ابتدأت المسيرة نحو الغد السوري الذي نتمناه أفضل من الأمس .
وبدأت تصدر القوانين والمراسيم والقرارات التي جاءت استجابت لمطلب الشعب, وإيمانا من السلطة بأن التغيير والإصلاح ضرورة تقتضيها العدالة والحق والزمن , ومصالح الشعب و بناء دولة المؤسسات .
انطلقت سورية إلى الأمام . والعجلة أخذت تدور .
قلة قليلة يريدون أن يوقفوا المسار , يريدون الهدم وليس البناء .
يريدون التدمير وليس الإصلاح والتغيير .
يريدون أن يفتتوا البلاد إلى إمارات وكانتونات ومزارع .
الإنسان غاية الحياة .
ولأنهم ضد الحياة , فهم يقتلون الإنسان .
وأي إنسان . يقتلون أخيهم الإنسان.
الإنسان الذي يقتلونه ليس عدوا ولا هو خصما ولا ندا .
إنما هو شريكهم في الوطن جارهم الذي مالحوه الطعام وشربوا معه من ذات الماء ومن نفس الكأس .
الإنسان الذي يقطعوا أوصاله حيا هو جارهم , وصديقهم .
وأخيهم الذي سكن إليهم وسكنوا إليه وتقاسموا معه رغيف الخبز وتشاركوا معه في الأفراح والأتراح , ويعيشوا معا فوق تراب سوريا وتحت سمائها .
سوريا العظمة والمجد , سوريا الحضارة العريقة والتاريخ المجيد .
سوريا أم البشرية كلها . أجمل بقعة على وجه العالم .
أحبتنا سوريا , وأحببناها وارتوى ترابها بدم الشهداء الابرار من كل ألوان الطيف السوري الجميل .
أبت أرواحهم إلا أن تكون كرامة سوريا محفوظة وعزتها عالية وجبينها مرفوع .
من اجلها حاربوا الطامعين
استرخصوا أرواحهم ليحرروا أرضها من الاستعمار الفرنسي في جبل العرب ودمشق والساحل والشمال وفي كل بقعة من ارض الوطن الحبيب .
ما أعظمك أيها الشهيد البطل يوسف العظمة حين تحديت الجنرال غورو وأنت تدرك تماما إن معركتك خاسرة لا محالة ولكن أردت ألا يقال إنهم لن يدخلوا سوريا إلا على أجساد السوريين
ما أروع شهادتك أيها البطل العظيم جول جمال وأنت تضحي بدمك لرد العدوان عن العرب .
وما أعظم روحك يا عز الدين القسام التي تحارب أعداء الأمة في فلسطين .
ما أعظم الشهداء العظماء الكثر الذين قاتلوا الغزاة الإسرائيليين في حرب تشرين .
ما أروع شهادتك أيها الطيار السوري حين جعلت من نفسك وطائرتك صاروخ فجر مصفاة حيفا
واجه الأبطال السوريين المحتل الإسرائيلي بكل جرأة وبكل شجاعة وبكل إخلاص ولم يهابوا الموت .
لقد قهر رجالنا الموت في تشرين وانتصروا عليه وتروى أحاديث مشرفة عن شجاعتهم وتفانيهم بحب وطنهم
من أين هم هؤلاء الذين يقتلون السوري ؟!.
من أين هم هؤلاء الذين يمثلون بالإحياء ؟!.
من أين هم هؤلاء الذين يفقئوا العيون ويبتروا الأطراف ويمزقوا الأحشاء ؟!.
من أين هم الذين يذبحوا ويسلخوا الناس وهم أحياء ؟!.
ألا يوجد لهؤلاء رادع وطني . رادع أخلاقي. رادع وجداني.... إنساني ؟!!!.
أليس لهؤلاء الذين يقتلون رادع من دين ؟!.
كل الديانات تدعو إلى المحبة فأي ديانة تدعو إلى القتل ؟!.
كل الديانات تدعو إلى التعاون والتعاضد والتلاحم والإخاء .
فأي ديانة تدعو إلى الكره والحقد والغل ؟!.
كلها تدعو إلى نبذ العنف فأيها تدعو إلى سلخ الأجساد الحية التي خلقها الله بأحسن شكل
يا الهي ماذا يجري شي ء يعجز عن وصفه اللسان .
وعن ان تنظر إليه العيون شيء يندى له الجبين
كأني بإسرائيل تحبا أجمل أيامها . الذي عجزت عنه بالأمس يفعله اليوم أعدائها
إن القلب ليدمى وان العين لتدمع وان الضمير ليوجع
لكنهم لن يفوزوا .
سوف يفوز الشعب السوري .
ستفوز سورية . وسيندحر الاعداء وان غدا لناظره قريب .