بسم الله الرحمن الرحيم
الكون الواسع بما حوى
والمجرات المتداخلة المتناثرة في أرجاء هذا الكون
الشموس القزمة كشمسنا والشموس العملاقة
الكواكب الحجرية الصخرية والغازية والثلجية
وهذا الحبك العظيم للكون النسيج الهائل
في وسط هذه النظم تقبع الأرض بجمالها الأخاذ ....................
وفي قلب كل ما ذكرنا كم هو ضئيل حجم كوكبنا أمام عظمة الخالق سبحانه .
وكم نحن صغار جدا كالبكتيريا التي يستحيل رؤيتها بالعين المجردة نسبة الى هذا الكون المبدع بيد الخالق سبحانه .
وكم هو كبير جدا جهلنا . وغرورنا . واعتدادنا بأنفسنا الناشئ من الفراغ والحاجة .
( رغم صغرنا )
هل أنت معي أخي العزيز أننا صغار جدا .
وأننا نقتل بعضنا بعضا باسم الدين والحرية والصرعة الجديدة (الديمقراطية ) ..التي أسميها (الديموفنائية) . الخدعة التي تسوقها أميركا الشيطان الأكبر وإسرائيل الغدة السرطانية ونشتريها بالغالي والنفيس . أليس هذا عجيبا . أن نبيع وطننا مقابل خدعة ووهم وسراب صيف . والله هذا عجيب جدا .
صرنا عبيدا عند شعارات واهمة صنعناها (بفزلكاتنا) وترفنا الفكري . وأصبحنا نحلل وننظر ونعقد الأمور البسيطة .
صار لكل منا (صيصيته) التي يرفعها وينادي لها ويضع شعارات . سقفها السماوات العلى . وينشر فكره و ما يريد أن يفعل وكأنه محور الكون وهو شيء لا يذكر أمام الناس فما بالك بالكون الفسيح اللا متناهي .. بضاعة يروج صاحبها لها !!
(حلوة ها لنكتة مو هيك ) ..
أنفلت عقالنا وحلت عزائم الرجولة فينا . حتى هان الأمر فصارت الكلاب تعرعر وسهل على كل من هب ودب أن يسرح ويمرح بنا كما يشاء . وصار مصيرنا بيد الخنازير تقرره عنا .وسهل على عدونا من الداخل والخارج أن يغتصب أحلامنا ويسفه أعمالنا ويتحكم بمصيرنا . ويباعد ما بيننا وبين ما نحب ويعطل أشغالنا ويحاصرنا بلقمة عيشنا !!!!!!!!!!
لا وألف لا ولكن ؟
لماذا ؟؟؟؟؟؟
الجواب بسيط جدا لأننا رضينا بالذل والهوان . فهنا على عدونا . وأصبحنا حديقته الخلفية التي يقضي كل حاجاته فيها .. نعم التمزق والطائفية والتناحر وتقديم المصالح الشخصية على المنافع العامة وركوب موجة التظاهر والمطالبة بالتغيير الذي هو غير موجود في بلاد من يصدر لنا هذه الأفكار أميركا وأوروبا .. والحرية ووووو ..
كفى ... الى هنا وكفى ... صار لزاما علينا أن نقتل هذا الوضيع في أنفسنا . وأن نرفع أنوف الشمم العربي والعزة العربية ونري العالم الذي يعيش على أنقاض حضارتنا أنه من عندنا بدأ وأننا قادرون أن نصنع حضارة تفوق حضارته تطورا وعلما وتقدما ورقيا إنسانيا بكل أبعاد الكلمة ..
ولمن سيقول لي هذا كلام وحبر على ورق أقول :
لقد والحمد لله بدأنا نسير في الطريق الصحيح . وإذا تعثرت ولم تسقط فاعلم أنه زادت خطواتك خطوة . نعم بدأنا بالإصلاح والتطور الحثيث . الذي يعتمد على كوادرنا الوطنية فقط . وعلى أبنائنا الشرفاء فقط . ولا نريد عونا من أحد .. إلا من مد يد الصداقة لنا بدون مقابل . وبدون شروط وتسويات وتنازلات مستقبلية .
نعم كلما زادت شراسة الهجمة علينا علمت أننا نسير في الاتجاه الصحيح وعلى الجادة الصحيحة .
منذ عدة أيام وأنا أستطلع رأي الشرائح المختلفة من المجتمع السوري وفي كل مناسبة فألقي سؤالا هنا وتساؤلا هناك وأنتظر الإجابات .
(( لأنك لن تجد أصدق من الكلام العفوي الغير منتمي الى أحد . إلا لوطنيته وبلده سوريا . سوريا أم العالم وحاضنته )) . وكم كانت دهشتي عظيمة من ثقافة هذا الشعب بكل أطيافه وطبقاته غنيه وفقيره. مثقفه والبسيط فيه .. بل وجدت العامة من الناس لديهم وعي وثقافة لا يمكن تحصيلها في أرفع جامعات العالم مستوى .. وكان الإجماع ... أننا عائلة واحدة نحل خلافاتنا في بيتنا ولا يحق لأحد التدخل بيننا . وأن نهج الإصلاح بقيادة الدكتور بشار قد بدأ وأن الناس بدؤوا يلمسون نتائج واضحة ومفاصل هامة في تجربة التعددية والمساواة والعدالة الاجتماعية وإزالة الفروق الطبقية من بين الناس وعدالة توزيع الثروة وحل المشاكل الموجودة في كل دول العالم حتى لا يقال عندنا في سوريا فقط .
يا الله كم كنت أحب بلدي ولم أكن أعلم . كم هو غال على قلبي جدا .
إنه عشقي وهيامي وجنوني
إنه قطعة من كبدي بل أنا أكون كبده أحيانا وأحيانا أخرى هو كبدي .
إنه من لا أسأله لماذا حين يطالبني بالعطاء . حتى مبلغ الدم والروح ..
إنه بلدك ووطنك يا من تدعو الغريب ليحكمك ويحكمني . يا من تنادي كالثكلى على الغزاة أن تعالوا الى بلدي لغزوه . يا من تصيح صباحا ومساء كل يوم تعالوا واحتلونا فأنا أحب أن يحتل بلدي على مبدأ ...( يدي التي تؤلمني سأقطع جسدها ) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عجيب ! .
عجيب المنطق الذي يحاكم به هؤلاء . الأمور في هذا الزمان .. يعني ألم يفهموا اللعبة بعد ؟
من جديد نقول وهذا والله مستقى من الأحداث التي تجري حولنا وليس تنظيرا بل هو واقع ونعيشه خطوة خطوة كما هو مخطط ومرسوم له منذ تسعينات هذا القرن .
نقول أن القوى الفاعلة والمسيطرة في العالم وعلى رأسها اللوبي الصهيوني والأمريكي ويتبعه بعض من لا يجيدون سوى لعب دور الظل في الحياة ( من الأوروبيين) فهم تبع لفلا ن وعلان وبلا شخصية .... قد رهنوا شعوبهم برسم طاعة الصهيونية العالمية .
ولقد خططت ودرست العالم العربي المليء بالثروات الكامنة والسوق المستقبلي لبضائعهم ومنطقة إشعال الحروب لإنعاش اقتصادهم ولضرورات الانتخابات لديهم . فوجدوا أنه من غير الممكن الاستمرار في كذبة السلام . والسلام العادل . وغيرها من الكذبات .
لكسب الوقت لتمرير مخططاتهم . فعدلوا إستراتيجيتهم القديمة . بالغزو من الداخل عن طريق زرع فيروسات ضارة بالجسد العربي . ولا أقول الإسلامي لأن مسلمنا ومسيحينا وكل الطوائف والديانات عندنا هي ساحة لعبهم ولا فرق عندهم بين هذا وذاك إلا حين يريدون اللعب على وتر الطائفية لتحقيق مكسب معين دون الالتفات الى الخسائر فهي لا تعنيهم بشيء . ووجدوا أن شعوب الوطن العربي تعاني من البطالة والفقر والخوف والشعور بعدم الأمان.
من جهة السلطة التنفيذية فهي تبتزهم وتعقد مشاكلهم وهي مع من يملك مقادير القوة كالمال نتيجة لاستشراء الفساد في بعض ضعاف النفوس .ونقولها( صراحة ) ............... فانقدحت عبقريتهم الخبيثة على العزف على هذه الأوتار وكل لحن يتولد منها يفيدهم هم ويضرنا نحن فساحة اللعب بعيدة عن مدنهم ومصالحهم الحيوية . فإن أنجب هذا المخطط خير. كان بها . وإلا (ففخار يكسر بعضه) وفي كل الأحوال الكيان الغاصب الصهيوني وإسرائيل مستفيدة مما سينتج عن هذه الفوضى (التي سموها خلاقة ) ....
فبدؤوا بمشروع الشرق الأوسط الجديد . وتصدت قوى الممانعة في عالمنا العربي لهذا المخطط . فذهبوا الى اختلاق حالة عدم ثقة وكره بين الحاكم والشعب فبدؤوا بتونس ومصر وانجرف الشباب العربي وراء هذه اللعبة منهم مصدق ومنهم لا يعلم ما يجري . والحق يقال أن الشباب العربي تعامل مع الأمر على أنه ثورة جاءت نتيجة ضغط مستمر وقديم ولد هذا الانفجار العربي . وبدأ مسلسل الربيع العربي المزعوم الذي أتى بالخريف الأصفر بلون الموت الى بلادنا ..
والحق يقال .... رب ضارة نافعة .
لقد عرف القادة والحكام العرب ..
أن زمن السيطرة والقمع قد ولى
وعرفوا أيضا أن زمن الشباب الواعي المتحضر قد أقبل
وأن الشارع العربي صار هو صاحب القرار الآن .
فمنهم من بادر الى مقاومة هذه الظاهرة بالعنف فخسر كل ما كان له من ماض يشفع له عند الله وشعبه ..
ومنهم من قرر التنحي بسرعة البرق خوفا فلحقته صفعة النار العربي الحر ..
ومنهم من بدأ يتجاوب مع شعبه وكان في أول صف معهم في عملية الإصلاح ..
فهل تعلم لماذا أخي العزيز ؟ لماذا اختار الدكتور بشار الأسد الخيار الأخير .
لأن الخيار الأخير كان هو حلمه وإستراتيجيته نعم كان حلم الدكتور بشار الأسد . لكن تسارع الأحداث قرر عن الجميع كيف سيكون وجه سوريا الآن وبأي سرعة ستسير المركب بمن فيها . فبادرت الكوادر الوطنية المعارضة والموالفة الى ركوب مركب الإصلاح والتجديف في اتجاه التيار العربي الشبابي الحر الشريف الذي لا يريد لبلده سوى الخير والازدهار وأن يعيش دون خوف وتزلف وفساد . نعم .
إنها صحوة سوريا وثورتها من داخل النظام ضد كل ما هو خارج عن عروبتنا وأخلاقنا وثورة الرئيس بشار الأسد ضد الفساد التي ستصل بنا إن شاء الله الى بر الأمن والأمان ..
سؤال : لماذا سوريا ولماذا الآن ؟؟؟
الجواب عندي . حتى تتخلى عن مواقفها الداعمة لكل حركات المقاومة العربية ضد إسرائيل
ولماذا الآن . إما لأن الأحداث فرضت نفسها في هذا التوقيت وهذا بعيد عن المنطق قليلا !!
أو أن التحرك الذي كان معد له مسبقا تقرر بيد الصهاينة أنه الوقت المناسب لضرب سوريا من الداخل نتيجة الأحداث التي تجري في العالم العربي وإلحاق النظام السوري بباقي الأنظمة على أنه فاسد وقمعي ويتجاوز على حقوق الإنسان وبالتالي فلا فرق بين سوريا وأي بلد أخر في الشرق الأوسط واللعبة بيد الأميركي الآن للأسف ..
وهنا لابد من التوضيح أن المقصود بالبلدان الأخرى ليس شعوبها بل أنظمتها فعلى سبيل المثال :
هناك من يجثوا على ركبة ونصف يقبل يد الصهاينة والاميركان ولا يرضى شعبه عن ذلك الذل أبدا ..
وهناك من ينبطح على بطنه تحتهم ويتعامل معهم على أنه أجير عندهم وهناك من يمد يده من وراء ظهره لهم مخادعا نفسه وشعبه .......
وفي المقابل
هناك من لا يقبل منهم أي شيء إلا الخروج من جميع الأراضي التي اغتصبوها ولا يصدق منهم قولا ولا يداهنهم ولا يخشاهم ولا يقيم لهم وزنا ولا يضع يده بيدهم ولا يسالمهم على حساب فلسطين والقدس والجولان وما هو تحت الاحتلال من لبنان ......
وأزيد . لن يستقر هذا المقاوم الأبي في عرينه الى أن تتحرر كل فلسطين .. فنحن لا نساوم على أحدى الضفتين شرقية أو غربية . ولا على صلح خاسر ولا على استعادة الجولان بالمراوغة أو جزء منه . وكل شيء في وقته جميل . ولا على سلام معهم .
بل نحارب لأجل وعد الهي على لسان الأنبياء . و كل الديانات والأيدلوجيات والأعراف البشرية . والقوانين الدولية إن كانوا يعترفون بها وضع ألف خط تحت إن كانوا هذه .ولقد عرفت شعوب العالم كلها عن الأمريكان والصهاينة المغتصبون ..
أنهم مفسدون في الأرض وأنهم لن يرضوا عنا أبدا ولن نرضى عنهم . وأننا سنرث الأرض إن شاء الله .
ولا أرى في الأفق إلا سوريا موحدة مستقرة كسابق عهدها وقد زينت بوشاح من أزهار الياسمين وذراعيها تحتضن كل أبنائها على اختلاف مشاربهم .
يا عزيزي : الأم لا تفرق بين أحد أبنائها
والحمد لله رب العالمين