أبكي .. وبدموعي سأبني مجدي ...

أبكي .. ودموعي ستزرع الأمن في أرضي ...

دموعي اليوم ...

دموع الحزن الغريبة ...

على شهدائي وأطفالي وأهلي في هذه الأرض الرحيبة ...

دموع الخوف على مستقبلي من شيء لا يخطر على بالي ...

المجهول يطارد أفكاري ويستل سيفه أمام سؤالي ...

أبكي وعيوني تغضب ...

أبكي ومن دموعي أشرب ...

لأعرف معنى ما يُخطط لي من خطر محدق ...

لأكمل رحلتي نحو المستقبل المشرق ...

باقٍ ولا أريدُ أن أرى سوى شمس النهار ...

باقٍ ولا أريدُ أن أرى حولي هذا الدمار ...

هتافاتٌ وحجارة ورصاصٌ ودماء ...

 على أنغام الأحزان ننشد ترنيمة البقاء ...

هذه الدمية التي انفصل جسدها عن رأسها ...

وتلك الأم التي لم تعد تعرف غدها من أمسها ...

وذاك الرجل هناكَ يبكي ..

وهناك شابٌ يغص وهو يحكي ...

تشييع شهيدٍ في الشارع الآخر ...

مظاهرةٌ آتية من بعيد ...

خبرٌ عاجلٌ على إحدى المحطات ...

العالم المجنون يزداد جنونه ...

حتى كلماتي خرجت عن قافيتها ...

تتسارع الأحداث حولي ...

ودموعي تنهمر انهمار شلال ...

أريدها أن تتطهر بدماء الشهداء ...

أريدها أن تغسل أرضي من دماءِ الخيانة ...

يا أحبتي ...

يا أبنائي ...

يا مَن أحملكم على أرضي بكل محبةٍ وإخلاص ...

يا مَن اقسم لهم بأنني سأبقى أصونهم ...

احموني يا مَن أحميكم ...

ساعدوني يا مَن أساعدكم ...

أمد لكم يدي .. فمدّوا أياديكم ...

فإن رحلتُ عنكم فلن تجدوا شيئا من الأمان ...

لن تجدوا شيئا من الحرية ...

لن تجدوا شيئا من الكرامة ...

هيا ...

وانهضوا ...

اعقلوا .. وتوكلوا ...

ازرعوا في أرضي سنابل الخير ...

لتحصدوها حبا وأمانا وطمأنينة ...

واتركوني أبكي .. لأنني من دموعي أسقي ما تزرعون ...

فإياكم أن تزرعوا الشر يا أهلي ...

لم .. ولن أقبل أن أبكي إلا لكم ...

فلا تدعوا دموعي تسقي ما لا أريد ...

ولا تجعلوا بكائي يصبح بدل الدمع .. دماء ..

مع كل إخلاصي لكم ومحبتي الدائمة ...

الــوطـــــن ...