لا شك أن الأحداث المؤسفة التي  عصفت في بلدنا الغالي سورية  مؤخرا ً ، كانت مزعجة ومؤلمة         بالتأكيد !!.. فكم من عائلات فقدت أعزاء لها ، فتيتمت أولادها وترملت نساؤها ، وكم من املاك خاصة أ وعامة تم تخريبها او سرقت ونهبت.. وفي المحصلة كان الخاسر الأكبر هو هذا الوطن !!

ولأجل ماذا كل ذلك فلا احد يملك جوابا ً مقنعا ً !! فإذا كانت الغاية هي الاصلاح كما يتخيل البعض ، فها هو الاصلاح قد بدأ وبقوة وما يزال ، وسيتحقق بكل تفاصيله  في أقرب وقت . واذا كانت الغاية اثارة البلبلة والفوضى في بلد المقاومة والعروبة الأصيلة سورية ، والاساءة الى دور سورية الايجابي في الحفاظ على فلسطين وقضايا الأمة وكرامتها ، فعلى أولئك ان يعلموا انه لم يسبق وأن هزم  انسان يدافع عن حق مشروع ويؤمن به ايمانا ً حقيقيا ً ، فكيف اذا كانت القضية تتعلق بالوطن ؟ وان حصل وتعثر زمنا ً فلا بد له ان ينتصر لوطنه وقضايا وطنه ما دام صادقا ً وفيا ً لذلك .

فعلى ماذا يراهن اولئك ؟ أما اذا كانت الغاية  هي سورية بقيادتها الوطنية وشعبها الأبي فإننا نسأل أولئك : أما فهمتم اللعبة بعد؟ وهل ثمة أدلة اوضح مما تكشف حتى الآن ؟ وهل ثمة قيادة بديلة يمكن ان تقف بهذا القدر من العزة والاحساس بالكرامة كما فعل بشار الأسد ؟ اما حاولت امريكا ان تساومه مقابل تنكره للمقاومة العربية الشريفة وقطع علاقاته مع ايران البلد الصادق  في مواقفه تجاه فلسطين وقضايا العرب العادلة ؟ فأبى بالرغم من كل ما يحدث ! وهل ثمة رجل أصدق من ذلك ؟ فماذا يريد هؤلاء ؟ هل يحلمون بقيادة اصدق واصلب من هذه ان كانوا ما يزالون يحبون بلدا ً اسمه سورية وأمة اسمها العرب ؟ ومن هذه القيادة التي يريدونها بدلا ً؟ عبد الحليم خدام أو من على شاكلته؟! .. حسبنا الله ونعم الوكيـــــل !! .

 اما يعلم الجميع من هم هؤلاء ، وماذا فعلوا تجاه وطنهم يوم كانت لهم فيه كلمة  ؟ ألم يشاهدوا ويسمعوا ما قاله خدام على القناة الثانية الاسرائيلية ؟ هل ثمة حاجة لنبين ونشرح أكثر ؟ أم يريدون قيادة منسجمة مع حكمة  أمراء وملوك التبعية ،الذين يركعون تارة لله كذبا ً ولإسرائيل وأمريكا صادقين تارة اخرى ، ليحفظوا انفسهم على صهوات كراسيهم ، ولو الى بعد حين ؟

ايها الشعب السوري الأبي العزيز الكريم .. أيا ً كنتم واينما كنتم ! ان كنتم تريدون الاصلاح فها هو الاصلاح يتبلور وفي اعلى مستوى وانصع صورة ،وفي الأصل فالاصلاح شعار القيادة من سنين عدة وكان سينجز منذ زمن لولا تلك الظروف القاهرة التي مرت بها سورية ، لكنه اليوم ماض الى الامام مهما كانت العقبات ولو كره الكارهون !.

اما اذا كنتم تريدون غير ذلك ، فأنتم والذين استأجروكم ووعدوكم -ان لم تفيقوا حتى الآن- واهمون ومخدوعون ، وسورية بكل مكوناتها أكبر من أن تنالها يد الغدر، وهي لن تتراجع او تنكسر مهما كان           الثمن !! ..

ولا امريكا ولا اسرائيل ولا كل من يدور في فلكهما قادر ان يحيدها عن انتمائها الصادق لعروبتها وقضايا امتها قيد شعرة !! عدا عن ان هذه القوى سرعان ما ستتلون حسب مصالحها وتروحون أنتم  بقشرة بصلة كما يقال !! هذا اذا لم تتخلص منكم على طريقتها !!

اقلبوا الصفحة وعودوا الى رشدكم . عودوا الى وطنيتكم وسوريتكم الحقيقية . تعسا ً لهذه اللحظات المملوءة ألما ً وويلا ت .. سوريتكم الحقيقية تهبكم السعادة فنحن لم نكن يوما ً إلا أسرة واحدة ، وسورية لم تكن يوما إلا جنة الله في أرضه طبيعة وجمالا ً ومحبة وشعبا ً واعيا ً .. عودوا كما كنتم ، واصمّوا آذانكم عن الدعوات المغرضة والتي لا تخدم سوى اسرائيل واهدافها الآثمة ، فلستم انتم ايها السوريون جميعا ً ممن يرضى بما جرى .. ولتكن الجمعة القادمة جمعة محبة والفة واخاء وفرح كما كان الحال بينكم  دائما ً.. لتكن جمعة مصالحة مع الذات ومع الآخرين ، لا فرق بين مواطن وآخر . كلنا ابناء هذا البلد الرائع . فلنجعل منها جمعة تسامح ووئام مسلمون ومسيحيون ومن أي طائفة كنا ، فنحن سوريون قبل كل شيء ولن تنطلي علينا غايات واهداف من يريدون بهذا الوطن الشر حتى لو دفعوا ملايين الدولارات فهم ودولاراتهم الى المزابل .. لتكن هذه الجمعة رسالة محبة  معمدة بالشرف والوطنية و التي هي ميزة شعب سورية ، تاركين ما حدث وراء ظهورنا ، لنعود كما كنا وسنكون دائما اسرة واحدة متحابة متعاونة مخلصة لتراب هذا الوطن الغالي ما بقي الزمان .