يلزم للثورة مشروع واضح و قيادة واضحة و طلبات واضحة ولكن الناظر فيما يسمى بالثورات العربية أنها بلا طلبات واضحة و بلا قيادة وبلا مشروع فقط ما يجمعها هي هتافات واحدة تنادي بإسقاط النظام أو الرئيس وكأن منظمها واحد تبدأ بسقف منخفض فإذا ما استجابت الأنظمة بدأ سقف المطالب يعلو شيئا فشيئا حتى تصبح الطلبات مجهولة و لا يمكن تحديدها ترى هل تلك هي الثورة أم ماذا ؟؟؟

ثم نأتي للدور الخارجي فهاهو الأمريكي يهرع و يقوم بتبني الربيع العربي كما يسمى ويبدأ بمحاورة كل الأطراف حتى جماعات الإسلام السياسي لنجد أن كل ما قيل عن أن محاورة الأمريكي هي خيانة مجرد أوهام بل نجد ترحيب !!

ما هذا ؟ أين هي الثورة ؟؟ ما هي أهداف تلك الثورات ؟؟؟ لماذا هذا التواتر ؟؟؟ لماذا تونس ثم مصر ثم اليمن ثم ليبيا ثم سوريا ثم ....

لماذا لا يقرأ الناس التاريخ ؟؟؟ متى أصبح الفرنسيون دعاة حقوق إنسان كما يدعون ؟؟ منذ متى يهتم الانكليز بمصائر العرب ؟؟؟

لماذا لم يحرك الاتحاد الأوروبي ساكنا أثناء حرب غزة و الأطفال يدفنون أحياء تحت وطأة قنابل              الفوسفور ؟؟؟؟

ما المطلوب الآن ؟؟ المطلوب هو القضاء على كل من لا يقول لا أو يفكر بقول لا ، المطلوب هو الانبطاح و الموافقة

ما يحدث في سوريا هو محاولة بائسة لسرقة وطن ووضعه في المعسكر المهادن و المعسكر الموافق وبأي ثمن وكم تمنيت أن يظهر أحد المعارضين ليشرح لنا ماذا يريد ؟

يبين لنا هدف الثورة و ما هو المشروع ؟؟ ولكن دون جدوى كل ما يخرج علينا هم مجموعات من شهود العميان الذين يستخدمون الهواتف رغم تصريحهم بقطع الشبكات و يرسلون الأشرطة المصورة رغم عدم وجود انترنت !! كيف يتم ذلك يا ترى ؟؟

سوريا التي وقفت منيعة ضد الاختراق طوال الفترات الماضية لا أظن أنها قد تسقط فريسة بأيدي سارقي الأوطان و ستظل شوارع دمشق و حاراتها عصية على عصابات كل هدفها التخريب

لن تسقط سوريا كما لن تسقط ليبيا فما يحدث هو سرقة علنية لأوطان و في ظل صمت مريب من كافة الجهات العربية حيث لم تعترض دولة على غزو ليبيا و لم تجروء دولة على أن تطلب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك

و صافحت أيدي المجلس الانتقامي الليبي أيدي حلف الناتو الملطخة بدماء أطفال العراق و لبنان و فلسطين و أفغانستان

لا ثورة و لا ثوار بل هي سرقة للأوطان

و حمى الله سوريا و أهلها