لو أغمضنا أعيننا أو أدرنا ظهورنا  عن حريق يشتعل فهل معنى ذلك انه لا يوجد حريق ولو أقنعنا أنفسنا أننا على صواب مع أن كل شعرة في جسدنا تعلم أننا لسنا كذلك فهل نستطيع النوم  وإذا تمكنا من النوم  بصعوبة فهل نضمن أن لا تراودنا الأحلام  المزعجة وهل يمكن لمن غدرك مرة أن يتوقف عن تكرار ما فعله بك مثنى وثلاث ورباع  

وإذا كان لكل شيء مادة تنظفه إلا النفس التي تعود صاحبها على طبع غير مريح يدفن معه في قبره تاركا ذكريات ومآسي للآخرين وسمعة  يدعو له البعض بالمسامحة من شفاههم وليس من قلوبهم والثعلب والأفعى يولدان ويموتان دون تغيير على جوهر طباعهما ولا مسلكهما وإذا كانت الكراهية والحقد  قواعد وأساس وروافع للمؤامرة فلا يمكن أن يكون بين جنبات المتآمر عليك قلبا فيه إي مشاعر حب أو احترام أو تقدير لك

أما الخيانة فهي ان توجه لك الطعنات ممن أعطيتهم ظهرك ووثقت بعدم خيانتهم لك وأمنت جانبهم فمارسوا ضدك  أسوأ مما فعل  بروتوس مع القيصر والكلاب لا تعض يدا أطعمتها ومخلوقات أخرى تعض اقرب يد إليها بعد ان تمتلئ بطونها ومن يسير في منطقة تحتلها  كلاب مسعورة يضع نفسه بين عضات مسعورة أو طلقات الصيادين أو حجارة الراغبين في إبعاد الكلاب عن إحياءهم وأحباءهم وقيل سابقا من يريد ان يرتاح فعليه ابعاد الكلام المسعورة من طريقه أو أن يبتعد هو عن طريقها وإذا كان داء السعار في لعاب الكلاب فالغدر والخيانة هي استعداد نفسي بعد كسر الحاجز الاحمر للضمير والاخلاق