syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
كيف يمكن المشاركة في تعيين أعضاء مجلس الشعب ... بقلم : م فواز بدور

بالرغم من أن السلطة التنفيذية لا زالت هي المحرك الأساسي للدولة و لم تزل السلطة التشريعية تحت سيطرتها وتأثيرها فلا بد من العمل على رفع مستوى السلطة التشريعية ومنحها الاستقلالية حيث يمكن التعويل على أن وجود سلطة تشريعية مؤهلة ومؤثرة يشكل ضمان حقيقي للإصلاح نتيجة أن الرقابة التي تمارسها على السلطة التنفيذية تلعب دوراً كبيراً في الحد من تمادي وتفرد السلطة التنفيذية وبالتالي  نضمن الفصل بين السلطات وتنفيذ مقولة  "لا تحد السلطة  إلا بالسلطة "  بآليات دستورية وقانونية وللوصول إلى ذلك :


لا بد من في البداية من مناقشة وتقييم أداء السلطة التشريعية الحالية – مجلس الشعب–وأسباب عدم قيام هذه السلطة  بدورها الفاعل في الرقابة على الحكومة وسن التشريعات الملائمة لعملية الإصلاح و التطوير .

 

والمتتبع لأداء السلطة التشريعية في سوريا يستنتج أن السبب الرئيسي وراء ضعف أدائها وانعدام دورها يعود إلى  آليات اختيار عناصر هذه السلطة بجزأيه التعيني والانتخابي .

 حيث أن ممثلي الجبهة الوطنية من العناصر الحزبية يتم اختيارهم بناء على المحسوبيات والعلاقات الشخصية علماً أن ممثلي حزب البعث العربي الاشتراكي  هي الأفضل نسبياً مقارنةً  مع باقي ممثلي أحزاب الجبهة الوطنية  لأن الاختيار لممثلي باقي أحزاب الجبهة يتم بشراء هذه المقاعد من قبل التجار مقابل مبالغ يتم دفعها لقيادات هذه الأحزاب بمسميات مختلفة كالتبرع للحزب أو معونات تضمن الارتقاء السريع للوصول إلى المراتب القيادية والتمثيلية لهذا الحزب 

 

 وخير مثال على ذلك هي تجربة أحد المرشحين المستقلين - في مدينة حمص – حيث قام  بالترشح كمستقل في أحد الدورات وعندما لم يتمكن من النجاح  كمستقل انضم إلى أحد أحزاب الجبهة وتم ترشيحه لعضوية مجلس الشعب كممثل لهذا الحزب في الدورة التي تلتها وتم اختياره وللأسف  تبين بعد ذلك أنه تاجر مخدرات

 

 أما الاختيار بين المستقلين فإن أسس التمايز فيها تعتمد  للأسف  على القدرة المادية أولاً بشراء الأصوات وبأساليب مختلفة تبدأ في أرقى حالاتها  بتقديم الدعم للجمعيات والمشاريع الخيرية والخدمية في المناطق والقرى وتنتهي بشراء العناصر المؤثرة على الأصوات في تلك المناطق والقرى وأخيراً شراء الأصوات بشكل مباشر أيام الانتخابات ثم تأتي بعد ذلك الطائفية والمذهبية والعائلية والقبلية  بغض النظر عن كفاءة وقدرة المرشح أو حتى نزاهته  مما يؤدي إلى وصول عناصر غير مؤهلة إن لم نقل سيئة كممثلين للشعب الذي لا زال ينقصه الوعي لاختيار مرشحه بعيداً عن التأثيرات المادية أو النزعات الطائفية أو القبلية أو العائلية .

 

إذن لا بد من وضع آليات دقيقة لاختيار الممثلين  سواء من البعثتين أومن  أحزاب الجبهة الوطنية مع ضرورة رفع مستوى الوعي الجماهيري في ضرورة انتخاب وإيصال العناصر الفاعلة و الكفوءة  كممثلين للشعب لما لذلك من انعكاس وتأثير على كافة مجالات الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية   .

 

أما بالنسبة للدورة الحالية فأعتقد أن الحل يكون بالمشاركة في التعيين نتيجة عدم إمكانية الاستغناء عن التعيين الذي يضمن تمثيل كامل فئات وشرائح المجتمع ووصول بعض العناصر الكفوءة والمؤهلة إلى عضوية مجلس الشعب وتقوم المشاركة بالتعيين على الانتخاب بين المرشحين الممثلين لكل شريحة فبدل أن يتم فرض ممثلي الجبهة الوطنية يتم طرح أكثر من مرشح لكل مقعد من مقاعد الجبهة  ويقوم الناخبين باختيار أحد المرشحين المرتبين حسب الأولوية لدى الحكومة وفي حال عدم الاختيار يذهب الصوت للمرشح الأول

 

وبهذه الطريقة نضمن المشاركة الجماهيرية بالتعيين بحيث يكون المرشح الممثل لحزب أو شريحة ما حصل على ترشيح الجبهة كممثل للحزب أو الشريحة التي يتبع لها وفاز بالانتخاب من بين باقي الممثلين لتلك الشريحة ويصبح بالتالي هناك مشاركة للجماهير في هذا التعيين .

 

ويجب أن نستمر على استخدام هذه الطريقة في المشاركة في التعيين  بالتوازي مع العمل على النهوض بالوعي الجماهيري إلى أن يصل إلى مستوى اختيار المرشح الجيد بغض النظر عن طائفته أو حزبه أو المبالغ الذي دفعها  و تبين بعض التجارب الديمقراطية أن الاختيار الحر يولد الوعي بالاختيار بعد دورتين أو ثلاث دورات انتخابية كحد أقصى  وعند ذلك يجب إلغاء التعيين بكافة طرقه  والانتقال إلى انتخاب كامل أعضاء مجلس الشعب وصولاً إلى الديمقراطية الكاملة .

 

2011-06-28
التعليقات
محتار
2011-06-30 13:15:59
البلد بلدنا
حلوة الأفكار المطروحة بس أكيد مو بالضرورة كل ماخطرت للواحد فكرة لازم تلتزم الدولة فيها وتتبناهى بهيك مواضيع وعي الجماهير والشعب هو الاساس كون هذا المجلس يمثل الشعب والأهم نستفاد من دروس سابقة لمجالس سابقة ونعرف كيفية ومعايير اختيار العضو الذي سيمثلنا بغض النظر عن حملته الانتخابية

سوريا
م فواز بدور
2011-06-30 00:44:49
شكرا لكل من ساهم
اتوجه بالشكر لكل من علق وساهم باغناء الموضوع بنية وقلب وسليم وأقول للسيد غسان نعم نفتخر أننا عرب وللسيد حلبي حر اتمنى أن ننظر للمستقبل ولا نعيش بالماضي وللسيد حمورابي انشاء الله سيأتي الزمن الذي سيكون الانتخاب الحر يفرز العناصر الجيدة والمؤهلة وأتوجه بالشكر لكل من باسل ونسرين على مشاركتهم ودعمهم أما مواطن شوي مثقف فشكراً على مرورك الغني وإضافتك الرائعة ولكن ليس لدينا هذه المعارضة الا ترى معي أن الفساد قد طال لدينا حتى قيادات المعارضة الم تلاحظ انهم ديكتاتوريين و عدائيين وغير منفتحيين فكرياً

سوريا
حسان
2011-06-30 00:09:14
فلننتظر قانون الانتخاب، وإلا ربما لن يكون المجلس الجديد أفضل من سابقه كثيراً
شكراً على الارتقاء في الأداء لمناقشة التطوير وليس للمهاترات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فهذا ينمي الفكر ويشذبه من الأخطاء ليصبح المرء فيما بعد قادراً على الأداء والإنجاز بشكل صحيح. مجلس الشعب يتألف من 250 عضواً، نصفهم من العمال والفلاحين، وأنا أظن أنهم غير موجودين في المجلس، بل يوضع من يراد وضعه باسمهم. على كل حال، في البلدان المتقدمة يقود المجتمع مخططون ومثقفون وعلماء، رغم احترامي الشديد للعمال والفلاحين. المخ يخطط والعضلات تنفذ.

سوريا
غسان
2011-06-28 22:26:03
هل تصدقون أنفسكم ايها العرب
شيئ مضحك للغاية البرلمان العربي كفانا كذب وفساد تاريخنا مخذل وفسادنا افسد المحيطات وليس فقط الدول العربية

فرنسا
حلبي حر
2011-06-28 15:33:56
غير ممكن
ضمن الوضع السياسي والقانون الانتخابي الحالي لا يمكنك المشاركة في تعيين اعضاء مجلس الشعب . لان الشعب في نظر الحكومة من طبقة الجهال وغير قادرين على اختيار ممثلينه لذلك تكون ورقة الانتخابات مسجلا عليها الاسماء الناجحة سلفا .واذا احببت يمكنك اضافة اسم او شطب اسم اذا كنت بتسترجي

سوريا
نسرين
2011-06-28 13:55:26
بكرا أحلى
لا بدّ للفساد أن ينجلي ,وصفحات المحسوبيات والمخالفات وكل منظومات الشّر أن تنطوي ..أجل فبارتقاء فكرك وإبداع قلمك وكل الشرفاءأمثالك يعمّ الخير والصلاح ,ومعاً يداً بيد نساهم في بناء وطنِ نظيف يمثله في مؤسساته خير شرائح المجتمع تحت راية وفكر قيادتنا الحكيمة .شكرا لك و دمت ودام حبر قلمك لا ينضب ...

سوريا
حمورابي
2011-06-28 12:44:37
قديمه
الانتخاب الحر المفتوح هو المطلوب مثل كل دول العالم المتحضر ودون تعيين وحصص وسترى ان لااحد من الوجوه القديمه سينجح لا جبهة ولا تجار المستقبل للشباب المثقف

سوريا
باسل
2011-06-28 07:58:07
مقالة جيدة
بصراحة أجد أن مشكلة تلاصق السلطات و سيطرة السلطة التنفيذية (الدولة و الأمن) عليها هو أهم أسباب دمار البلد, كذلك عدم تداول السلطة خلق طبقة فوق القانون لأن السلطة الثالثة القضائية يتم تعيينها بناء على انتمائها السياسي...استقلال السلطتين القضائية و التشريعية هو أهم محركات الاصلاح..يجب الغاء التعيين و الكراسي المحجوزة و اعتماد الانتخاب المستقل..مع أن هذا الانتخاب في السنوات الأولى سيبقي على العشائرية و الدينية و شراء الأصوات..و لكن هذا ضروري ليتعلم الشعب أهمية صوته و أهمية المرشح صاحب برنامج واضح

سوريا
مواطن شوي مثقف
2011-06-28 02:36:32
امتحان
في أحد الأيام جاء سؤال ب 40 درجة في كلية العلوم السياسية - بجامعة دمشق والسؤال هو التالي: ما هو سبب ضعف تفعيل عمل البرلمانات العربية؟ هل تعرفون ما هي الإجابة - التي سيحصل صاحبها فيما (لو) أجاد الإجابة على (40) درجة؟ الإجابة هي : بسبب عدم وجود معارضة حقيقية ...

سوريا