قيل : الدين لله والوطن للجميع . وأنا أقول :
الدين ليس ممارسة شعائر وطقوس كثيراً ما تطغى على الجوهر حتى تلغيه أحياناً .
و الدين ليس حرفاً يمكن أن يقتل بل هو روح تحيي "الحرف يقتل , أمّا الروح فتحيي " .
والمقصود بالروح , روح الله المقدسة التّي تحمل صفات الله من قداسة ومحبة وتسامح وعدل ورحمة , وتثمر أعمالاً صالحة و سلوكاً خيّراً. بهذه الروح تُفسّرُ النصوص الدينية – مهما كان الدين أو الطائفة _و عليها تبنى الاجتهادات ومنها تنبثق الفتاوى , فأيّ اجتهاد أو فتوى أو تفسير يبتعد في فحواه أو نتائجه عن صفات الله الخيّرة ,فهو ليس من روح الله , و من تلبسه هذه الروح غير الخيّرة ..هو حتماً ليس رجل الله
أو- رجل الدين – ومن جديد مهما كان الدين والطائفة – وكلّ ما يصّب في خير البشرية واتحادها في بوتقة واحدة وطنية أو اجتماعية .. دينية أو إنسانية بشكل شامل ..هو من روح الله . أمّا كلّ روح تحرّك النزعات و الغرائز والعصبيّات و تميل إلى الانعزال و الانقسام والانتقام والتكفير .. هي بالتأكيد ليست من الله .
فليكن إيماننا يا إخوتي مبنيّاً على علاقة حقيقية مع الله فيها نتأمّل في حكمته و منها نستقي الفكر الصحيح و عن طريقها نستنهض الهمة والعزم للعمل حسب مشيئة الله وطرقه مستخدمين كلّ ما حبانا من قدرات و مواهب للإبداع والخلق و العطاء .. مستبدلين أعراف المجتمع وقيمه
السائدة التي ما تنفكّ تعيث في النفوس فساداً بقوانين الله العادلة ..مقتدين بمحبته الأزلية اللامتناهية ..مختبرين روعة غفرانه " الكل أخطأ ويعوزه مجد الله "
لنرب أولادنا على محبة الإنسان لكونه صورة عن الله و أخ في الإنسانية
لنقبل الرأي الآخر و الدين الآخر لأن الله محبة و من لا يحب الآخرين على اختلافهم فهو ليس من ومع الله و الله ليس فيه و معه . فيصبح .. الدين لله .. للوطن ..للجميع .
اللهوحده هو الذي يعرف ما في النفوس فيويل للذي ظاهره غير مافي داخله وويل للذي يخطئ بمثقال ذرة فويل ياسيدتي من الذي يكفر هذا ويجلس مكان الله ويدخل زيد الجنة وفلان النار فالله سبحانه بسط لنا الارض ورفع لنا السماء وخلقنا في أحسن تقويم ووهب لنا العقل حتى نعرف الله الذي يعرف بذاته ووحدانيته فمن كان الله في داخله يعرف إن هذه الارض خلقت له ولغيره فمن يعمل مثقال ذرة خيرأ يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره