syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
اعتذار وخجل ... بقلم : العربي هاني

أه يا سورية ..أعتذر منك اعتذاراً شديداً.. أعتذر منك كلما مر يوم منذ أربعة شهور ..


أعتذر منك لأن بعض أبناءك غررهم الخارج ..

فخرجوا يقتلون بعض أبنائك..

 

أعتذر منك لأن الحراس على باب معسكرات الطلائع أقاموا أكياساً للرمل ليحتموا من رصاص بعض السوريين..

أعتذر منك لأن حراس المواقع الرسمية في بعض المدن أصبحوا لا يحسون بالأمان إلا من وراء أكياس الرمل..

أعتذر منك لأن بعضا ًمن أبنائك الضالين اعتدى على بعض بنات بلادي وافتخر بأنه خطف واغتصب وقتل وقطع ومثل..

أعتذر منك يا سوريا لأن بعض أبناء بلادي حرق المشافي التي وجدت لخدمة أقربائه..

أعتذر منك لأن بعضهم سرق أسلاك الكهرباء وقطع أسلاك الهاتف ..

 

أعتذر منك لأن بعضهم قام بتخريب خط سكة الحديد ليوقع أكبر عد من القتلى البسطاء الدراويش ..

أعتذر منك لأن بعضهم قبل بتدخل الأجنبي التركي والفرنسي والبريطاني وغيرهم ممن لا يريدون الخير لبلادنا..

ممن ساعد على قتل الفلسطينيين وأتى ليكذب علينا بأنه يريد لنا الديمقراطية..

أعتذر منك لأن شخصين عاشا من خيراتك وأحدهم تبوأ أرفع المناصب قد ذهبا إلى عند أعدائك ووضعا أيديهم

في يد من قتل أبنائك العرب من مصريين وسوريين ولبنانيين وفلسطينيين وأردنيين وغيرهم..

 

أعتذر منك لأن بعض أبنائك قبلوا ببيعك بالدولار والريال رغم أنه يملك الكثير منه..

أعتذر منك لأنك رغم ذلك يا سور يا مازلت تمدهيم بالهواء والغذاء و..

أعتذر منك لأنك لم تبخلي على أبنائك يوماً ما بشيء..

أعتذر منك لأن بعض أبنائك يتمنى أن تنهك قوة الجيش في شهر رمضان الفضيل..

أعتذر من شهدائك الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة لتنعمي بالعزة وجاء البعض ليحاول إنهاكك..

 

أعتذر منك لأنك أبنائك الساهرين على أمنك يتربص بهم بعض أبنائك ممن ارتضى لنفسه التآمر على سلامتك...

أعتذر منك لأنك عاش فيك الكثيرون ولم تقبلي أن يتعاملوا بالطائفية البغيضة ,وأتى اليوم من أبنائك من يقيم الحواجز ليقتل ويمثل ويقطع على الهوية..

أعتذر منك لأن البعض من أبنائك قد تبع شخصاً لوطياً أقام في الخارج وأتى ليتحدث باسم الدين وقيمه السامية..

أعتذر منك لأن بعض أبنائك يستخدمون مساجدك لإطلاق الشغب والتخريب ..

 

أعتذر منك لأن بعض أبنائك قد كره الذهاب إلى المساجد بسبب ما يثيره من ارتضى تخريبك..

أعتذر منك لأن البعض يعتلي أسطح بيوته  ويرفع صوته منادياً بكلام حق يراد به باطل..

أعتذر منك يا سوريا .. بل كم أنا خجل منك .. خجل من شهدائك .. خجل من عظمائك .. خجل من رجال الإسلام الأوائل الذين علمونا التسامح والمحبة والإخاء والإنسانية والحفاظ على حقوق أتباع الديانات الأخرى ولو كان على حساب أتباع الإسلام ..

خجل من شهدائك العظام الذين رووا ترابك بدمائهم ولم يقبلوا أن يصبك مكروه..

 

خجل من سيف الدولة الحمداني الذي أقام عمره على الثغور ..

خجل من صلاح الدين الأيوبي الذي أعاد كرامة الأمة وحفظ الحقوق..

خجل من الظاهر بيبرس الذي رد الهمجية والظلم والعدوان..

خجل من شهداء السادس من أيار الذين لم يقبلوا استمرار المهانة لوطنهم..

 

خجل من البطل يوسف العظمة الذي لم يخضع رغم ضعف قوته العسكرية وفضل ميتة العز على عيشة الذل..

خجل من الشيخ صالح العلي وحسن الخراط وابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش ومن رفاقهم الذين اخذوا الصخر فراشاً لننعم بالحرية..

خجل من شهدائك في عام 1925.. وخجل من شهدائك عام 1945..وخجل من الشيخ عز الدين القسام ورفاقه ..وخجل من أبطال فلسطين عام 1948..وخجل من البطل جول جمال ورفاقه.. وخجل من أبطال السويس.. وخجل من شهداء النكسة عام 1967.. وخجل من شهداء حرب تشرين .. وخجل من شهداء مجازر المدفعية والأزبكية وباصات النقل..وخجل من 12ألف شهيد عام 1982.. وخجل من 50شهيد فدائي في قلعة الشقيف.. وخجل من شهداء القصف الإسرائيلي اليومي في جنوب لبنان.. وخجل من المرحوم الخالد حافظ الأسد الذي أفنى عمره يدافع عن كرامة الأمة ويصونها رغم الضغوط والحصار .. وخجل من شهداء عام 2006 .. وخجل من شهداء غزة المحاصرة الصابرة المحتسبة المظلومة من شقيقتها .....

 

يا سوريا كم كنت أتمنى أن تكون هذه الدماء التي تسيل منك الآن تسيل لمجابهة عدوك ..

ما أظلم بعض أبنائك لك  نسوا أعدائك وبدؤوا بقتل أبنائك بدعوى الإصلاح..

يا سوريا هل ستسامحيهم  يوماً ما بعد أن روعوا أطفالك ..

هل ستسامحيم بعد أن فرقوا بين أبنائك ..

يا سوريا كم ظلمك أبنائك ممن سرق وقتل وخرب وباعك واشترى على دمائك ..

إني أراك رغم كل ذلك بيضاء ناصعة نقية وستعودين كما كنت حصناً عربياً يرفض الظلم والعدوان والطغيان..

 

ستعودين كما كنت وطناً للتعايش والأمن والأمان ..

ستعودين بإذن الله كريمة عزيزة كما كنت في الأزمان..

ستعودين كما وطن الشمس والعشق والجمال والإخاء..

ستعودين كما كنت موطن النور والفجر والضياء.....

2011-08-03
التعليقات
الحمامة البيضاء
2011-08-03 13:23:35
صباح الورد
يا سوريا كم كنت أتمنى أن تكون هذه الدماء التي تسيل منك الآن تسيل لمجابهة عدوك .. ما أظلم بعض أبنائك لك نسوا أعدائك وبدؤوا بقتل أبنائك بدعوى الإصلاح.. يا سوريا هل ستسامحيهم يوماً ما بعد أن روعوا أطفالك .. هل ستسامحيم بعد أن فرقوا بين أبنائك .. يا سوريا كم ظلمك أبنائك ممن سرق وقتل وخرب وباعك واشترى على دمائك .. /آخ بس

سوريا