جميل أن يعيش الإنسان حياته من غير أن يَظلم أو يُظلم
جميل أن ينتصر لنفسه عندما يكون له حق و ينتصر على نفسه عندما يكون عليه واجبات
جميل أن يتشبث بحقوقه ويدافع عنها حتى بحياته ويؤدي واجباته حتى ولو كلفته حياته
لكنه الإنسان بأنانيته المضخمة وتحيزه لغرائزه ورغباته ومتطلباته
وهي الحياة بقسوتها التي لا تراعي أي حسابات أو أحاسيس بشرية بجبروتها وقدرتها وطغيانها من جهة ومغرياتها الكبيرة والزائلة من الجهة الأخرى وحيث أن العقل البشري يميل إلى الاعتقاد بصوابية كل ما غرس بلا وعيه وخطأ كل ما نتج من وعي ولا وعي الآخرين ولأنه الإنسان بإنسانيته الخطاءة التي تميزه عن الملائكة بعصمتهم وتجعل توازن كفتي العدل في حياته أمر شبه مستحيل
فهو في علاقاته الروحية والفكرية التي تربطه مع المحيط الذي يمتد من أقرب المقربين إلى ألد الأعداء ومن أصغر بيئة اجتماعية في حياته إلى أقصى اتساع للعلاقات البشرية المسماة وطن تحكمه الرؤية الجبرانية ( نسبة إلى جبران خليل جبران بتصرف ) اللهم اجعلني فريسة من هو أقوى مني قبل أن تجعل من هو أضعف مني فريستي أو نقيضها الذي يقوم على اللهم لا تجعلني فريسة النمر واجعل الأرنب فريستي
هذا الإنسان بكل ما فيه هو في أغلب الأحيان إما ظالم لوطنه أو مظلوم منه استناداً إلى ما يرجحه فهو إما ممن يرجحون الأنا القوية المتمكنة على حساب الوطن أو ممن يرجحون مصلحة الوطن على حساب الأنا المتسامحة الطيبة
و هذا الاختيار بين القبول بالظلم من الوطن وما يقابله من عدم القبول إلا بارتكاب فعل الظلم بحق الوطن يتبع لتلك الومضة الحضارية الخيرة الموجودة بنسب متباينة في قلب كل مواطن ولعلها السمة الأكثر تحديداً لميزة المواطنة التي نتباهى كمتمدنين أننا نحملها
والمواطنة هي ما يمكن التعويل عليه في الأزمات بل يمكن القول أنها الأساس الذي يقوم عليه إيجاد الحلول ويمكن استناداً إليها تقسيم أهل البلد إلى مواطن ولا مواطن ولكل فريق من هذين الفريقين أفكاره وأرائه
ففي حين يقبل المواطن ببذل الغالي والرخيص في سبيل الوطن ولا يقبل أن يعيش إلا على أرض الوطن ويقبل بلقمة العيش في حدودها الدنيا مقابل خدمة الوطن ويتغنى بفضل الوطن عليه و يسعى للحفاظ على وحدته و سلامته بكل السبل والوسائل وباختصار يعطي الكثير مقابل أن يأخذ القليل
لا يقبل اللامواطن إلا بأن تكون كل مقدرات هذا الوطن في خدمته وتحت تصرفه و لا يقبل أن يعيش إلا خارج الوطن وأن يتمتع بالقصور الفخمة والسيارات الفارهة على حساب الوطن ويتشدق بفضله على الوطن وينكر أي فضل للوطن عليه بل يبدي انزعاجه إذا ما طلب منه تقديم ولو كلمة لخدمة هذا الوطن والمحافظة عليه من التشرذم والفتن والمؤامرات و لا يقبل بمجرد السماح أن يعيش الوطن بأمنه وسلامه.طالما أن ذلك ينعكس سلباً على ما يمكن أخذه من الوطن وباختصار يريد الكثير من غير أن يعطي حتى القليل
فبيد المواطن يبنى الوطن ويسعى اللامواطن لتخريبه
جميل أن ينتصر لنفسه عندما يكون له حق و ينتصر على نفسه عندما يكون عليه واجبات جميل أن يتشبث بحقوقه ويدافع عنها حتى بحياته ويؤدي واجباته حتى ولو كلفته حياته
لنجعل الجميع مواطنين متساوين امام القانون وفي الانتخابات اما وجود موطن وشبه مواطن ولا مواطن فهو امر غير سوي
جميل أن يتخلى الإنسان عن أنانيته من أجل وطنه والأجمل أن يكون الإنسان الوطني واع لما يحاك ضد وطنه
ولأنه الإنسان بإنسانيته الخطاءة التي تميزه عن الملائكة بعصمتهم وتجعل توازن كفتي العدل في حياته أمر شبه مستحيل