جلسنا معاً كأية صديقات حميمات , كنا نجتر ذكرياتنا معاً , عمر طويل ذاك الذي بيننا , إنها عِشرة طويلة مُرةٌ كقهوتي.
تتحفنا قهوتي برائحتها التي تعطر المكان, كما تتحفنا همومي بمزيد من الآلام, وأنا بينهما ممتنة لمؤنستي وحدتي المحببتين.
تنسد همومي رأسها للخلف, متعبةٌ مثقلةٌ, أرمقها بنظراتي متحرشةً بها, تراني ولا تراني وتحوطها رائحة هيل قهوتي, محاولةً دغدغتها علّها تنتشي, لكن عبث تضيع محاولاتنا.
وبخضم الصمت الذي ملّه مكاننا, ترتسم ابتسامةً منهكةً على شفاهنا, تنسابُ برفق مرافقةً مرور هاتيك الطفلة العنيدة, التي تظهر فجأة أمامنا, تقفز لاهية نشيطة... تقفز فينا ...وبداخلنا ...وحولنا ما همها ما بنا من أثقال, مشاكسة تلك الصغيرة ..الكبيرة.. ضاحكة عيونها, رغم دموعنا تزرع بفضاءات المكان الذي احتوى جلستنا أفراح وآمال يتيمة, لكنها سعيدة ...إنها الأحلام ..الأحلام التي ما انفكت تتراقص على نغماتها الخاصة متناسيةً كل أنغامنا وشدونا الحزين.
أنا وقهوتي وهمومي ...نتابعها بفضول وتصبح ابتسامتنا أوضح, وتدرك هي ذلك بذكائها الفضولي, فتومئ إلينا أن نتبعها .....أترانا نلحق بها أم أعيتنا الأيام يا عنيدة!!!
الهموم صديق لازم نقطع علاقتنا فيه وما نعزمه ابدا واذا اجا بدون دعوة بنعتذر منه ونصادق بداله الأمل والحلم والسعادة ومع القهوة وأغاني فيروز في الصباح بتطلع احلى صبحية