syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
كلب صديق ..أفضل من صديق كلب... بقلم : زياد وتار

يُحكى أنَ رجلا أعرابيا ًخرج إلى الصيد برفقة صاحب ٍله' , وكان لهذا الرجل كلب تربى عنده منذ صغره


وكان الرجل عطوفا ً على كلبه يرعاه ويهتم بأمره دائما

وبينما هما على وشك الإنطلاق في رحلة الصيد البعيدة وإذ بالكلب يتبع صاحبه , ولكن الرجل صاح َ به ليعود ورماه بالحجر

فما كان من الكلب إلا أن ولى أدباره. وظن الرجل أن كلبه عاد إلى البيت,

 

إلا أن الكلب ظل َّ يتتبع آثار أقدام الخيل من بعيد لبعيد ويسير في إثرهم من مكان لمكان دون أن يلحظوا وجوده.

وفي إحدى جولات الصيد بينما كان الرجل يتتبع فريسته ليطلق عليها النار بعيداً عن صديقه إذ بجماعة من اللصوص وقطاع الطرق ترقبه من البعيد وتختبئ بين الأدغال, ينتظرونه إلى أن يفرغ طلقاته لينقضوا عليه

وفعلا ًهذا ما حدث ..

 

حاول الرجلان الامساك به وبدأ يدافع عن نفسه ولكن أنى لذلك المسكين من أن يحقق مبتغاه والغلبة دائما ًللأكثرية , حاول أن يستغيث بصديقه أو بأحد ِ المارة ولكن صراخه لم يصل إلا إلى أذن صديقه الذي ما إن تهادى له وقع الصوت حتى خاف على روحه وقال:

 فلأنجو بنفسي أنا من هؤلاء الأشرار فما جدوى قتالهم, وإن سألني أحد ٌ عن صديقي سأقول أن وحوش الفلاة قتلته وافترسته بينما كان يتعقّبها ليلا ً.

وركب الصديق فرسه مسابقاً الريح عائدا ًأدراجه تاركا ً صديقه يواجه مصيره المحتوم . ..

 

ولكن الكلب كان قد وصل َ إلى المنطقة متتبعا ً أثر صاحبه.

قام قطاع الطرق بنهب بارودة الرجل وخنجره المطعم بالذهب ودراهمه التي كانت بحوزته وحتى ثيابه سرقوها وسرقوا فرسه وما أسرج عليه وضربوه وعذبوه وأتوا به إلى حفرة قريبة غير عميقة وطمروه بها وظنوا كل الظن أن الرجل قد قضى فعلا ً .

 

ولكن الكلب تبع أثر صاحبه ووصل إلى المكان الذي دفن به صاحبه وسمع همهماته وحشرجته فأخذ يحفر وينبش المكان إلى أن كشف عن رأسه وعاد للرجل نفسه .

وشاءت الأقدار أن قافلة مرت من قرب المكان وشاهدوا الكلب وهو يحفر فاستغربوا الأمر وقدموا إلى المكان فوجدوا الرجل فانتشلوه وأنقذوه من موت وشيك ..

ولازال الكلب الوفي يلوح بذيله ويهمهم حول صاحبه والرجل يربت له على رأسه ولسان حاله يقول وهو عائدا ًإلى دياره :

( كلب صديق ..أفضل من صديق كلب )

 

2011-05-26
التعليقات
الحمامة البيضاء
2011-05-26 12:11:52
صباح الورد
مما لا شك فيه انه هالصديق تخلى عن صديقه بس لو كان بقي معه كان رح يكون مصيرهم مثل بعض ولأن يموت واحد أفضل من أن يموت اثنين بس كان لازم من صاحبه بدل ما ينوي الهرب أن يذهب لطلب العون ويساعد صديقه

سوريا
linet_14
2011-05-26 12:00:22
يا أصدقاء بلادنا
ترى كم عدد الاصدقاءالذين يجب أن تمر أيامنا معهم وكم عدد الذين سننخدع بهم . ومن هم الذين سيتبعون آثارنا لينقذونا ونراهم عند المحن ؟؟ هل لهذه المعادلة من استثناءأم هي ثابتة على مر الزمن أين أصدقاء وطننا ليساعدوننا ولا يطعنوننا من الخلف ليربئوا الصثدع والشرخ الذي أصاب أرضنا.. أم ستنطبق القصة علينا فنرى كلابنا هي التي تخرجنا من هذه المأزق

سوريا