syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
كيف ننهض بوطننا؟... بقلم : فراس صديق سلوم

غني عن البيان أن ثقافة الإنسان ونظرته وتفانيه في أداء واجبه واحترامه لما يفعله الآخرون ونبذه لقيم التقاعس والتواكل والجمود والتعصب من أهم أسباب نهضة وتطوير الوطن والتحاقه بركب الدول المتقدمة وأن الأزمات بالرغم من قبحها ومرارتها فإنها عامل يساهم في إيقاظ الوعي وتوليد الهمم وتفجير الطاقات لأنها تحمل في طياتها بذور التغيير والتحديث والتجديد إذا ما أمعنا في قراءتها قراءة موضوعية وتحليلية ونقدية.  


لن أدخل في سرد الأسباب الخارجية الكامنة وراء ما شهدته سوريا مؤخراً من أحداث استثنائية لأنها أصبحت معلومة للقاصي والداني, لكن علينا أن نعلم أن أي مخطط يستهدف دولة ما يسير من جانبين داخلي وخارجي ويعول المتربصون والمتآمرون الكثير على أدواتهم الداخلية مستغلين مكامن الخطأ والعيوب لتحريكها آملين في إحداث شرخ في جسد الأمة وهذا تماما ماراهن عليه الخارج بعدما استنفد كل ما عنده من تجييش وتطميس وعهر إعلامي محض.

 

 إن انقشاع سجوف هذه المحنة والمكاشفات العلنية للسلبيات المتراكمة التي نخرت وأنهكت جسم الدولة السورية جعلنا نقف على عتبة مرحلة جديدة تتطلب الجهد والتضحية والعناء من جميع أطياف وشرائح المجتمع السوري ابتداءً من رأس الهرم حتى القاعدة لتفادي نشوب أزمات في المستقبل وفي سبيل إعلاء شأن هذا الوطن.

 

 القيادة السورية وبحكمتها المعهودة باشرت على الفور بإتخاذ التدابير اللازمة في المجالات كافة للإنتقال إلى عهد جديد تكون فيه سوريا أكثر مناعة وقوة وحصانة. إن الإنطلاقة الجديدة لسوريا الغد تحت ظلال عصر المعرفة والثورة التكنولوجية والإكتشافات تحتم علينا مراجعة دقيقة وشاملة وعملية تقييم للمراحل السابقة لسبر غور أسباب الظواهر السلبية في مجتمعنا للإستفادة منها والعمل على الحيلولة دون تكرارها في المستقبل وتلزمنا أيضا بإعادة النظر في الهيكل التنظيمي لإدارة مؤسسات الدولة لما تعانيه من فساد وتسيب وترهل إداري جسيم وأن ننأى بأنفسنا عن الأساليب التقليدية الجوفاء في كيفية انتقاء الموظفين واعتماد معايير حضارية أكثر فعالية على أن تتم في ضوء كل حسب اختصاصه ومناعته الأخلاقية ونزاهته ومؤهلاته وتعزيز أجهزة الرقابة ومحاسبة المتقاعس ومكافئة العامل المجد وإخضاع العاملين لدورات تدريبية في مجال سيكولوجية كيفية التعامل مع المواطنين ومواكبة كل ما هو جديد.

 

 وهناك جانب هام للغاية لابد من ذكره  وهو إيلاء اهتمام كبير للمتفوقين لأنهم الثروة القومية الحقيقية لأي أمة والعمل على استثمار العقول البشرية والطاقات المبدعة وإحاطتها بالرعاية والعناية وتوفير المناخ الملائم وكل الإمكانات لتزهر وتثمر في أحضان الوطن لنقطف ثمار جهود وعطاءات أبنائنا وتوظيفها في مصلحة بلدنا ونتذكر أن التعليم والتنمية والإستثمار في العنصر البشري هما عملة كل عصر وزمان. عندما نبدأ بتطبيق هذه القواعد نستطيع بكل تأكيد القول أننا قطعنا شوطا لا بأس فيه نحو النهضة والتنمية الحقيقية التي يستحقها وطننا الغالي وهذه مسؤولية الجميع بدون استثناء.    

 

2011-07-04
التعليقات