syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
الجــزيــرة ... وحـرب الاعـــلام ..! بقلم : ابراهيم فارس فارس

كثير منا ، ممن يؤمنون ايمانا ً مطلقا ً ، بأن قنوات الجزيرة وما شابهها ، كاذبة ومفبركة ومشوهة للحقائق في أغلب أخبارها ، الا انهم غالبا ً ما يصرون على المرور عليها بحثا ً عن كلمة سواء ، تشفي علة الفضول عند المهتم !!


وربما أن فشل الاعلام الرسمي والوطني عندنا في الاقناع بشكل عام ، وليس بسبب عدم المصداقية لا سمح الله، يدفع اولئك الى مشاهدة مثل هذه القنوات .!

نحن نملك الحقيقة ، لكننا لا نستطيع ان ندافع عنها او نظهرها بالشكل الذي يقنع ، وللأسف ؟! وهم كلهم زيف وبهتان ، لكنهم وبأسلوبهم الاحترافي يجذبون اليهم المشاهد لما لأسلوبهم من حرفنة واقنــــاع مثير للاهتمام !!

لقد تطوروا أكثر منا في هذا المجال ، وربما السبب اعلامنا عبر الزمن الطويل ، والامكانات الضخمة التي يرصدونها من قبلهم لهذا الغرض !! فإعلامنا لم يكن يوما ً الا صدى لأحداث محلية نعتبرها غاية في الأهمية بالرغم من انها أقل من عادية في كثير من الأحيان ، حتى الأخبار والأحداث العالمية فإننا نتأخر كثيرا في الاعلام عنها حتى نتمكن من اعادة قولبتها لما يتناسب وخطنا السياسي !! اما احداثنا المحلية فغالبا ً ما نبالغ في تضخيمها وتبهيرها لدرجة ان المتلقي يحسب انها تحرك العالم ، وهي ليست كذلك قطعا ً ! وكذلك فإن تصريحات مسؤولينا لها هالتها التي لا تقنع احدا ً في كثير من الأحيان !!

اننا نذكر ، وفي اتون حرب تشرين ، كيف كان مراسلونا يقتحمون ساحات الوغى بكاميراتهم ليصوروا الحقائق على ارض المعركة ، وتسعد النفوس بما يقدم على الشاشة ،وترتفع المعنويات حتى عنان السماء ، اما اليوم فإن التلفزيون يعلن انه تم القضاء على المخربين في حماة وان الحياة عادت طبيعية الى المدينة ، وبالرغم من اننا نملك عشرات الامكانات للنقل المباشر ، وعلى الرغم من اننا نتسمر ساعات ونحن ننقل احداث مباراة كرة قدم في حماة، الا اننا نقف عاجزين عن نقل مباشر من حماة لندعم الأقوال بالبرهان وربط الخبر بما هو على ارض الواقع بشكل مباشر وفوري ! وتدور عجلة الاعلام المغرض ويتفاصح شاهدو الزور للكلام بشكل آخر على شاشة الجزيرة ، مؤيدة ذلك بالصور وأفلام الفيديو وبأسلوب احترافي مغر ؟؟ !!بينما لا يوجد لدينا سوى الخبر وطالب ابراهيم والشحادة وبسام ابو عبد الله ، يخزي العين !!

يعرض التلفزيون علينا لقاءات مع مواطنين وشهود عيان مضت عليها ايام في بعض الأحيان !!

يعرض علينا التلفزيون من يتكلف عناء الشهادة في امور حقيقتها بين ايدينا وليست بحاجة الا الى اسلوب محترف لتأكيد حقيقتها !! لذلك ينأى المواطن ويتحول الى الجزيرة وسواها ، فيأكل الطعم ، حيث السم في الدسم !!

والجزيرة – اعاننا الله عليها وعلى امثالها – ما تركت وسيلة او جهدا ً الا وسخرته للوضع السوري ! فإن كانت الأحداث طازجة اضافت لها بعض سمومها وقدمتها الى المشاهد ، وان لم يكن ثمة احداث ، اجترت القديم وعرضته من جديد ، او اختلقت طارئا ً لإثارة الاهتمام ليس أكثر !! وأنني أهيب بكافة المواطنين الى الانتباه الى ألاعيب هذه القناة ، فذات يوم اوردت خبرا ً ان محافظ دير الزور الجديد ، قتل ! فما كان من آلاف الناس الا ان خرجوا الى الشارع استطلاعا ً للحقيقة ، ومن بين الناس من يهتف ومنهم من يتجاوب وتضج الشوارع بالناس والفوضى ، ويبدأ التصوير وتقارير شهود العيان الزور وللأسف ، وحتى تنتبه قنواتنا للخبر وتنفي او تؤكد ، يكون الذي ضرب ، ضرب ، والذي هرب ، هرب ، كما يقولون !!!

تذيع الجزيرة ان عشرة من المواطنين قتلتهم قوات الجيش والأمن في مكان ما فيسرع الكل الى ذلك المكان وتحشد الشائعات الناس في صفوف استطلاعا ً للأمر ، ويحدث ما يحدث ... ويكون الخبر ليس أكثر من كذبة منحطة وللأسف ؟؟!

غريب امر العرب .. اذا احبوا كان في محبتهم شك ، وان حقدوا او خانوا اخلصوا في ذلك حتى نخاع العظم !! ولا يشفي غليل صدورهم الا اذا وجدوا من هم من ابناء جلدتهم اذلاء وللأسف الشديد ؟؟!!

اهم ملوك بني يعرب لم يتحرك الا عندما اتته الفياغرا السياسية الأمريكية فوقف منتصبا ً مدافعا ً عما ورد في التعليمات دون دراسة او تدبر .. يقف منتصبا ً متحمسا ً للنصح والتذكير بحقوق الانسان في سورية من خلال النظرة الأمريكية والاسرائيلية وربما محذرا ً ومهددا ً ؟! وبدل ان يفهم الرئيس الأمريكي ان هذا شأن عربي محض ، ويكلف نفسه عناء السفر الى سورية للتباحث مع شقيقه بشار الأسد ويبحث سبل الحل وتقديم المساعدة ان امكن ، تجده يعتبر الرأي الأمريكي منزلا ً كرمى عيون اوباما الذي يجهل الكثير مما يحصل حتى في بلاده ، واكراما ً لنتانة زعماء بني صهيون ابناء العمومة الأجلاء امناء المسجد الأقصى الميامين .

2011-09-03
التعليقات
مواطن سوري
2011-09-05 09:46:10
الواقع والتاريخ شاهد
الجزيرة ساقطة متل صاحبها والكل يعرف مين صاحبها قاتل ومشرد3مليون عراقي وقاتل الشعب الليبي وقاتل الأطفال من السوريين ولو كان هناك عدل بالدنيا كان لازم يحكم بالاعدام صاحب القناة

سوريا
م. حنين حداد
2011-09-04 18:32:50
سلمت يداك على هذا المقال
لقد خاطبت العقل بمنتهى الاحترافية, وبمنتهى الذكاء, وبمنتهى الموضوعية والصدق, لقد أصبت الحقيقة تماماً دون زيادة أو نقصان.. سلمت يداك أيها الكاتب الأمين, وكثر الله من أمثالك لمصلحة سوريا وشعب سوريا,وبارك الله بك لأنك مثالاً صارخاً للعقل السوري المتفتح الواعي العارف المتيقن وغير المتزمت... عشت وعاشت سوريا

سوريا
كوكو
2011-09-04 10:32:09
كذاب
"وربما أن فشل الاعلام الرسمي والوطني عندنا في الاقناع بشكل عام ، وليس بسبب عدم المصداقية لا سمح الله، يدفع اولئك الى مشاهدة مثل هذه القنوات .!" المصداقية !!!!!!هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أهلين بندر خدام الإخواني

سوريا
الرابط المشترك
2011-09-04 10:32:02
الكلام الحق
أنا أؤيد كلامك بأن المشكلة ليست فقط في قناة الجزيرة أو سواها وإنما المشكلة الحقيقية في إعلامنا لأن الأحداث أسرع منه ومن تغطيته. وأرجو الله أن يحفظ بلدنا وأن يصرف البلاء عنها قولوا آمين

سوريا
لولو
2011-09-04 09:52:51
ما أقنعتني
الله يعطيك العافيه على هالمقال بس بصراحة ما أقنعتني خاصة أنو الجزيرة عم تبهر يا عيني الجزيرة انكشفت و الطفل الصغير صار بيضحك على أخبار الجزيرة صار معهم تلبك معوي وك حتى ما عم يعرفو يقرو عالحاضر فلا تقلي انبهار و فبركة الحق عاللي بيفتح عالجزيرة الله كريم رح تنحل و قريباً جداً

سوريا
الحفيري
2011-09-03 21:04:40
على هامان يافرعون
من كل الالاعيب التي تتهم بها الجزيرة لم تذكر سوى حالة محافظ دير الزور ولاتلام عليها لانها ليست موجودة على الارض لتنقل الصورة الجزيرية التي اعتدناها كما ان اداء الجزيرة ليس حالة فريدة فهناك العربية bbc روسيا اليوم وغيرهم من فطاحل الاعلام فلماذا الجزيرة؟؟

سوريا
وطني سوري
2011-09-03 11:24:45
مقال ممتاز
مقال ممتاز

سوريا