syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
الكرم في غير محله... بقلم : ماجد جاغوب

يقال (اذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا) علما أن الكرم كصفه أمر جميل ولكن إذا تمت ممارسته في المكان الخطأ فنتيجته سلبية على فاعله وقيل أيضاً (ومن يعمل المعروف في غير أهله يكن ذما عليه ويندم )  


ولكن هناك أنواع من الكرم المرفوض بتاتا وهو أن تكرم بما لا يخصك لأنه ليس من حقك أن تتبرع بما هو في جيب شقيقك  وهناك  أشخاص مروا في التاريخ تبرعوا بما ليس ملكا لهم ولا لشعوبهم حين تبرعوا بوطن يعود لشعب لا صلة تربطهم به سوى صلة الوصاية المستندة الى منطق القوه الاستعمارية  

 

 وهذا النوع من الكرم لا يقبله منطق ولا عقل إلا في ظل موازين قوى مختلة  يسيطر فيها المتبرع على مقدرات العالم ويتبرع بحقوق المجني عليه الى طرف آخر شريك المتبرع في الجناية  ويستمر ورثة المتبرع وخلفاءه وحلفاءه في الدفاع عن نوبة الكرم التي أصابت مسؤولاً قبل ما يقارب القرن وتسببت في تشريد جزء كبير لشعب من وطنه ومحاصرة الباقي على تراب وطنه وتجريده من أدنى حقوق البشر وعلما أن مساحة الورق الذي  كتبت عن حقوق هذا الشعب يمكنها أن تغطي سماء هذا الوطن إلا أن العالم كما يقول المثل (اذن من طين واذن من عجين ) لا يريدون ان يسمعوا ولا يريدون ان يفهموا مع ان ألواح الصفيح التي بنيت منها مخيمات اللجوء لم تعد قابله للترقيع لأنه بعد مرور 63عاما غدت ألواح الصفيح مثل بيت العنكبوت  وسكانها منتظرين رحمة القدر بعد ان أصابهم اليأس من عدالة البشر

2011-07-24
التعليقات