هل يجب أن تقال كلمة الحق بغض النظر عن التوقيت؟؟؟؟؟لقد حيرني هذا السؤال الذي أعتقد أنه يكتسب أهمية خاصة في خضم ما تمر به سوريتنا من أحداث يمكن وصفها بأنها ناتجة على أقل تقدير عن خلطة عجيبة من المطالب المحقة والباطلة ومن الحراك الداخلي والتآمر الخارجي والجماعات المسلحة والأخطاء الأمنية المقصودة والغير مقصودة ومن المشاعر الوطنية الصادقة والدعوات التحريضية الطائفية المنشأ وإلى آخره من المتناقضات التي وحده الله قادر على جمعها سوية في توقيت واحد
إن حدوث هذه المتناقضات في توقيت واحد تزامن مع موجة من الثورات العربية قد أدى في ما أدى إلى وقوع نوع من الأوضاع في سوريا والتي لا اشك أن سوريا أصيلا واحدا يرضى بالجانب العنيف منها بغض النظر عن تعدد وجهات النظر في سبب وعن المتسبب في وقوعها.
هذا العنف والذي أدى إلى فوضى متفاوتة من مكان إلى مكان يضعنا أمام التساؤل المشار إليه أعلاه.......وأخص هنا المثقفين وخصوصا الفنانين الذين كان لهم مجال واسع جدا من الحرية في التعبير وقبل بداية هذه الأحداث، بل وأجزم أنه لم يكن متاحا لأحد في بلدنا ولا في أكثر البلدان حرية في منطقتنا أن يعبر عن أفكاره بطريقة جدا مبدعة وصادقة ومباشرة وعميقة تحاكي أكثر البلدان ديمقراطية، حتى أنها جعلت منا نحن المشاهدين نجلس مصدومين عن كيفية مرور هذه الدراما الناقدة من تحت أيدي الرقيب بدون أي مشكلة بل وكانت تعرض على التلفزيون السوري، فعلا كانت صدمتنا كبيرة بالمستوى والشوط الكبير التي قطعته والمواضيع التي عالجتها بدون أن يخونهم أحد أو يشكك بوطنيتهم، بل على العكس، فقد نالوا من الإعجاب والتقدير والمديح على حسهم الوطني العالي وشجاعتهم في الطرح والنقد البناء.
في مقدمة المواضيع المطروحة آنذاك، وأقصد من خلال نافذتهم الدرامية، المواضيع الكبرى المتعلقة بالكرامة والحرية وحقوق الإنسان والتي تفوقت على الجوانب الأخرى المعيشية والاقتصادية وحتى الفساد، فآخر مثال شاهدته وبالصدفة فقد كان في مقطع من بقعة ضوء للتوأم ملص – المشاركين بمظاهرة الفنانين - عنوانه السبورة، وللمصادفة فقد كان الموضوع عن الحرية والكرامة، ولسخرية القدر فقد كان ممثل المقطع هو فارس الحلو زميلهم في المظاهرة.......والله كان سقف الطرح في المقطع أعلى بكثير مما كانوا يهتفون به في الساحات الاستعراضية اليوم وحينها لم يخونهم أو يتعرض لهم أحد بكلمة .
لماذا قبلت السلطة والجمهور هذه المطالب المحقة سابقا ولم تقبلها اليوم بل وهناك من ذهب إلى حد تخوينهم، لماذا أصبحت هذه المطالب مشبوهة بينما كانت مطلوبة ؟؟؟؟
أنا أعتقد أنهم ارتكبوا نوعا من الخيانة لوطنهم أولا ولقضيتهم المحقة ثانيا ولو عن جهل أو حماس غير مقصود، وأرجو أن يكون اعتقادي بغير القصد مصيبا لأنني لا أتمنى يوما أن أرى سوريا يخون وطنه، ولكنني شبه واثق أنهم ارتكبوا خطيئة بحق وطنهم وجمهورهم وقضيتهم والسبب أنهم أخطئوا كثيرا جدا في التوقيت.
التوقيت هنا له دور جوهري، فقد كتبتم وانتقدتم وقدمتم أطروحاتكم وآراؤكم وقد أتيح لكم ما لم يتح لأحد من فرصة لإيصال هذه الأفكار إلى الجمهور من أوسع الأبواب حينما لم تكن البلاد تحت ظروف استثنائية فيها وعلى أقل تقدير اختلاط بين المطالبين بالمطالب المحقة وبين من يستخدمونها لضرب استقرارنا وأمننا وسلامنا الداخلي إرضاء لأهدافهم الخارجية. أما عندما حضرت هذه الظروف، فإن استمراركم وإصراركم على المجاهرة بأطروحاتكم وشعاراتكم وبطريقة استعراضية - على الأكتاف وفي الشوارع وبيوت العزاء - فقد سمحتم وأرجو أن لا تكونوا قاصدين لمن يريد استغلال هذه المطالب التي طالما كانت مشروعة ومحقة من النيل من سلامنا واستقرارنا عبر استخدام وجوهكم المعروفة في مواده الإعلامية وتحريضه المريض، بل إن ارتكابكم هذا يرقى إلى حد خيانة هذه المطالب لأنكم فرغتموها من مضمونها عندما وضعتموها في خدمة من لا يريد لنا خيرا.
هل الحل في العزوف عن مطالبنا المحقة؟؟؟؟؟بالطبع لا ........ولكن الحل في طرحها في وقتها وبالوسائل الصحيحة التي تناسب الظروف المحيطة حتى لا تتحول هذه الأفكار المحقة إلى حق يراد به باطل وخيانة لمضمون هذه الأفكار......والتي طالما كانت محقة ويراد بها حق عندما كانت تطرح في الوقت المناسب
كيف لإنسان واعٍ أن يقتنع بأن المثقفين لا يعرفون جيدا بأن هذا لا يمت إلى تحقيق الإصلاح في شي فتخيلو لو سمح تحت مسمى حرية الرأي لعدد من طلاب الجامعة في التظاهر ضمن حرمها بالتأكيد هناك من يخالفه الرأي لذا يجب أن يسمح له عندئذ أيضا بالخروج ومجموعة ثالثة ورابعة إلخ سيصبح الحرم الجامعي مقر قتال وفوضى أو مقر تظاهر دائم لا يحل أي مشكلة إن ذلك والله لقريب من استغلال حرمة المساجد لتحقيق مالم تبنى لأجله وهذا ما حصل فقد استغل المتظاهرون الأماكن المزدحمة لانعدام شعبيتهم ثم أخذوا بإراقة الدماء لاستمرار نهجهم
لا أحد منا ينكر أن سورية الآن تواجه حربا كونية فعلا ولا أدل على ذلك من التصريحات والعقوبات التي تنهال علينا من أعداء الإنسانية والديمقراطية سابقا والآن لذا أذكركم بأن الله عز وجل ذم من يولي الأدبار ويفر عن منازلة أعداء الأمة في كتابه الكريم فما بالكم بمن لم يكتفي بالفرار عن مواجهة العدو الخارجي لا بل تمادى ليلتف على وطنه من الداخل ويساعده في استغلال صوته وازداد وقاحة ليقول لو صمتت فصمتي سيستغل دوليا لصالح المؤيدين للنظام وكأنهم أعداؤه ولا شك أن لا أحد الآن لا يعلم من المستفيد من هذه الفوضى
السبب هو أن قدر كبير جدا من الفساد يعود للمواطن نفسه لا بد و أنك لا تنكر أن شريحة المواطنين لا تخلو من الفساد فمن يسكت عن الخطأ مفسد ومن يعين عليه مفسد ومن ينتخب فاسداً لأي سبب كان مفسد (وهذا مهم جدا فمن منا لم يشارك بالانتخابات ويشارك في اختيار من يلقي اللوم عليهم الآن ) قلتها وأقولها الآن البناء المتين من القاعدة السليمة وهذا يحتاج لأن نحس جميعنا بالمسؤولية ونشير إلى الخطأ لنصححه لا لنفاقم الأزمة والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
شكرا لك عزيزي الكاتب انا معك مليون بالمية ان المشكلة هي مشكلة توقيت انا على يقين تام ان لكل مواطن سوري شريف مطالب وهي مطالب محقة لكن عالاقل كان من المفضل ان لا تتزامن المطالبة بها مع قيام الثورات العربية لان هذي المطالب وللاسف تحولت الى دراما قتل وعنف بالشارع السوري على اثر مشهد الحرق اللي صار بتونس وصفت الشغلة بالفعل تقليد مو اكتر وللاسف من وراء الجهل والتخلف الشديد عند شعوبنا العربية وصلت بنا الحال لان نصبح ممثلين مسلسلات رعب بشوارع بلادنا والغرب عم يتسلوافينا ويضحكوا علينا
لا يكفي الاعتراف بالخطاء من 1 سنة ونحن نسمع ونسمع الى متى كل هذه الاصلاحات الان يجب ان تعترف انها لم تكن لتاتي لولا هؤلاء الذين تسمونهم (مندين-سلفيين-خونة) كرمااال الله ولو صرنا اخر العالم حاجة تمسيح جوخ ووطنيات كاذبة
كلام حلو وكأنك وضعت دوا عالجرح والموضوع مو قصة تخوين ابدا ولكن على كل مواطن سوري عندما يرى هذا الكم الهائل من الخيانات والمؤامرات الداخلية حصرا والعربية والعالمية عموما ان يقف جدارا منيعا امامها لا ان يستغل الأوضاع وأن يزيد الطين بلة يعني بالمختصر المفيد مو وقتو هلأ في طبخة أكبر عالنار ويا خوفي عليك يا وطني تكون انت الوليمة لأنك أشهى وأطيب وطن
أشكرك كثير الشكر على المقال الواعي والذي وضع اليد على الجرح وغطى الأحداث من أولها إلى هذا اليوم...تحية تقدير لك وأما المعلق المسمي نفسه سوري أقول له ...والله لم تفهم كلمة من المقال ولم تلامس مغزاه وموضوعه لا من قريب ولا من بعيد...يبدو أنك نموذج واضح لمن يُغرر بهم لذلك لن أتهمك بالخيانة ولكن لا أستطيع أن أمنع نفسي عن اتهامك بالغباء المطبق ...مع الاعتذار عاشت سوريا بشعبها الأبي وقيادتها الحكيمة وجيشها المخلص ورئيسها الإصلاحي المحبوب رمضان مبارك وكريم
صديقي شكرا للتعليق...اسمح لي أن أقول أنني لم أناقش سبب عدم تنفيذ هذه الاصلاحات المحقة والتي قمنا انا وانت بالاشارة اليها وان عدم نقاش السبب أبدا لا يعفي المسؤول من مسؤولية التقصير وهو تقصير كبير كاد ان يودي بوطن.....ومهما كان سبب التقصير فإنني لاأزال أعتقد أن المثقف والفنان عليه أن يتلافى خطأ تفريغ هذه المطالب المحقة من مضمونها عندما يضع نفسه على نفس الخط مع من يريد شرا لنا مستخدما هذه المطالب المحقة ....قليل من التروي والاعطاء للفرص إن لم ينفع فإنه لن يضر
اوافق على الافكار المطروحة.....ولكن لا يوجد جواب لماذا تم تجاهل هذه الافكار المحقة لزمن طويل جدا ولم يتجاوب لتحقيقها احد عندما كانت تطرح ومنذ زمن بعيد....أعرف أن الجواب ليس لديك فهو موجه للدولة والسلطة
أخي الكاتب الجميع يقول المطالب محقة و و قد قلت في مقالك هذا أن هذه المطالب بالحرية مطروحة منذ زمن بعيد و تتهم من يطالب بها الآن بالخائن . هل لك ان تخبرني طالما الجميع يتعترف بهذه المطالب و هي مطلوبة منذ زمن بعيد لماذا لم تنفذ و هل لك ان تخبرني أصلا لماذا وصلنا الى هذه المرحلة الحرجة في سوريا . رجاء لتكن الاجوبة بعيدة عن التخوين و لتحترم فيها عقولنا . ولك الشكر ع المقالة
اشكرك على ابداعك وتركيز افكارك,لك قدرة جيدة على التحليل والتركيب ورؤية اللوحة السورية الفسيفسائية من زوايا صحيحة. ولكن لاأظن ان هؤلاء الفنانين قد اخطأوا العنوان,فهم يعلمون مايفعلون بالأمة وخلط الأوراق وسحب شبهة الطائفية عن ثورتهم المشؤومة وإلا كيف تفسر اختيار الميدان وحصريا" جامع الحسن !! ليخسأ المتأمرون ,وليحيا الوطن عزيزا" منيعا".
بخصوص الفقرةوما ورد في (بقعة ضوء)وجواباً لسؤالك لماذالم يخون احد حينها,اعتقد انه لا يستعصي الجواب على احد اذا قارن منصف الوضع الحالي و ما كانت عليه سوريا يوم تمتعت بالحلقة الذكورة وبالمناسبة هذا يوثق انه كان هناك مساحة من الحرية للتعبير وكانت تؤسس لتقدم كبير في الاصلاح المنشود لو احسن استيعاب الظرف وانه لا يمكن القفذ الى المجهول بدون تروي ومسح حوالي نصف قرن من (الانضباط المبرمج)او سميه ما شأت بدون ان ندخل البلد والشعب في مخاض ولادة عسيرة لنظام جديد ثبت من السوابق انه لا يقل عن محاولات الانتحار