syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
من الأردن سلام الياسمين الى دمشق ... بقلم : ادهم عبد الله خالد

مرة أخرى نطل عليكم من أردن العروبة وأرسلها تحية عذبة معبقة برائحة الياسمين الدمشقي والذي تعشقه حبي لدمشق بل لكل سورية الحبيبة وأقولها بكلمات وانشاء لله أن يصل صداها الى كل مكان في سورية الحبيبة وعلى جنبات كل المحافظات الست عشرة والى كل أطياف الشعب السوري : رمضان كريم يا سورية


عذرا أخوتي السوريين لأنني لم أتمكن من زيارة سورية خلال هذا الشهر الفضيل نظرا لهذه الأزمة التي تمر بها سورية .عذرا مرة أخرى على ذكر كلمة أزمة فالشعب السوري والحمد لله أثبت وعيه وتلاحمه أمام المتآمر والإعلام الفاجر والذي لا زال يحاول بلغة الفشل من أجل فض هذا التلاحم..

 

ولكن ما يجعلني أؤجل مثل هذه الزيارة هو تراجع السياحة بسورية خلال هذه الأيام ..وممكن ان يكون لدى القارئ رأي آخر بمعنى : مادام انك جاي تزور سورية  شو النا بالسياحة؟ اجابة مقنعة ولكن من شدة عشقي لدمشق اولا ولسورية ثانيا لا يروقني إلا تقييد كلمة السياحة بكلمة دمشق او سورية ..فالحمد لله يكفيني فخرا أنني أذكر وأسطر كلمة دمشق الأبية وسورية الحبيبة على معظم صفحات دفتر مذكراتي ان لم تكن جميعها والتي كنت قد دونت بين سطورها زياراتي لدمشق مؤطرة بالمعلومة لأي مكان وطئته قدماي وكذلك التاريخ والتوقيت بل وصل الأمر أنني أعددت نفسي من أغنى أغنياء العالم طالما أنني زرت أقدم مدينة مأهولة بالسكان على وجه هذا الكون.

 

سنعود يا سورية انشالله  ومرفوعي الرأس فخرا بوعي أهلك وناسك وشعبك الوفي الأبي..سنعود انشالله بعد أن أثبتوا فشلهم وهزيمتهم الظاهرة والواضحة وضوح العيان بمظاهر الكبرياء والتعجرف والتشبه بالنصر على الأعداء ..لكن من هم الأعداء؟ هل نحن أعداء الإصلاح؟ أم أنهم هم منظروا الاصلاح؟ أم أننا لا نستسيغ الاصلاح وعلى حتى كلمة الاصلاح على لسانا ؟ أم أننا ما دمنا من شعوب دول العالم الثالث فنحن متخلفين ومتأخرين بنظرهم ؟ وإذا كنا كذلك لماذا جاؤوا ولا زالوا يجيئون إلينا للشرب والأكل من علمنا وأدبنا وشعرنا؟

 

نعم إخوتي السوريين وكل العرب بل وكل البشرية سورية  صمدت وانشالله ستصمد أكثر وستنتهي هذه الأزمة على خير وستعود الأمور الى ما كانت عليه بل أفضل من أي وقت مضى .وانشالله تراصنا وتلاحمنا لن يتزعزع بعد أن حاولوا ولازالوا يحاولون زعزعته بشرخ مصر واليمن وتونس وليبيا والسودان عن جسدنا العربي.

 

كيف لا وهم أساسا من حاول ولا زال يحاول أدماغ الشباب العربي بشعار مستورد بإسقاط النظام ؟ كيف لا وهم من ينظر لمسيرة الإصلاح وهم يعلمون كل العلم أن الشعوب العربية كلها تعاني من الفساد؟ أي يريدون للشعوب العربية الغليان والنزول الى الشارع والمناداة بالإصلاح ولكن بشعارات مستوردة وغيرها حتى وان كانت على حساب الآخرين أو التخريب والتكسير بل حرق الشارع بما عليه.

 

 وأدواتهم لتحريك الشارع العربي لا تقف عند حدود الشعارات المستوردة أو حتى الحديث عن مصر وتونس بل وصلت لديهم أدوات وتبنوا أسلحة أخرى أولها وأكبرها الفيسبوك والإعلام الفضائي والذي يتبارى ويتسابق ويتبارك بإحصاء القتلى وغيرهم دون أي مشاعر لما تنطوي عليه هذه الأخبار ولا حتى احتراما لدم الشهيد والذي هو دما عربيا قبل كل شيء.

 

بل حتى اسماعنا أخبارا دون صور ومن شهود عيان دون التأكد ان كانوا أساسا شهود عيان أم لا..مسيرات ومسيرات تنادي وتطالب بالإصلاحات ولكن عبر وسائل الإعلام مظاهرات وليس مسيرات مستمرة وتنادي بإسقاط النظام..صفحات وصفحات للثورات على الفيسبوك ولكن لا نعلم ان كانوا من ابناء الشعب أم أنهم مندسين وغيرهم يريدون اشعال فتيل لحرب أو حريق أو غيره..ثم لماذا ثورات ان كان قائد البلد هو من أبناء البلد؟..ثم أين هو الفساد طالما أن الطفل ويوميا يسير ذهابا وايابا الى مدرسته؟ ثم لماذا يريدون الوصول الى الفساد من أعلى قمته؟ ثم ما شأنهم هم بهذا الفساد ان كانوا يمارسون حياتهم بكل أريحية؟ ثم لماذا المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد تتحول الى ثورة والمسيرة الى مظاهرة؟

 

 نعم سنعود يا دمشق سنعود يا سورية..فليالي رمضان لازالت تزدان بحبي لدمشق وأهلها وناسها الطيبون القاهرون للغزاة بإذن الله.

 تكالبوا ولازالوا يتكالبون ولكن على من؟ ولماذا سورية؟ لأنها سورية :

 

  قلعة الصمود في وجههم ووجوه الغزاة المدحورين والمقهورين بإذن الله..لأنها سورية قاسيون والقلمون..لأنها مهد الحضارات ومركزها أقدم مدينة مأهولة بالسكان وعلى وجه الكون..لأنها مركز تلاقي الأديان..لأن بها الأموي...لأن بها مقام صلاح الدين الأيوبي..لأن عاصمتها دخل من شرقها وغربها خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح..لأن مساجدها وكنائسها وحتى طيورها وحمامها  لا زالت تكبر وتهلل وتنادي وتدعو للمحبة والسلام والوئام..

 

انشالله سنصمد..انشالله سننتصر على دجلكم ومؤامراتكم وفتنكم واعلامكم الفاجر..لن تمزقونا بل سنمزقكم.لن تدحرونا بل سندحركم..وسننتصر عليكم ونهزمكم بإذن الله .. فهذي دمشق بل هذي سورية عاصمة الإمبراطورية الأموية وقاهرة الغزاة على مدى الزمن..

 

اللهم فرجها على سورية وأهلها..اللهم كل من تسول له نفسه بالشر لسورية وأهلها فرد كيده بنحره يا الله

اللهم ارحم شهداء سورية وتقبلهم بفسيح جناتك..اللهم عليك بمن أراد الخراب والفتنة لسورية وأهلها ..اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر يالله..اللهم فك قيد سورية من المتآمر الفاجر ..اللهم عليك بأعداء سورية أعداء الله وأعداء الوطن فأنهم لا يعجزونك ..

 

 ..رمضان كريم يا دمشق..رمضان كريم  يا سورية..رمضان كريم ايها السوريون..

 اللهم احمي أردننا وسوريتنا وبلاد الشام والعرب والمسلمين من دنس المتآمرين والفتانين  ومن والاهم ودار بفلكهم ..اللهم امين..اللهم امين..اللهم امين.

 

2011-08-10
التعليقات
محمد
2011-08-15 18:06:35
شكرا
انت ابن اصل الشام ودمشق قبلة للجميع عندما زرت الاردن لقيت فيه اناس رائعون امثالك شكرا لمشاعرك

سوريا
عمر من الاردن
2011-08-12 14:12:05
رد الى ندى
قرأت لك اكثر من تعليق يخص رأي الاردنيين بما يجري بسوريا-الجميع في العالم منقسم نعم بين مؤيد ومعارض ولكن نريد حلا-كان بامكانك ان تعرضي وجهة نظر ليس اكثر-وكتبتي ذات مرة انك تزورين الاردن لاقارب لك هناك ورأيت وسمعت عن هذا الانقسام.هذا الانقسام لان سورية ارض عربية ومن بلاد الشام والتي نحن منها.ووسائل الاعلام الادنية تنقل عن المظاهرات بالاردن فكيف لا ننقل خبر عن سورية؟ والدليل ان الاردن قالى جانب سورية في هذه المحنة اكدنا على الاستقرار والوحدةو لسورية بل زدنا ان سورية خط احمر للاردن ملكا وحكومة وشعب

سوريا
ندى
2011-08-11 16:02:57
رأيي
لا تزال الأراء متضاربه بين مؤيد ومعارض للنظام السوري على الساحة الأردنية , وخاصة بين أوساط المثقفيين و القوميين والبعثيين وبين عامة الشعب الاردني المؤيد للثورة والذي يستنكر عمليات القتل والتنكيل التي يمارسها النظام ضد الشعب , الا أن هذا التضارب لا ترجح كفته لصالح النظام حيث الغالبية العظمى من أبناء الشعب الاردني عامته و مثقفيه يساندوون الثورة ويستنكرون العنف الموجه من النظام السوري ضد الشعب وذلك جلي وواضح في ما تنشره وسائل الأعلام الاردنيه من أخبار وتحليلات سياسية واضافة الى ذلك ما قام به أبنا

سوريا
سورية أبية
2011-08-10 12:48:07
لسه الدنيا بخير
الى الأخ الأردني الفاضل.. انه لفخر وشرف لكل سوري أن تسطر له هذه الكلمات النابعة من محبة خالصة لبلد عريق تقاسمت مع أهله قاسيونه وياسمينه ومحبة أهله.. كلمات نابعة من شخص محب حفظ معالم وملامح وتقسيمات هذا البلد الذي وبكل أسف عجز بعض من شباب شعبه على حفظ هذه الملامح وانجر خلف مالا قد تحمد عقباه ولكن باذن الله وبقدرته سيبقى شعبه متماسكا محبا محافظا على عهده وسيظل باسطا يديه لاستقبالك واستقبال أهله وأصدقاءه.. أشكرك جزيل الشكر ودمت بخير.

سوريا