البيت هو الحضن الدافئ وهو مكان الاسترخاء ومحطة الاستراحة بعد عناء العمل وهو مكان الانطلاق الى اصقاع الارض و المحطة الأخيرة بعد الغربة والسفر ويعني لصاحب الانتماء اكثر من مجرد الانتماء البيولوجي او المستندي فليس كل من يولد لأبوين من جنسية ما يكون انتماءه صادقا لجذوره وليس كل من حمل مستند سفر واثبات شخصيه غدا مخلصا للجهة التي اصدرت له هذا المستند
وقد نجد من الابناء المطيع والمخلص والبار بوالديه وفي المقابل نجد العاصي والعاق لهما وعلاقة الابن بوالديه نموذج مصغر عن انتماءه لتراب وطنه فالابن العاق هو ابن بيولوجي والابن الذي يحمل شهادة ميلاد ويعامل والديه بأكثر قساوة واقل احتراما من الإغراب هو ابن بيولوجي مستندي وليس ابنا حقيقيا والامر نفسه ينطبق على من يتاجر بانتماءه مقابل مادي او معنوي بشكل لا يخدم مصلحة الوطن وهناك من يبيع انتماءه عن جهل دون مقابل لافتقاره لأبسط متطلبات الفطنة فالعالم مصالح ومراكز قوى وهيمنه وليس جمعيات خيريه ومن يحتضنك وهو على عداء لأبيك لا يريد الا ان يكسر ظهر ابيك وبعد انجاز المهمة لن يكتفي بأن ينزلك من حضنه بهدوء الى الارض بل سيلقي بك من حضنه الى الهاوية
لذا مطلوب القليل من الوعي في اندفاع البعض وراء اشاعات واوهام حرائرية ولكن واقعها وجوهرها ومصيرها النهائي فرش شوكي ولعل قصة ابنة القائد التي سهلت لأعداء ابيها دخول القلعة التي عجزوا عن اقتحامها لشهور من الحصار مقابل زواج القائد منها وبعد الزواج بأسبوع ايقظته لانها لا تتمكن من النوم لان داخل حشوة فرشة ريش النعام ما يمنعها من النوم فأرسل القائد ليطلب من الخدم فتح الفرشه ووجدوا ريشة دجاج واحده بين ريش النعام وهنا قال لها اذا كان والدك قد منحك كل هذا العز ولم تتواني عن خيانته فماذا سأقدم لك انا اكثر منه حتى لا تخونيني وفي صباح اليوم التالي كان كل من أطرافها الاربعة مربوطة الى حصان انطلقت باتجاهات مختلفة وهذا من اقسى اشكال الاعدام
ومن يحتضنك وهو على عداء لأبيك لا يريد الا ان يكسر ظهر ابيك وبعد انجاز المهمة لن يكتفي بأن ينزلك من حضنه بهدوء الى الارض بل سيلقي بك من حضنه الى الهاوية /هذا احلى كلام سمعته