syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
لا أحب اللون الوحيد ... بقلم : أكرم العفيف

لا أحب اللون الوحيد حتى لو كان لوني المفضل


لا أحب المكان الوحيد حتى لو كان بيتي أو مزرعتي أو أرضي أو مكان رحلتي الأروع

لا أحب الطفل الوحيد حتى لو كان طفلي الأحب إلى قلبي

لا أحب المجتمع الوحيد حتى لو كان أهل قريتي أو بلدتي أو منطقتي اللذين أحب

لا أحب الطائفة الوحيدة حتى لو كانت طائفتي التي لها انتمي و بها اعتز

 

لا أحب اللون الوحيد ولا الطائفة الوحيدة ولا الطفل الوحيد والمزرعة الوحيدة

لا أحب الدين الوحيد حتى لو كان ديني دين الله الواحد لأنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا

لا أحب الوطن الوحيد حتى لو كان وطني الذي به اعتز وله انتمي مرفوع الرأس والجبين

لهذا أحببت سوريا بلدي

 

لأنها احتوتنا جميعاً بوطن

احتوتنا قبائل وطوائف واديان وقوميات وأماكن متنوعة وأطفال رائعون وألوان ربيع العالم في تنوعنا

أحببت بلدي لأنه جمعتني معكم كلكم يا أبناء وطني وأبناء العالم وأخوتي في الإنسانية جمعاء

 

أحببت بلدي لأنها جمعت الصليب والهلال وصوت الله أكبر مع قرع أجراس الكنائس

أحببت بلدي الذي لم يقبل أهلها أن ينعم أطفالها بنعيم الدنيا وحيدون بينما أطفال العراق ولبنان وفلسطين يرزحون تحت الخطر والتهديد فاستقبلوهم وحموهم ودفعوا من ثمن حليبهم ثمن السيف الذي يحميهم من قتلة الأطفال... الغرباء

 

أحببت بلدي لأنها لم تقبل أن يكون لها مكانها الوحيد فجعلت أرضها مكاناً للجميع وطعامها القليل طعاماً للجميع وبيوتها الضيقة واسعة للجميع

أحببت بلدي لأنها لم ترضى الذل للآخرين فرفعت كرامتها وكرامتهم

أحببت بلدي لأنها لم تقبل أن تعيش بكرامة في وطن وحيد بينما الآخرون يذلون

 

فنصرت ضعفهم واحتوت طفلهم ورعت معتقداتهم وحمت تنوعهم

أحببت بلدي لأنها رفعت رأسي كإنسان منتمي لها

لا تؤاخذني يا أخي في الوطن لا أستطيع أن ابتعد عنك

لا تؤاخذني يا أخي في الطائفة الأخرى لا أستطيع أن انصب بيني وبينك جدار من الدماء أو الطوائف أو الحدود

 

لا استطيع أن أحتمل وحدة طفلي بعيداً عن أطفالك

ولا أستطيع أن أحتمل لوني الوحيد لأن أصعب العيش أن تكون بمكان من لون واحد وقد قيل (الجنة من غير ناس ما بتنداس ) فأنت ناسي وأهلي ووطني وطفلك الثاني لطفلي والثالث والرابع ويشكلون حديقة وطن من أطفال

 

لهذا أحببت بشار الأسد الذي رعى هذا التنوع والكرامة ورعى كل الأطفال وخاصة أولئك الوحيدون والذين قتلتهم أيها الغريب

لهذا أحببت بشار الأسد ليس لأنه من لوني أو طائفتي أو من مكاني الوحيد

 

أحببته لأنه مثل ألوان ربيع وطني وطوائفه وأطفاله وكرامته ونصرة مظلومه

لهذا أقول :

أرحل عنا أيها الغريب الذي تضع بيننا حواجز من دم وطوائف

 

ارحل عنا فليس بيننا مكان لك ارحل عنا فربيعنا لا يحتمل اللون الواحد ولا الطائفة الواحدة ولا الدين الوحيد

وطني أيها الغريب يرفع رأسه بهلاله وصليبه

وطني أيها الغريب لا يحتمل ظلمك وقتلك

وطني أيها الغريب يسطر لون التنوع والفداء والكرم والكرامة

 

وطني أيها الغريب هو ما قيل فيه : لكل من في هذا العالم وطنان وطنه الذي يعيش فيه وسوريا

أذهب أيها القاتل الغريب فنحن نخسر ولكن لا نهزم لأننا جميعاً لا نحب اللون الوحيد والطائفة الوحيدة والطفل الوحيد والمكان الوحيد

حورات عمورين في : 3/6/2011 

2011-06-08
التعليقات
أكرم العفيف
2011-06-08 23:53:24
شكراً ايتها الحمامة البيضاء
شكراً ايتها الحمامة البيضاء انها سوريا الحضارة سوريا الانسانية جمعاء لا يرسم طريقها الغرباء

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-06-08 12:34:10
صباح الورد
كلامك رائع سيدي هلق بلشت حس اني بسوريا واني عم اسمع سوري عم يحكي يارب ترجع سوريا ويرجع السوريين

سوريا