة وعصير الفرولة يسري من حولها, وأسيل ونبال يصرخون لقد ماتت هديل, لأن رامي صوّب بندقيته اللعبة عليها, ربّاه ما يجري..
هم يتقمصون ما يروه, ويحاولون تقليده, وان ثمة اي مشهد غير ملائم قد يتسبب في أذية نفسية للطفل ترافقه مدى الحياة.
فتلك المناظر القاسية على شاشات التلفزة التي قد ترافقنا مع موائدنا, ومع شاينا, هي ما تسبب أذية غير مباشرة لأطفالنا فيفقدون ثقتهم بأنفسهم وتتبدل مشاعرهم وتحدث فجوات كبيرة بينهم وبين الوالدين كما تثار الغرائز لديهم باكرا, ويزداد معدل خوفهم, أضف الى الأمراض النفسية والجسدية ناهيك عن ضياع الوقت وهدره, كل ذلك قد تسببه لأطفالنا مشاهد بسيطة من عنف ما يجري من أحداث في بلادنا...
فالنوم الباكر للطفل مفيد جدّا وعلينا أن نخصص مكانا للتلفاز بعيد عن مكان الطعام والدراسة والنوم وتحديد ساعات المشاهدة واقناع الطفل بأن الجلوس امام التلفاز ساعات طويلة فيه هدر للوقت ومضرّ للجسم والعيون بشكل خاص.
فلا نترك اطفالنا أمام التلفاز دون مراقبة ما يرونه بحجة أننا منشغلون بل علينا اشغالهم بمواضيع اخرى كترك مجلات تخص الأطفال بين أيديهم, وفسح المجال أمامهم للاستماع الى أشرطة كاسيت وفيديو تحتوي على اناشيد وموسيقا موجهة للطفل.
الحوار مع الطفل من شأنه أن يخلق طفلا ذكيّا.. فالأطفال هم مستقبلنا, وهم من نعقد كل الآمال عليه وأحيانا ننتظر منهم تحقيق ما طمحنا اليه وفشلنا.. هم مصدر سعادتنا علينا أن نكللهم بالحبّ والحنان.
الطفل عالم لا نستطيع تلخيصه ببضع كلمات وان مدى تأثير المناظر التي تقع أمام عينه بحث لا مجال لاختصاره بمقال, بل هو بحث يطول ويطول..
لأنه سيأتي يوم يدرك فيه ما يحدث على أرض بلاده, وسيترجمه بطريقة تليق بعمره ولا تؤذيه بل تجعله يسعى لخلق الحلول بدلا من احلال المشاكل.
وكل ذلك ايضا نراه في كلمات الشاعر:
سلام على عهد الطفولة
أكبر كذبة ظهرت.. على الدنيا: "متى أكبر؟! "
**
ألا يا طفل لا تكبر ألا يا طفل لا تكبر
ستعلم حينما تكبر..بأن هناك من يغدر
وأن هناك من يصغي.. لأزّ عدونا الأكبر
وأن هناك من يردي.. أخا ثقة لكي يظفر
سيعلم قلبك الدريّ.. بأن هناك من يفجر
وان هناك ذا ودّ .. ويبطن غير ما يظهر
وأن هناك نمّاما ... وجواظا ومستكبر
الاخت هيفاء من خلال اهتمامي بزاوية مساهمات القراء وقرائتي كل صباح لكل المساهمات وجدت من بين كل مقالاتك اننك كتبت عن الام وعن الاطفال فاين كتاباتك عن الزوج لنشاركك التعليق
مقالة حلوة تتطرقت لعنصر حساس جدا هم الاطفال انشاء الله تفرج عالوطن ويعود الاطفال الى مرحهم ولعبهم, وانشالله تشرق الشمس بشعاع الخير والحب بارك الله فيك.
بنتي جاءتني منذ أيام لتخبرني بأن صديقتها بالمدرسة قالت لها اننا لا نحبكم وأن الرئيس يحب المسيحيين ولن يطردهم الى لبنان وانه سيطردكم وبصراحة هيك كلام عمل معي صدمة كبيرة بنتي قلتلها رئيسنا بيحب كل الناس وما بيطرد حدا برا ورحت المدرسة وخبرت الانسة لتعالج الموضوع بس كيف بنت في الصف الثاني الابتدائي ان تتكلم بهذا وأي مستقبل ينتظرنا ان كان هذه أفكار أطفالنا
معك حق وانشالله الآنسات يكونوا فهموا هالوضع الخطير, الله يخليلك بنتك وانشالله تشوفينها عروس, بس ماعليها اي مشكلة طالما عندها ام متلك...