syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الجزيرة..العربية..من أين وإلى أين؟ ... بقلم : حسام محمد

يلعب الإعلام دوراً رئيساً في التأثير بالرأي العام وبالتالي توجيهه وتكوينه ويختلف تأثيره من مسموع إلى مرئي إلى مكتوب ,كما يقع  على عاتق الإعلام العربي مواجهة التحديات التي يفرضها العصر


(الكيان الصهيوني,عولمة,فقر,أمية,...) والسؤال الاّن : أين هو الإعلام العربي من ذلك؟

لتأتي الإجابة ببساطة : الإعلام العربي تحوّل إلى إعلان عربي لحالة الحرب على بعضه وهو مشغول الاّن بمواجهة بعضه البعض!!! بدلاً من مواجهة ماكينات الإعلام الغربي التي تصف العرب بالتخلف والجهل وبأنهم إلى يومنا هذا يسكنون الكهوف والخيام ويمتطون الجمال كأسلوب حياة صحراوي معاش ويصور الإعلام الغربي ذلك في نشرات أخباره ومسلسلاته وأفلامه وحتى الكرتونية منها والأدلة كثيرة على ذلك.

 

وإذا أردنا الحديث عن الجانب السلبي للإعلام العربي في أيامنا هذه لابد من الحديث عن التضليل الإعلامي  لقناتي الجزيرة و العربية .

فمثلا نجد قناة العربية تعمل ليل نهار على تصفية حسابات مموليها وراسمي سياساتها مع سورية دولة وشعباً فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد مذيع الأخبار الجوية فيها عندما يصل في أخباره إلى دمشق يقول بالحرف الواحد :

 

(نصل الآن إلى دمشق التي تبعد عن درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات حوالي 80 كم) وهنا ملاحظتين :

الأولى : ما علاقة أخبار الجو بالسياسة , أما الثانية وهي الأهم : هل دمشق بحاجة إلى من يعرّف بها وهي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ومنها انطلقت الحضارات ؟!!!.

وعلى نفس المحطة نجد أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في عام 2009 برنامج مدته حوالي 30 دقيقة للحديث عن ملكة جمال الخيول في العالم حيث كانت الفرحة عارمة وواضحة على وجوه مذيعي هذه القناة بعد أن حصدت اللقب خيل تابعة لإسطبل أحدهم في الخليج .

 

وبالانتقال إلى محطة الجزيرة تؤكد أحدث الدراسات التي قام بها أحد مراكز الأبحاث بعد أن تابع برامج الجزيرة لمدة أسبوع تقول بأنها خصصت 60% من برامجها ووقتها لتغطية أخبار سورية متناسية تسارع الأحداث في ليبيا و اليمن والبحرين التي هي أخطر بكثير مما يجري في سوريا .

فالجزيرة عملت جاهدة على فبركة الأخبار التي تجري في سوريا بطريقة وقحة جداً لا تخفى على أحد فهي تضع خبر ما يسمى (انشقاق مجند)من الجيش السوري خبراً رئيساً علما أن هذا المجند بحكم القانون فار من خدمة العلم ، وتغض الطرف عن الجيش التركي الذي لم يحدث فيه انشقاقات فحسب وإنما انهيارات .

 

وتقوم بجلب صور من هنا وأخرى من هناك وتركب الأصوات عليها لتبدو حقيقيّة ، والإتصال بشهود عيان متواجدين خارج سورية ويصل بها الأمر للإتصال بموظفين من داخل المحطة الأمر الذي جعل كبار إعلامييها يتقدمون باستقالاتهم احتجاجاً على تغطيتها وليس آخرهم واضع شعار القناة "الرأي والرأي الآخر" الإعلامي جميل عازار .

فالجزبرة كان لها قصب السبق في إهانة رموز العرب والإسلام من على منبرها (الحر).

 

كما أن الجزيرة قد درّجت عادة الإتصال بضباط ومحللين إسرائيليين لبث سمومهم وكل ذلك تحت ذريعة "الرأي والرأي الآخر" ويندرج هذا تحت إطار الترويج للتطبيع الإعلامي مع الكيان الصهيوني.

 

وهي من كان ولا يزال يبث وبشكل حصري أشرطة القاعدة وخاطفي الأجانب في العراق وكل ذلك كان يحصل بحسب زعمها بأن شخصاً مجهولاً قام بوضع الشريط بالقرب من مكتب القناة ... شو هالصدفة؟ !!!.

 

وهي تتشدق بدعمها لقضايا العروبة والمقاومة وفي الوقت نفسه تسمي الشهيد قتيل وتستبدل فلسطين على الخارطة  بإسرائيل؟ .

كما تتحدث عن دعمها لما يسمى بالثورات العربية وحقوق الشعوب العربية في الحرية والإصلاح فتتناسى عن قصد ثورتا قطر والبحرين ،وتوزع دروس في الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان والسياسة وكل ذلك بدون معلم وتنتقد هنا وهناك وكل شيء وأي شيء إلا دول الخليج العربي وكأن الخليج يغصّ بالديموقراطية والأحزاب والنقابات والصحافة الحرة وحقوق الإنسان .

 

كما نجد محطتي العربية والجزيرة تستضيفان أشخاصاً مختلفين في الرأي من أجل إضفاء طابع الإثارة على البرنامج على حساب المهنية والمصداقية والموضوعية حتى أن الإثارة تصل أحياناً لاستباحة الدم وشتم الدين والإساءة إلى المقدسات والرموز!!!.

 

في مطلق الأحوال نستطيع القول أن الجزيرة والعربية ومن يدور في فلكهما لا يكتفون بنقل الخبر بل يحاولون المساهمة في الحدث نفسه !

وهذا أيضاً دليل على فقدان الموضوعية والمصداقية وانهيار لمواثيق الشرف الإعلامي و أدلة السلوك المهني وطمس للحقيقة علما أن الحقيقة واضحة كالشمس التي لا يمكن لغرابيل الجزيرة والعربية أن تحجب  نورها، إن حكاية الجزيرة والعربية حكاية طويلة عريضة فكيف لهاتين المحطتين أن توفقان بين برامج الأزياء وبرامج الشريعة وضيف عربي وآخر صهيوني ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن أمام إعلام للحقيقة أم إعلان للحرب؟!!!!!.    

 

2011-08-07
التعليقات
الحفيري
2011-08-12 09:26:12
ليس لديك البديل
لم اكن لالومك لوانك وجهت كلامك الى اورينت او سوريا الشعب اوغيرهم من المحرضين اعلاميا اما ان تشن حربا على القنوات الاكثر مصداقية لدى الجميع وانت منهم فاخبرني ياسيدي عن البديل الذي سينقل لنا مايجري في بلدنا

سوريا
حيادي
2011-08-08 23:52:48
كلام منحاز جدا
هذه المقالة مليئة بالمغالطات أولها أن جميل عازار لازال في القناة وقدم نشرة الأخبار منذ ساعتين على الجزيرة، ثانيا نسبة تغطية أحداث سوريا مغلوطة تماما وعلى العكس فهي أقل بكثير من باقي الدول ثالثا تعتبر أن ما جرى في البحرين ثورة ؟ طيب وفي سوريا ماذا يحدث؟ أخيرا وليس آخرا الجزيرة تتصل دائما بأبواق النظام السوري كالعبد الله وطالب وشحادة وغيرهم أما إعلامنا المحترم فلم ولن يتجرأ على استقبال هاتف من معارض ... فعن أي إعلام تتحدث؟؟؟؟

سوريا
أحمد
2011-08-08 19:37:26

مالم يستطيع أعداء العرب والاسلام يفعله اصحاب المحطات والمشكلة الحقيقية هنا أنا ان البلدان المالكة لهذه المحطات تحكم شعبها الحديد وكتم الأفواه والتكفير للاثارة وتحيز الشعب خلفا

قطر
عامر النابو
2011-08-08 12:57:27
تعليق
مع الأسف هذا الأسلوب المنفر من التهرب من المسؤلية وعدم الأعتراف وتحميل الأخرين مسؤولية أخطائنا وخطايانا وأوزارنا ورميها على اكتافهم واتهامهم بالتامر ضدنا وهذا أسلوب أظن أنه ماعاد يجدي لقد سبقت الأحداث هذه الرؤى ..ولم يبقى الا الأعلام الرسمي ومن في فلكهفقط أولئك مازالوا خارج العالم والواقع ..أن أن نملك الشجاعة الأدبية ونعترف بما يحصل في بلدنا ..منذ وعينا على الدنيا ونحن نسمع ونقرأوندرس أن الامبرياليةوالصهيونية العالمية تتامر علينا وعلى مستقبلنا ؟؟؟وبعد كل هذه العقود مازال كل شيء كما هو المؤامرة

سوريا
سوري
2011-08-08 12:41:00
.....
المقال يحوي على الكثير من المنطق , ولكن استوقفتني جملة وهي أنا دمشق انطلقت منها الحضارات معك حق ولكن يكفي , دائما نتكلم عن الماضي , مزبوط كلامك ومزبوط كلام كل من قال عن الحضارة السورية وماقدمت للعالم ولكن لنفكر الآن بالحاضر والمستقبل لكي يذكر المستقبل ماقدمنا نحن من حضارة. مشكور على المقال

سوريا
سوري
2011-08-07 09:42:16
ولله مقال رائع جدا
ان هذا المقال قد افرحني كثيرا, لشدة كرهي لهاتين المحطتين و توابعهما, و لكن الى أين سيهربون من الله.

سوريا