syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
نصنــع سعادتنـــا ولا تولــد معنــــا... ترجمة: ولاء عطايا

إنه من الأفضل أن تكون سعيداً على أن تكون غنياً هذا ما قاله الدكتور أنطوني سيلدون أحد مؤسسي الحركة الجديدة لتحقيق السعادة.


فقد أصبح الحديث عن السعادة فجأة هو الحديث الأكثر أهمية في العالم حتى إن بعض الحكومات قد أدرجه ضمن أهدافنا فإن الأخبار المتعلقة بارتفاع نسبة الوصفات المختلفة ومضادات الاكتئاب نحو 43٪ منذ عام 2006 هي أخبار في غاية الأهمية ويجب أن تعنى بلفت انتباهنا جميعاً.‏

 

ويضيف د. سيلدون لذا قد قررت أن أكون أحد الثلاثة المؤسسين للحركة الجديدة لتحقيق السعادة والتي انطلقت في 12/4/2011 . وتهدف إلى جعل المجتمع أكثر سعادة وتخفيف وطأة المآسي عليه وإرشاده عن كيف يمكن أن يتعامل معها .‏

رسالتنا بسيطة فأنت لست بحاجة لأن تعيش بحالة التعاسة أو أن تكون مدمناً على تعاطي الحبوب أو العقاقير والمشروبات لتخفيف الآلام حيث إن العلاج الطبيعي الكافي لجعلك سعيداً هو دائماً متوافر.‏

 

إن الاهتمام والتركيز على موضوع السعادة ونوعية الحياة ، ليس ظاهرة موجودة فقط في بريطانيا بل إن حكومات كل من إيطاليا وكندا ونيوزلاندا وعدد من الدول الأوروبية قد جعلتها أحد أهداف سياستها.‏

إن هذا التغيير يمكن أن يكون ذا دلالات مختلفة يشابه التغيير الذي أتى مع التوجهات التي اجتاحت العالم في الثمانينات . حيث إن الإدراك السائد في القرن العشرين يقوم على الكميات . فالحكومات تسعى لتعظيم الاحتياجات المنزلية والأرباح وعوائد الشركات على المدى القصير وتحسين دخل الفرد إلا أن هذا كله لم يحقق السعادة بل قد يؤدي إلى تبخرها فيما بعد.‏

 

فالمطلوب اليوم هو تعظيم المعنويات وإعطاؤها ذات الأهمية التي تتمتع بها الكميات .‏

فإن نوعية التعليم التي يتلقاها الأطفال تسبب لهم الإرهاق وحالة من القلق والتوتر وخاصة خلال فترة الامتحانات وقد كان أحد الأطباء النفسيين استقبل منذ نحو عدة سنوات خمسة مرضى من ذات الصف في إحدى مدارس لندن يعانون من طريقة المعاملة التي يتلقونها حيث أصبحوا يشعرون بأن قيمتهم الإنسانية تأتي من إنجازاتهم وليس من أنفسهم.‏

 

كما أن الحقيقة التي يجب أن نتعايش معها جميعاً، أننا في هذا القرن لا نستطيع أن نتوقع أي تحسن في الأوضاع المالية أو أن يزداد الدخل جيلاً بعد جيل. فقد لا يتوافر لأطفالنا ما كان متوافراً لنا في الماضي ولعل أكثر من يعاني اليوم هم الشباب حيث إن نسبة انتحارهم ازدادت من 10٪ في عام 1974 إلى 17٪ في 2006.‏

البعض ينظر إلى موضوع السعادة وكأنه ظاهرة سطحية إلا أن أعظم المفكرين عبر التاريخ ابتدأً من أرسطو وحتى اليوم قد ناقشوا أهمية السعادة واعتبروها أعلى مراحل التطور في البشرية.‏

 

وكان آخر ما توصل له العلماء الباحثون في كيفية تحقيق السعادة أنه كلما ساعد الناس بعضهم البعض وازداد اهتمامهم بالآخرين وأحبوهم كانوا أكثر سعادة. على عكس الوضع عندما تزداد الأنانية والانعزال تحبط السعادة .‏

 

وقد بينت الدراسة أن اتباع هذه الخطوات العشرات التي تدرس في ويلنفتون يعتبر طريقة فعالة لتحقيق السعادة وهي أشياء سهلة وليست صعبة .‏

أولاً: خدمة الآخرين والعناية بهم من مبدأ أنك إن كنت تريد أن تشعر بأنك بخير فقم بعمل الخير.‏

ثانياً: ممارسة الألعاب الرياضية والأكل والشرب بالمعقول وأخذ قسط من الراحة.‏

 

ثالثاً: يجب أن نأخذ قسطاً من الراحة- الفردية حيث يستطيع الإنسان أن يتواصل مع نفسه ومع الطبيعة.‏

رابعاً: الشعور بالانتماء لذا فإن الانتساب إلى منظمات تعنى بأشخاص كثيرين ولها اهتمامات يتجاوز الآن والمشكلات الفردية له دور كبير في تحقيق السعادة.‏

خامساً: كذلك فإن الاستمرار بالتعلم هي من الأمور التي تخلق شعوراً جيداً لدى الإنسان لذا يجب أن يستمر بالقراءة أو حتى يقوم بالانضمام إلى المدارس الليلية فإن ذلك يعطيه قيمة إضافية .‏

 

سادساً: يجب أن يتم تخصيص وقت لكي يقوم الإنسان بما يجب كأن يمارس هواياته أو أن يمضي وقتاً في الحدائق ويستمتع بالطبيعة.‏

سابعاً: قضاء وقت أطول مع من تهتم لأمرهم ويهتمون لأمرك. فإن من أبشع الظواهر التي نعايشها في المجتمعات الحديثة هو قضاء وقت قصير مع عائلتنا وانشغالنا عنها .‏

ثامناً: التواصل مع أطفالك هو أمر يحقق لك السعادة ، فالسعادة ليست أمراً سطحياً كما هو منظورها أحياناً حسب حياتنا الحديثة بل هي تتحقق وتوجد في مضمونها ومدى عمق علاقاتنا بالآخرين .‏

 

تاسعاً: التحكم ببرامج حياتنا هو أمر حيوي وضروري فإن عدم قدرتنا على تنظيمها والإفراط في العمل الجاد أو السهر أو أي شيء آخر هو سبب لعدم تحقق السعادة.‏

عاشراً: يجب أن نتعلم أهمية الشكر وقيمة النعم التي نحظى ونتمتع بها، لذا ننصح بأن يبحث الإنسان قبل نومه عن ثلاثة أشياء أو أحداث مر بها خلال اليوم جعلته سعيداً إن هذا ما يبني التفاؤل ويقضي على النظرة السلبية للحياة .‏

فالطريقة التي جعلت الكآبة تنتشر وتتعاظم في حياتنا هي ذاتها التي نستطيع من خلالها أن نبني بها سعادتنا .‏

 

ترجمة عن صحيفة الإندبندنت الدكتور أنطوني سيلدون‏

 

 

 

مجتــمـــــع

الخميس 28-4-2011م

 

2011-06-17
التعليقات