syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
نيلسون مانديلا ... بقلم : م .سلمان عنتر

في البداية بودي أن أطرح عدة أسئلة حول هذا الرجل، منها:من هو مانديلا؟ ماذا عمل؟ من أين هو؟ ولماذا اشتهر بهذا القدر؟


ولد مانديلا في عام 1918 في مدينة سويتو، في اتحاد جنوب أفريقيا، يحتفل بعيد ميلاده الثاني والتسعين خلال هذا العام.

إنه الإبن البار لحركة التحرر الوطني، كما إنه: البطل والثائر الأسطوري الأفريقي وقد سبقه في هذا المجال مناضلون كبار من القارة السمراء: باتريس لومومبا، نيكروما وعبد الخالق محجوب حيث كانوا مشاعل نور أضاؤوا الدرب الطويل الشاق لرفاقهم.

 

أمضى هذا المناضل ثلث عمره مكافحاُ وبدون هوادة ضد القوانين الرجعية التي كانت سائدة في بلده وثلث عمره في السجن «حوالي ثلاثة عقود»، وبعض السنوات رئيساً يحمل هموم بلاده ومواطنيه، هذا الرجل لم يسع للثأر والانتقام عندما خرج من السجن فرأينا العفو عند المقدرة وإن الحلم والحكمة ساعة الغضب هو من أسمى الفضائل الإنسانية لديه.

 

مدينة من مدن اتحاد جنوب أفريقيا تدعى سويتو، وهي مسقط رأس مانديلا، وهي مدينة اشتهرت بالفقر على أنها من أكثر مدن الصفائح في أفريقيا، سكانها كلهم من الزنوج, ولا واحد من البيض يسكن فيها. . وهذا سهل على المناضلين والمعارضين جمع الشمل وتوحيد الكلمة ضد نظام الفصل العنصري، نظام الأبارتيد الذي دام في هذا البلد أكثر من ثمانية عقود. وساعد هذا السكان الأصليون لتوحيد جهودهم للقيام بأعمال جماهيرية مثل اضرابات عارمة ومظاهرات عامة مطالبة بوضع حد لممارسات التفرقة العنصرية المشينة. واعتاد المواطنون من بدء تلك النشاطات بأن الأجهزة الأمنية كانت تقوم ولا تقعد مستخدمة كل وسائل العنف لضربهم بالعصي الغليظة وبإطلاق النار الحيّ فكانت تقع الضحايا العددية من جرحى وقتلى في صفوف المتظاهرين واعتقال النشطاء منهم وزجهم في السجون. واستمرت في صفوف المتظاهرين واعتقال المناضل مانديلا« 27 سنة» وبعد الاحتجاجات والتنديدات المستمرة القوية الرسمية والشعبية هنا وهناك من قبل كل القوى الوطنية والتقدمية في مختلف القارات للقضاء على النظام العنصري المقيت، تم الإفراج عن نيلسون مانديلا.وبعد ذلك جرت انتخابات ديمقراطية في البلاد وعلى أثرها أصبح مانديلا رئيساً بجدارة في عام 1994 لجنوب أفريقيا وهكذا تم وضع حد للتفرقة العنصرية في البلاد. وقال مانديلا كلماته الشهيرة للرئيس الذي أتى بعده:عليك الاعتماد على أناس لا يقولون نعم في كل الأمور.

 

وفي عام 2008 جرت احتفالات شعبية مهيبة في طول البلاد وعرضها احتفاء وتقديراً بمناسبة بلوغ مانديلا السن التسعين من عمره.

وبهذه المناسبة أقدمت الإدارة الأمريكية على شطب اسم هذا المناضل من القائمة السوداء «قائمة الإرهاب». وهنا ومن الواجب علي ذكر بعض الأعمال الإجرامية التي كانت تقوم بها فئة البيض والتي كانت تمثل نسبة 30% من إجمالي السكان الأفريقيين هناك.

 

فمثلاُ: كانت النفقات التي تصرف لتأهيل الطالب الأبيض من قبل الحكومة العنصرية أكثر بـ 14 مرة من المصروف الذي كان يصرف لتأهيل الطالب الأسود، وهذا من ناحية ومن ناحية أخرى كانت للمؤسسات العامة الكبيرة بابان للدخول والخروج فثمة باب مخصص للبيض والآخر للزنوج«والسبب يعود لاختلاف لون البشرة فقط».

وعند ارتكاب أخطاء في هذا المجال ولو بدون قصد وخاصة من قبل الأميين السود الذين كان يصعب عليهم أحياناً تمييز ذلك، فكانت العقوبات تلاحقهم. ومن حيث العمل والأجور فكانت الأعمال المجهدة من نصيب الزنوج والأجور المرتفعة للعمال البيض، وكانوا يتمتعون بأوضاع جيدة مقارنة مع العمال السود.

 

واتحاد جنوب أفريقيا من حيث النظام الاقتصادي السياسي فهو من الدول الرأسمالية حيث التفاوت الشاسع بين دخول الكادحين والرأسماليين وسوء توزيع الثروة بشكل غير عادل وشنيع. يقول ما نديلا: وبحسرة شديدة أنه لا تزال هناك هوة كبيرة بين فقراء وأغنياء اتحاد جنوب أفريقيا.

 

وقد منح مانديلا جائزة نوبل للسلام نظراً لنضاله الدؤوب في سبيل إنهاء التفرقة العنصرية في بلاده وخدماته العديدة التي لا تقدر بثمن من أجل تطور البلاد وكذلك لتعم القارة الأفريقية أيضاً.

 

وفي هذه السنة جرت دورة الـ 19 لبطولة كأس العالم لكرة القدم حيث توافد اثنان وثلاثون منتخباً من مختلف قارات العالم ليلعبوا بالكرة المستديرة وبالتالي ليفوز أحدهم بإحرازه كأس بطولة العالم، كل هذا على أرض ملاعب اتحاد جنوب أفريقيا، أرض رأس الرجاء الصالح، التي أصبحت معبراً عالمياً للسفن المحملة بالبضائع بين الشرق والغرب وذلك بعد اكتشاف أمريكا.

 

2011-06-21
التعليقات