كتب الله على نفسه الرحمة ، وذكر ذلك في كتابه الكريم يقول عز وجل (وربك الغفور ذو الرحمة) ويقول سبحانه (فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة) ويقول سبحانه ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ( الراحمون يرحمهم الرحمن ).
وعندما قام رسولنا عليه الصلاة والسلام بتقبيل حفيديه الحسن والحسين ابنا الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان هناك أحد الأعراب فشاهد ما قام به الرسول عليه الصلاة والسلام فاستنكر ذلك وقال لدي عشرة أبناء لم أقبل واحد منهم فقال رسولنا عليه الصلاة والسلام في ما معناه (لا أملك إلا أن نزع الله الرحمة من قلبك) ، وكان عليه الصلاة والسلام يعجل في صلاته عندما يسمع بكاء الصبي فيسأله الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين عن سبب تخفيفه الصلاة فيقول ( إنما عجلت أني سمعت صبيًا يبكي فخشيت أن يشق ذلك على أبويه).
بل إن الإسلام لم يكتفي برحم البشر ، بل بلغ الأمر على رحمة البهائم ، يقول رسول الهدى عليه الصلاة والسلام (بينما رجل يمشي اشتد عليه العطش ، فوجد بئرًا فنزل فيها وشرب وعندما خرج وجد كلب يلهث الثرى من العطش فقال : لقد بلغ بهذا الكلب مثل الذي بلغ بي فنزل البئر وملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقى فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له ، فقال الصحابة : إن لنا في البهائم لأجرًا ؟؟
فقال عليه الصلاة والسلام : في كل ذات كبد رطبة أجر ، وفي هذا الحديث صورة رائعة من صور الرحمة والجزاء الحسن ، بينما في الحديث النبوي يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام ( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ، لا هي أطعمتها ولا جعلتها تأكل من خشاش الأرض) وفي هذا الحديث صورة من صور القسوة والجزاء المخزي ، وكان الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوصي الجيش فيقول : لا تقتل هرمًا (رجل كبير في السن) ولا امرأة ولا وليدًا ، ولا تعقرن شاة ولا بعيرًا إلا ما أكلت ، ولا تحرقن نخلا ولا تخربن عامرًا .........
بعد هذه الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أوجه رسالة إلى كل مسؤول وأقول : كم من موظف أثقلتم كاهله بالتعنت والتعسف ؟؟ كم مراجع جعلتموه يكره حياته بسبب تعنتك وكبريائك ؟؟ ...
ثم أوجه رسالة إلى كل تاجر وأقول : كم مسكين ويتيم طلب منك مساعدة فرددته ونهرته ؟؟ وكم من ضعيف وذو حاجة قسوت عليه وتفاخرت بأموالك وتجارتك ؟؟ .......
وأوجه رسالة إلى كل معلم ومعلمة وأقول : كم من طالب تعاملتم معه بقسوة وعنف ؟؟ كم من طالب بكى وأسكب العبرات بسبب نهركم وضربكم له ؟؟ ....
أوجه رسالة إلى كل أب وأم وأقول : كم من مرة تعاملتم مع أبناءكم بجفاء وكبرياء ؟؟ وكم من مرة قمتم بإحباطهم وتكسير مجاديف الأمل لديهم ووقفتم عقبة في طريق مستقبلهم ؟؟ ....
كثيرة هي الرسائل ، تطول القائمة ، ولا يملك الإنسان إلا أن يطلب الرحمة من أرحم الراحمين ....
هذه رسالة من يتيم إلى مجتمعه ، رسالة تبكي العين وتدمي القلب أرجوكم أقرئوا أبياتها وعيشوا معها وأنا متأكد أنكم سوف تذرفون الدمع .....
على درب الأمل يمشي ويتحاشى طريق الخوف ...على صوت المطر يصحى ويذكر وقته الماضـي
يعالج بالدموع ألوان من حزنٍ سطا بالجـوف ... يعزّي نفسه بنفسـه ويرثـي حالـه القاضـي
مسك دفتر بدأ يكتب بدأ يشرح بـدون حـروف ... رسم نخله رسم له قلب لكـن للأسـف فاضـي
رسم شخصين وسْط القلب ولا منهم أحد معروف.. يقول أمي يقول أبـوي ألا يـا باقـي أنقاضـي
تركتوني وأنا صغيّر تركتـوا قلبـي الملهـوف ... وصار الـدار للأيتـام بيتـي فيـه أغراضـي
تركني العم ويّا الخال أبكي حالـي المكسـوف ... رموني رمية الأغراب وماتـت فينـي ألفاظـي
وصرت أمشي وأنا حافي وراسي للسماء مكشوف..ولا به مـن يعالجنـي إذا صابتنـي أمراضـي
أبيك تجين يا يمّه ووينـك يـا أبـوي تشـوف ... أبي لي صدر يحضني ويطفي صدري اللاضـي
دعيت الله يساعدني في دربٍ بالخطر محفـوف ...عساني بس أموت اليوم وألقاكم وأنـا راضـي
كتبت القصّة المرّة وختمـي عالـي المظـروف ... وطلبت الله يلمّ الشمل ونعم الحكـم والقاضـي
الراحمون يرحمهم الرحمن ولكن أين نجدهم ؟؟ مقال أكثر من رائع ، ولكن لا حياة لمن تنادي يا كاتبنا الرائع سامي
مقال أمثر من رائع ولمن لا حياة لمن تنادي