syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الحرب على سوريا ... بقلم : صالح الملا سالم

ليس بالغريب على أمريكا وإسرائيل وأعوانهم أن يشنوا الحرب على سوريا ، لقد شنوا ضدنا الحرب الاقتصادية بحصارهم وعقوباتهم ولم يفلحوا ، شنوها على سوريا بالمحافل الدولية وعن طريق ما سموها بمحكمة قتلة الحريري وفشلوا ، كل ذلك بسبب المواقف القومية الثابتة وعدم الانصياع لمطامعهم ....


اليوم أرادوها حرباً من نوع مختلف .. حرب استنزاف لسوريا شعباً وحكومة وقيادة .. حرب استنزاف لقدراتنا الوطنية .. استنزافاً لمقدرات شعبنا وطاقاته .. استنزافاً لجيشنا وقوانا الأمنية واستنزافاً لمواطنينا .. استنزافاً لطاقاتنا البشرية .. استنزافاً لعنفوان شبابنا المتحمس للوطنية .. استنزافاً لأحلام شعبنا بالعيش الرغيد  استنزافاً لاقتصادنا المختلف .. استنزافاً لحضارتنا ورقينا .. استنزافاً لوحدتنا الوطنية .. استنزافاً لعروبتنا ووطنيتنا وقوميتنا .. استنزافاً لعقولنا وطاقاتنا الفكرية بتشويشنا بين الفضائيات أنُكذِّب هذا أم نُصدِّق ذاك .. استنزافاً لدماء أبناء وطننا الزكية من بواسل جيشنا وقوانا الداخلية ومواطنينا .. وبدل أن تُحفظ هذه الدماء الزكية لتُبذل في سبيل القضية وتحرير الأراضي المحتلة أرادوها أن تُراق على أرض الوطن والكل يضرب الكل على مبدأ (( كيدهم في نحرهم )) .. أرادوا استنزاف علماءنا وطلابنا وأطفالنا .. استنزاف أمننا وأماننا .. واستنزاف أقلام أدبائنا .. أرادوا استنزاف حتى ديننا بعزوف البعض عن أداء صلاة الجمعة في المساجد

 

هم يراقبون ما يجري في سوريا عن بعد وكأنهم لا علاقة لهم بما يدور ويجري من أحداث وبهذا يكونوا قد طبَّقوا خطة إبليس عندما أعطى ابنه درساً بالفتنة بتحريك وتد الثور المربوط ليعيث فساداً في مزروعات جيرانه لتبدأ معركة طاحنة بين أصحاب الزرع وأصحاب الثور وإبليس وابنه مسروران من ذلك.

 

أرادوا كل هذه الحرب على سوريا ثمناً لعروبتنا وقوميتنا ومواقفنا الوطنية الثابتة ، اجتمعوا بقمتهم وقرروا دعم ما سموه بثورات الربيع العربية بمبلغ (40) مليار دولار نصفها من ثروات الأمة العربية ليقتلوا فيها الشعب العربي ، لو كانوا حريصين على العيش الرغيد للشعوب لكان من الأولى لهم أن يدفعوا بتلك الأموال إلى فقراء العالم الذين لا يجدون ما يقتاتون منه في أفريقيا وغيرها .

 

من منا لا يريد الحرية والعيش بكرامة ومن منا لا يريد الأمن والأمان ومن منا لا يريد القضاء على الفساد ولكن لا كما تريده أمريكا وأعوانها علينا أن نتحلى بالصبر والحكمة والحلم بالحوار والتفاهم والتكاتف وأن نحل مشاكلنا في بيتنا.

ألم يكن ذلك الجندي ابننا ورجل الأمن ابننا والمواطن ابننا ؟.. الكل أبناء لهذا الوطن والكل يغار على هذا الوطن والكل يريد الرُقي لهذا الوطن ولا نريد لهم إلا السلامة والحياة الرغيدة ..

 

علينا أن نعي جميعاً شعباً وحكومة وقيادة خطر هذه الحرب وأن نفوّت الفرصة على أعدائنا بوحدتنا وتكاتفنا والتعاون على تطبيق الإصلاحات والقضاء على الفساد وعدم اللجوء إلى العنف والعنف المضاد .. وأن لا نكون أداة بيد من يريدون إحلال الخراب والدمار لبلدنا وخيراته كي لا نصل إلى ما لا يُحمد عُقباه وحينها لا ينفع الندم.

 

وإلى أولئك الذي يتهافتون إلى الفضائيات المُسخَّرة ويتبجحون بتحريض الناس ويجعلون منها منبراً للفتنة والطائفية أقول لهم : إن كنتم دعاة للإسلام فابقوا دعاة للإسلام ولا تكونوا دعاة للفتنة والقتل .. وإن كنتم دعاة للفتنة فالفتنة نائمة لعن ألله من أيقظها .. اتقوا الله في وطننا وأهلنا وشبابنا وكل قطرة دم تُسال في سوريا من الجيش أو الأمن أو الشرطة أو المواطنين فهي في أعناقكم وسيحاسبكم بها الله .

2011-06-27
التعليقات