مهنة الطب مهنة إنسانية، هكذا قيل منذ زمن بعيد وهكذا كبرنا ونحن نفترض كل الإخلاص والحب في الأطباء لدرجة أنه خيَل للبعض منا أنهم ملائكة الرحمة على الأرض ومن هنا بدأت القصة
قصة هيفاء تلك الفتاة الناعمة ذات الوجه الملائكي والتي تعيش في أحد البيوت السورية وعلى التحديد الدمشقية، هيفاء التي لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها ففي ذات يوم شعرت بشيء غريب في عنقها، شيء ما يضغط على تنفسها ويولد لديها شعور بالاختناق والضيق وتلازم ذلك مع ملاحظة والديها لانتفاخ في تلك المنطقة وعلى عجلة من الأمر اصطحبت الأم ابنتها للطبيب وكان اختصاص الطبيب داخلية افتراضاً من الأم أنه طبيب العائلة وعسى أن يحولها لطبيب مختص حسب التشخيص، لكن الطبيب كان فطناً فلم يحتاج لأكثر من دقيقتين لفحص هيفاء وتشخيص المشكلة على أنها التهاب مع إعطاء الدواء اللازم.
ومضى أسبوع وهيفاء لا تجد أي تحسن وإنما العكس وعندها قررت أن تراجع الطبيب فعندما قابلته اقترح عليها قائلاً : أنصحك أن تراجعي طبيب اختصاص أنف وأذن وحنجرة ( جزاه الله خير الجزاء على تلك النصيحة ) وهيفاء تجاوبت وذهبت للطبيب المختص ولكن أي طبيب هو؟ شخص فظ، قاس،لا يبدو في ملامحه إلا الغرور والتكبر ويتعامل مع المرضى وكأنهم عبيد عنده دون إعطاء أهمية تذكر لراحة المريض النفسية والتي تعد أساس العلاج الناجح باختلاف أنواعه.
المهم عندما كشف الطبيب عن هيفاء بات وجهه لا ينبئ بالخير، صمت لبرهة ثم تفوه قائلاً: أجرو هذه الصور والتحاليل وائتوني بها ولم يقبل بإعطاء أي معلومة كونه لم يستطع أن يشخص الحالة حتى تلك اللحظة وعندما أتت هيفاء بالتحاليل والصور المطلوبة وكالعادة قابلها بتكشيرة ليس لها مثيل وعاد لصمته المعتاد، إلا أن ذلك الصمت قد قطع بصراخ هيفاء والتي كانت متألمة لسبب بسيط، ألا وهو أن ذاك الطبيب العظيم يبدو أنه قد اقتنى من فترة ليست ببعيدة جهاز طبي لإجراء ما يسمى في مهنة الطب ( بالتنظير ) ويبدو أن عليه، كما يقال بالعامية (يطالع حئو).
الطبيب العظيم ذو الوجه البشوش قد سمح لنفسه بإجراء تنظير لتلك المسكينة دون أن يأخذ رأي والدتها مثلاً أو يبين سبب التنظير وما الهدف من ذلك ولكن الجميل في الموضوع أنه وبعد إجراء التنظير المؤلم لم يتضح معه الأمر وبقي ثابتاً على موقفه وصمته واكتفى بطلب صورة شعاعية جديدة ( طبقي محوري للعنق مع الحقن ) واكتفى بأخذ المعاينة والتأكيد على إجراء الصورة.
أصبحت الأفكار مختلطة لدى هيفاء، أهو مرض لا يعرفه الأطباء بعد؟ أم هو مرض خبيث لم يتوصل الأطباء لعلاج له حتى تلك اللحظة؟ أم ماذا؟
بكل الأحوال أقسمت هيفاء بعد ذلك اليوم الرائع بعدم مراجعة ذلك الطبيب الذي لا يمت لمهنة الطب بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
لكن لم تنتهي القصة هنا فهناك مزيد والمرض المجهول ما زال موجود..........
يتبع..............
مع الاسف اصبح الطب اليوم يسمى بطب تجاري هممه فقط الربح المادي عدا ان هناك اطباء عندما تذهبين اليهم يعاملون بقسوة مع المرضى نسوا ماتعلموه بان الطب اولا واخيرا الطب اخلاق ومعاملة حسنة وبانتظار الجزء التاني
نصف المرض بيكون نفسي وبنشفى منه عندما نجد الراحة عند الطبيب مكن خلال ابتسامة لطيفة على وجهه وطريقته بالتعبير عن المرض بطريقة يهون فيها على المريض ويبين له أن ما في مرض الا وله دواء وأن شفاءه سيكون عاجل جدا بإذن الله
في البداية أود ان أشكر الكاتبة على ما قدمته من أفكار جديدة ولكن أنا رأيي أنه لا يجب أن نظلم جميع الأطباء بسبب غلط ارتكبه طبيب واحد أو اثنين أو عشرة أطباء فالطب مهنة جميلة جدا وعلى الطبيب أن يكون متسامح وذو وجه بشوش فنجد أحيانا أن مريض يذهب إلى الطبيب فيعاينه وبمجرد بعض الكلمات يطلقها الطبيب على مسامع المريض فيذهب عنه نصف المرض والمعاناة وكلمة حق تقال فأنا أعرف العديد من الاطباء الذين يستقبلون المريض بوجه بشوش وابتسامة مشرقة تذهب عنه بعض الألم