كثيراً ما كنا نقرأ ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز مقالات ومؤلفات عن الحضارات العربية القديمة وأثرها الإيجابي في تطور المجتمعات الغربية ، كنا نشعر بالسعادة لإنجازات أجدادنا وما حققوه على أرض الواقع ، ابتداءً من الفتوحات الإسلامية ووصولاً إلى انجاز كبار علماء العرب من الفلاسفة والأطباء وعلماء النحو واللغة والترجمة ، والعبقريين المتميزين في الفيزياء والكيمياء والرياضيات ، وكل حسب اختصاصه .
كما كنا نتغنى بالقادة التاريخيين العظام الذين حرروا البلاد من الاحتلال الأجنبي ، مثل حديثنا في كل المناسبات والاحتفالات عن الروابط المشتركة التي تجمع بين أبناء الأمة العربية من أقصاها إلى أدناها ويأتي في مقدمتها اللغة والعادات والتقاليد والدم الواحد والتاريخ المشترك . والكثير الكثير من المفردات الجميلة التي زرعت في عقولنا منذ أن كنا صغاراً نتلقف العلم في السنوات المدرسية الأولى . وقد كان الأهل يومها أصحاب فضل علينا في تعزيز وترسيخ كل ما كنا نتعلمه في المدارس ، ليغرسوا في داخلنا حب الوطن والمواطن على امتداد الوطن العربي .
هذا الوطن الذي يشهد هذه الأيام حالة غريبة من الضياع والفراغ ، حالة من التشرذم والإنكماش ، حالة من الخوف والهلع من مستقبل مجهول لا يعرف أي منا كيف ستكون نتائجه وإلى أين يتجه . لقد جعلتنا هذه الثورات نبتعد عن بعضنا البعض لأن لكل شخص منا وجهة نظر مختلفة عن الآخر حيال ما تشهده المنطقة من تقلبات خطيرة . وعلى الرغم من نقاط الاختلاف أو التقارب في وجهات النظر بين مؤيد ومعارض من رؤساء الدول العربية والسياسيين وصولاً إلى أبناء الشعب ، فيمكن القول إننا نسير على مفترق خطير ، قد يؤدي إلى الهاوية أو يؤدي إلى بر الآمان . فالأزمة التي تجتاح الشرق الأوسط هي سابقة خطيرة في تاريخنا المعاصر . نحن نعيش ظروف مأساوية وصعبة ، تحفها المخاطر من كل صوب وناحية ، نعيش محنة يراد منها إحداث المزيد من الفوضى والانهيار والضياع ، محنة تتوجه نحو تكريس الطائفية والمذهبية وتكريس الزعامات لبعض الدول ولو كان ذلك على حساب تفتيت الوطن العربي وتقاسم خيراته .
أسئلة كثيرة يمكن لنا أن نطرحها في هذا المجال ومنها : هل الدول الأوروبية بالفعل هي التي تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر فيما يحدث من ثورات تشهدها المنطقة ؟ هل المستهدف من هذه الثورات هم الرؤساء العرب أم تقسيم الوطن وإضعافه ؟ هل ما يشهده الشرق الأوسط من ثورات هدفه الحقيقي القضاء على المسلمين والعرب ؟ أم الهدف منه القضاء على الكرامة العربية المتبقية والحق العربي في العيش الآمن والقرار السيادي ؟ أم أن غياب الديمقراطية وانعدام الحريات كان الدافع الأساس لاندلاع الثورات ؟ .
هناك الكثير من الأسئلة التي تصب في المجال ذاته ولكننا بالنتيجة علينا أن نطرح أسئلة إضافية في غاية الأهمية والخطورة من هو المستفيد الأول من الخسائر المادية والبشرية التي تصيب الأمة العربية ؟ من صاحب المصلحة في إحداث التفرقة بين أبناء الشعب الواحد ، والإيقاع بين الدول العربية ؟ ومن المستفيد الأول من إراقة الدماء ؟ هل المستفيد الأكبر من الأزمة أمريكا وحلفاؤها الغربيون الذين همهم الأكبر مصلحة إسرائيل وتحقيق تفوقها ؟ الكثير من الأجوبة جميعنا قادرون على الإجابة عنها ، غير أننا لا نملك الحلول لها لأننا نقف موقف المتفرج المترقب لما ستفرزه الأيام القادمة من نتائج وأحداث في هذه الدولة أو تلك .
ومهما كانت هذه النتائج فإن الخاسر الأكبر هم العرب أنفسهم شعوباً وحكومات ورؤساء ، فالدائرة تتسع ولن ينجو أحد مما يحدث في المنطقة ، فالمؤشرات جميعها تشير إلى إمكانية انتقال الثورات إلى دول عربية أخرى فالسيناريوهات ووقع الأحداث واحدة ، فما يحدث من مؤشرات كانت بدايةً لانطلاق الثورات في الدول العربية التي تشهد بلادها أزمات خطيرة تهدد مستقبل الوطن وسلامته .
وفي هذا السياق أتذكر كلمة العقيد معمر القذافي خلال انعقاد القمة العربية العشرون في دمشق يوم 29 آذار 2008 عندما قال مخاطباً الزعماء العرب مستهجناً ما حدث في العراق من احتلال أمريكي لبلد عربي وإعدام الرئـيس صدام حسين ، وإدراج اسم الرئيس السوداني عمر البشير في لائحة المطلوبين ، حين قال لهم إن الدور سيأتي عليكم جميعاً . وقد ابتسم يومها الزعماء العرب ولم يعرف يومها العديد منهم أن ما قاله القذافي قبل 3 أعوام ، قد تحقق في عام 2011 على أرض الواقع .
أستطيع القول إننا في الوطن العربي نسير في طريق مسدود ، طريق حالك الظلام ، طريق مشبع بالدم والغضب المتصاعد والرغبة في الانتقام ، الانتقام من بعضنا البعض رغبةً في التشفي عن أخطاء الماضي ، طريق لا نعرف نهايته ولا إلى أين يؤدي بالمنطقة ، ولكنه طريق سالك بصعوبة . البعض يتحدث عن مؤامرة خارجية نسجت خيوطها دول غربية منذ أعوام عدة لاستهداف دول محددة بسبب مواقفها إزاء قضية الصراع العربي الإسرائيلي ، والبعض الآخر يتحدث عن مؤامرات داخلية نسجت خطوطها باستغلال الأحداث وتزايد حدتها ، والبعض الآخر يتحدث عن وجود معطيات أخرى كالفقر والفساد وانعدام الحريات والديمقراطية سـاهمت في ثورات الربيع العربي ، ولا يستطيع أحد أن ينف أو يجزم بوجود مؤامرة خارجية أو داخلية، فغياب الديمقراطية في أكثر من بلد عربي شكل المدماك الأول في رغبة الشعوب في التغيير ، هذه الثورات التي خرجت بداية للمطالبة بالحرية ، ثم سارعت بتصعيد طلباتها مع استجابة الحكومات لمطالبها ، فبدأت تنادي بالتغيير وإسقاط النظام ، وهنا تتخذ الأمور اتجاهاً مغايراً وهذا برأي لم يحدث اعتباطياً بل كان بدعم خارجي ، إن ما يجري في الشارع العربي من قتل وتدمير مرفوض لجميع الأطراف فهو لا يبرر للشعب أو للجيش باللجوء إلى القوة المفرطة لمواجهة بعضهما البعض ، لأن الخاسر في المحصلة هم أبناء الشعب نفسه ، فالجيش أيضاً هو من مكونات الشعب وليس غريباً عنهم .
إن تاريخنا المعاصر سجل عام 2011 بصفحات سوداء ما يشـهده الوطن العربي من حالة ضياع وتفكك . الأمور بدأت تتضح والصداقات بين العديد من الدول العربية بدأت تظهر بصورة مختلفة مما كانت عليه في السنوات الماضية أي بصورتها الواقعية ، فالعديد من الدول استفادت من التطورات التي تشهدها المنطقة لتتخذ مواقف مغايرة من هذه الدولة أو تلك ناسفةً بنود جامعة الدول العربية وما طرحته في ميثاقها بما يخص التضامن والدفاع العربي المشترك ، إن تاريخنا الحالي سطر بمجازر مروعة يندى لها الجبين ، وما يحدث في بعض البلاد من تقطيع جثث وترويع للمدنيين وتدمير للمقار الحكومية . أين هي الحضارة العربية مما يحدث ؟ أين هو التاريخ والمصير المشترك الذي كنا نتغنى به ؟ لماذا نجد اليوم الدول الأوروبية تتخذ موقفاً حاسماً وعنيفاً ضد الأنظمة العربية التي تشهد بلادها ثورات شعبية ؟ لماذا تصدر القوانين الصارمة بحق بعض الرؤساء والمسؤولين السياسيين في هذه الدولة أو تلك في حين تغمض أعينها عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن انتهاكات إسرائيل اليومية لحقوق الإنسان التي تمارسها بحق المواطنين الآمنين ؟ لمادا لا نشاهد القادة الأوروبيين يتخذون قرارات مماثلة بزعماء إسرائيل أو ممارسة الضغوط ذاتها التي تمارسها ضد بعض الرؤساء والسياسيين العرب من وضع اليد على حساباتهم المصرفية أو منعهم من السفر ؟ لماذا بدأنا اليوم فقط نسمع في المحافل العالمية بلهجة تصاعدية عن حقوق الإنسان التي تنتهك في الدول العربية ، في الوقت الذي يفقدون فيه القدرة على النطق عندما يتعلق الأمر بإسـرائيل وانتهاكاتها في استخدام العنف الشديد لقمع المتظاهرين في بلعين وبورين وسواها من المسيرات التي تندد بالجدار الفاصل وبانتهاكات الاحتلال من طرد مواطنين من ديارهم واقتلاعهم من أراضيهم وزجهم في السجون ؟
نحن بالتأكيد مع احترام حقوق الإنسان أينما كان ، ومع حماية المواطنين الآمنين وحقوقهم وحرياتهم السلمية شرط ألا يرتبط ذلك باستخدام العنف والمجازر ، نحن مع مطالب الشعوب في التعبير عن رأيها وفي دعواتها للحرية والديمقراطية شرط ألا يترافق ذلك بتحدي القوانين ، نحن ضد الازدواجية في المعايير الدولية بحيث تطبق على دول وتستثنى منها دول أو دولة بعينها .
البعض يقول إن ما يحدث في المنطقة هو مخطط خارجي هدفه ديني محض ، الغاية منه استهداف الإسلام ، ولكني أخالف أصحاب هذا الرأي لأن ما يحدث في المنطقة بعيد كل البعد عن الدين ، ولو أراد البعض إقحام الدين ليتصدر الواجهة وليكون مبرراً لما يحدث . صحيح أن جميع الدول التي تشهد الثورات حالياً وحتى الدول التي تشهد الكثير من التوتر وحوادث العنف والتفجير كباكستان وأفغانستان والعراق والسودان والصومال وموريتانيا وملامح التغيير في الأردن والمغرب والجزائر والكويت والبحرين وسلطنة عمان تدين كلها بالإسلام ولكن الدين ليست سبباً فيما يحدث ، لأن الواقع الاجتماعي والظلم الاقتصادي والأعباء اليومية للمواطن هي التي ساهمت في دفعه لإعلان التمرد لأنه يريد مستقبلاً أفضل لنفسه ولأولاده ، لا أن يحمل الهموم حتى وفاته . نقول إن السبب المباشر اقتصادي واجتماعي وليس ديني فمعظم الدول الأوروبية التي تدين بالمسيحية لا تطبق شعائر الدين على أرض الواقع ، فهناك فصل بين الدين والدولة في دولها ، وقليلة هي الدول الأوروبية التي يكون فيها الدين رئيسياً ، فالدين يكون حسب الهوية فقط أي صفة ملازمة للمواطن الغربي أثناء ولادته ، ولكن الكثيرين منهم لا يعرفون شيئاً عن السيد المسيح وتعاليمه الدينية ، والدولة لا تجبرهم على ذلك لأنها ترى واجباتها منحصرة في تأمين حياة اقتصادية كريمة لهم ، انطلاقاً من مقولة أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر . فلكل منهم حرية الإيمان بالأديان السماوية أياً كانت أو رفضه الاعتراف ، ولكنهم بالرغم من ذلك يعيشون حالة من الاستقرار والآمان وفي جو مفعم بالديمقراطية والحرية لأن الحكومات الغربية تضع في أولوية اهتماماتها رفاهية المواطن لأن ذلك ينعكس إيجابياً على مستقبل الوطن وأمنه . وهناك مبدأ الثواب والعقاب لمن يتجرأ على تجاوز القوانين ومخالفة التعليمات من أصغر مواطن إلى أكبر مسؤول ، وأتمنى أن تنتقل هذه الحالة إلى بلادنا العربية كي نستفيد بدورنا من الحضارة الأوروبية التي تخطتنا في مجالات كثيرة ، لأننا قد اكتفينا حديثاً بحضارتنا العربية وروابطنا المشتركة .
أعود للازدواجية في المعايير لأقول إن الدول الأوروبية استفادت مما يحدث في المنطقة من فراغ أمني ومن حالة انفلات في العديد من الدول لتبدأ بفرض عقوباتها لتحقيق شروطها على أكثر من جهة ، واستثمرت ذلك من خلال وسائل إعلام ساهمت بالتحريض وتأجيج المواقف خدمة لمصالح أقلية همها الأول رؤية الوطن العربي هشاً ضعيفاً ، وفيما يتعلق بسورية المستهدفة هذه الأيام من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي لفرض المزيد من العقوبات ، أقول إن قناة العربية نشرت خبراً عاجلاً مفاده الاحتلال السوري لمدينة حماة ؟ عن أي احتلال يتحدثون ، هل حماة أو دير الزور أو سواها من المدن السورية في حال دخول الجيش إليها أصبح احتلالاً ، هل هذا هو مفهومهم الإعلامي ، ألا يعرف القيمون على قناة العربية كيفية صياغة الخبر الإعلامي ، نقول احتلالاً عسكرياً عندما يحتل جيش خارجي مدينة في دولة أخرى ، وليس عندما يدخل إحدى مدنه وينتشر فيها للقضاء على التوترات التي لا يستفيد منها سوى أعداء الوطن .
إن ما يحدث في سورية مختلف عما يحدث في الثورات الأخرى ، فالقيادة السورية والرئيس السوري بشار الأسد أصدر المراسيم التي تتوافق مع رغبات المعارضين ولم يبق من مطالب سوى تعديل المادة الثامنة من الدستور ، وقال الرئيس الأسد في خطابه الأخير إنه يرى تغيير الدستور بأكمله وليس المادة الثامنة التي نادى بها المعارضون وأعطى مهلة أقصاها نهاية العام لإنجاز كل شيء ، وتم تشكيل لجنة لإعداد الدستور ، وصدرت قوانين الانتخابات والإدارة المحلية والأحزاب وقريباً سيصدر قانون الإعلام ، إضافة إلى صياغة جديدة للدستور ولكن كل ذلك أنكره الغرب ولم يسمع به لأنه لا يرغب برؤية سورية كما اعتاد على رؤيتها ندةً قوية ، بل يريد أن يراها ضعيفة ممزقة ، أعود للقول إننا مع حقوق الإنسان ومع مطالب المعارضة العادلة بالحرية والديمقراطية والقضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين والمقصرين شرط أن لا تخرج المعارضة عن هدفها المحدد وأن لا تحمل السلاح ضد الجيش والأمن والمدنيين ، نحن ضد الأعمال التي تتسم بالعنف أي كان القائمون بها نحن ضد استهداف المدنيين وقوات الجيش ، نحن ضد تفجير خطوط السكك الحديد والتي كان أخرها خط سكة الحديد بيم حمص وحماة بمنطقة حربنفسي ، نحن ضد القتل لمجرد الانتقام ، ضد المناظر البشعة لتقطيع الجثث ورميها في نهر العاصي ، نخن ضد المتطرفين أينما كانوا ، نحن مع المعارضة المسالمة فهي تشكل شريحة الشعب ، ولكنهم انقسموا إلى ثلاثة أنواع معارضة لها مطالب عادلة ، ومعارضة مكونة من المجرمين وقطاع الطرق من أصحاب السوابق ومقاتلين من الخارج ، وجماعات متشددة وكي نتجاوز الأزمة يجب على الجميع أن يكون على قدر من المسؤولية وذلك من خلال سماع الرأي والرأي الآخر .
لقد كانت المسافة شاسعة بين النظام والشعب مما زاد من معاناة الكثيرين ، وفساد بعض المسؤولين لا يكون بالانتقام من الدولة بل الدعوة إلى محاسبة الفاسدين ، ولكن ذلك لا يمنح الحق لأي كان باستخدام القوة لتحقيق الإصلاح ، الإصلاح قادم لا محالة ولكن شرط أن لا يترافق بالعنف ، يجب إعطاء الحكومة الفرصة لترجمة الوعود على أرض الواقع ، وهذا لن يتحقق من خلال التظاهر ، إن أي دولة في العالم مهما نادت بالحرية والديمقراطية ، ومهما مارستهما على أرض الواقع فإنها ستتصدى للمتظاهرين عندما يقترن تظاهرهما بالعمل العنيف وهذا ما شاهدناه يوم أمس في ألمانيا وقبلها في إسبانيا وفرنسا واليونان ، نحن نطالب المعارضة بالحكمة والتروي والابتعاد عن القوة المفرطة من الطرفين حرصاً على سلامة سورية وأمنها ، وخوفاً إلى احتدام الأمور بشكل أكبر ، نحن نرفض الديمقراطية التي أعلنت عنها أمريكا وحاولت تطبيقها في العراق . نحن مع القوانين التي تنظم العلاقات الاجتماعية ومع محاربة الفساد والمفسدين ، ومع الشروع في اتخاذ الخطوات العملية لتطبيق قوانين الإصلاح ، نحن بالتأكيد لسنا ملوكاً أكثر من الملوك ، ولكننا نكشف الأوراق لأننا مع الصالح العام مع الوطن وسلامته واستقراره وهيبته . وأخيراً أذكر ما قالته قناة المنار اللبنانية حول الشأن السوري "إنه من المستحيل إغلاق الحدود كلياً خصوصاً في مناطق جبلية مثل تل كلخ وأكوم اكروم وبعض مناطق شمال لبنان ، حيث تنشط هذه الأيام عمليات تهريب أسـلحة ومسلحين إلى الداخل السوري وبالتحديد إلى مدينة حمص وضواحيها . وفي المعلومات الأكيدة فإن مركز عمليات التهريب هذه هي منزل نائب تابع لحزب المستقبل والواقع في مزرعته في بلدة بنين .
وبحسب مصادر مطلعة رسمية في المناطق الحدودية فإن مزرعة النائب المذكور تقع في شارع خالد الضاهر . وتقول المصادر ذاتها إن الرجل هو رأس حربة في عمليات تهريب السلاح والمسلحين إلى سورية ومنذ سنوات عديدة غير أن الاضطرابات السورية جعلته يعمل علناً في مزرعته . ويقوم بإرسال السلاح والمسلحين إلى محافظة حمص حيث تجري منذ أسـبوع اشتباكات مسلحة بين قوات من الجيش العربي السوري ومسلحين سلفيين" . وتابعت المنار " وإن قوات من الجيش العربي السوري تقوم بعملية تطهير واسعة في الضواحي الشرقية لمدينة حمص ، حيث دخل الجنود السوريون حي باب السباع و حي الخالدية ، وتروي المصادر عن جهات في سورية وثيقة الإطلاع على ما يجري في حمص "أنه تم توقيف حوالي أربعمائة مسلح أفغاني فضلاً عن مسلحين سلفيين يحملون الجنسية اللبنانية اعترفوا بدور النائب اللبناني عن حزب المستقبل في عملية تهريبهم إلى سورية مع سلاح ، فيما تم توقيف عناصر مسلحة فرّت من نهر البارد بعد انتهاء الحرب بين فتح الإسلام والجيش اللبناني عام 2008 .
وتمت أيضاً في هذه العملية مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة ، وتم الكشف أيضاً عن المكان الذي تمت فيه تصفية بعض الشبان قبل أسبوعين ، وهو مسجد في باب السباع كان المسلحون قد حوّلوه إلى غرفة عمليات قيادة . كما تمت مصادرة ثلاثة آلاف بزّة عسكرية سورية من مختلف الرتب اعترف من ألقي القبض عليهم من المسلحين أنها أرسلت من قبل النائب اللبناني المذكور ، وأن الخطة كانت تقضي بارتداء آلاف المسلحين لها في محاولات السعي المستميتة لإحداث انشقاق في صفوف الجيش العربي السوري" وبهذا انتهى خبر المنار . وسؤالي إلى المهتمين بسلامة سورية ومستقبلها هل هناك مؤامرة ضد سورية أم لا ؟ .