syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
أين إعلامنا من الإعلام وقانونه ؟ ... بقلم : محمد عبد الغني شبيب

يعمل مجلس الوزراء السوري على إقرار مجموعة من مشاريع القوانين الجديدة , أصدر منها البعض وسيصدر الباقي تباعا , ليصار إلى إقرارها في مجلس الشعب عند انعقاد جلسته القادمة , والغريب في الأمر أن إعلامنا السوري يتعامل بخجل مع هذه القوانين وكأنها ستصدر في الصين , ويتلقف أخبار القوانين بعناوينها فقط , ليتابع المواطن تفصيلاتها عبر وسائل الإعلام الخارجية , فيفهم موادها حسب تفسيرات تلك الوسائل وأجنداتهم .


حقيقة ما جرني للحديث عن الإعلام إقرار مجلس الوزراء لقانون الأحزاب , فبحثت في المواقع الإلكترونية ولم أجد النسخة النهائية التي أقرها المجلس الموقر للقانون , مع تحفظاتي على المسودة أو لمشروع القانون - التي وضعتها على موقع التشاركية السورية – وإقرار المجلس لمشروع قانون الانتخابات العامة , والآن علمنا أن مجلس الوزراء سوف يقر قانون الإعلام قريبا , ولم يتضح منه سوى القليل , وأكثر ما تداولته وسائل الإعلام أن الصحفي لن يسجن (مبروك).

 

أقول : أين أنتم يا إعلاميينا من قانون الإعلام ؟ أليس هذا القانون هو قانونكم ؟

سامحوني سأعود لأتكلم عن إعلامنا السوري ولن أكل ولن أمل , فمرارتي سوف تنفجر من هذا التخلف في الخطاب الإعلامي , بدائية في كل مراحل إنتاج الرسالة الإعلامية بداية بالتحضير والإعداد والتحرير , مرورا بالعمليات الفنية وفريق العمل , إلى التنفيذ أو الإخراج ( مع عدم إنكار التطور الطفيف في الآونة الأخيرة ).

وهنا السؤال الذي يطرح نفسه , هل إعلامنا وإعلامينا مدركين أننا ننتقل لمرحلة جديدة تتطلب الانفتاح على الجميع ؟

 

وأن هذه المرحلة تتطلب شفافية في الطرح , واتساع في الهامش لتمكن كل الشخصيات والنخب الوطنية من الإدلاء بدلوها .

أيها الأخوة والزملاء الإعلاميين : منذ نهاية القرون الوسطى تكلم مونتيسيسكو و روسو وغيرهم عن دور الإعلام في تشكيل الرأي العام .

 ألم تدرسوا الصحافة على نحو منهجي ؟

 

 ألم تتعلموا طرق الحرب النفسية واتجاهات الرأي العام ؟

ألم تلحظوا الحرب الإعلامية المعلنة علينا جهارا نهارا ؟

إننا نتعرض لحرب من جبهات مختلفة , وبوسائل إعلامية احترافية لكل واحدة منها أجندة تنفذها بشكل منهجي ومدروس , وبأدوات متنوعة منها المأجور ومنها الحقود ومنها الانتهازي , ومنها أيضا من يسعى ليعيدنا لزمان أهل الكهف , والبعض الآخر يريد أن يستعيد سلطة أساء استخدامها لعقود , وكل عاقل يوقن أن ما يحدث لا يخدم سوى أعداءنا ومصالحهم في المنطقة , هذا مع اعترافنا أن المرحلة تتطلب التغيير , وأن البلد بحاجة لإصلاحات أو يمكننا القول لإعادة النظر في الكثير من الأمور .

 

أيها الأخوة : إن القوانين التي أقرت حديثا والتي ستقر ستشكل نقلة هامة في الحياة السورية , وهي بحاجة إلى تسليط الأضواء عليها والتركيز على شرح موادها وتفسيرها , وإظهار مدى أهميتها بالنسبة للفترة القادمة .

 

ونحن الآن بحاجة لإعلام وإعلاميين مدركين لحساسية وخطورة ما تمر به سورية , فيجب على الإعلام أن يكون احترافيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وما تحمله من أبعاد , ويجب أن تكون الرسالة الإعلامية مدروسة بشكل جيد , لتحدث بالتالي ذلك التأثير الذي يؤدي للتغيير , وهذا يتطلب خبراء إعلاميين ونفسيين وفنيين يعملون كفريق واحد على إنتاج مادة إعلامية عالية الجودة ترقى لفكر وثقافة ووعي المواطن السوري

 

أقولها ومن مبدأ إحساسي بالمواطنة والانتماء لهذا البلد الغالي , على من يجد في نفسه الكفاءة لخوض هذه المعركة فمرحبا به , ومن ليس مستعدا لها فليريحنا من بلادته , ويطلب من واسطته أن تجد له عمل آخر , لأننا نريد أن تعود الروح لإعلامنا وبالأخص للتلفزيون السوري , بل نريد له أن يكون هو رائد الإعلام العربي  فلا أحد ينكر أن تلفازنا وهيئته يتمتع بإمكانات هائلة , ولكن أظن أن الخلل في الأشخاص .

 

في النهاية أقترح على إدارة تلفازنا أن تستغني عن - الحويصة - والغير مختصين , وأن تعطي المختصين منهم كاميرات ومهمات لينزلوا إلى الشارع , فالشارع السوري يروي حكايات وقصص, ويعبر عن واقع حال المواطن السوري , وأني لأيقن أن ما سيجدونه سوف يفاجئكم , وسيكون الإعلام حقيقة مرآة الواقع , هذا الواقع الذي يحتاج المسئول والمواطن ليراه , والمختصين لتحليله ووصف الدواء الناجع له .

2011-07-31
التعليقات