هي وقفت على نافذتها وهمست :
لست طفلة ولا مراهقة ولم أصبح امرأة بعد من أنا اذا ؟؟؟
عمري 16 عاما وعمره 30 واملك لعبة صغيرة عفوا طفلة صغيرة عمرها عامان
ذهبت من أسبوع أو أسبوعين لا اذكر تماما وقصصت ضفيرة شعري فلم أعد أملك الوقت لتسريحها وربطها كما كانت تفعل لي ماما
(ماما)
انتظر يوم الخميس بصبر الوردة العطشى الى قطرة ماء (الخميس يعني زيارة ماما)
اشتاق لأتدلل , اشتاق لأفعل ما لا استطيع فعله إلا في احضان ماما لكن................
حتى زيارة الخميس لم تعد تملك جماليتها فانا لا املك الوقت لأجلس مع امي أو لأغفى بحضنها الدافيء كما كنت افعل فسارة (لعبتي عفوا للمرة الثانية طفلتي) لا تتحرك من بين يداي
(يداي)
قبل زفافي بثلاثة ايام رسم لي صديق مقعدي الدراسي وردة صغيرة وكتب لي اذكريني ..
لم اكن اعلم ان هذه الرسمة ستبقى على يداي الصغيرتين رغم سوائل التنظيف وادوات الطهي فانا الى الان انظر الى يدي واتذكر صديقي واتذكر الوردة ودفاتري ومقعدي وألعابي وسريري ونافذتي وطفولتي وبرائتي
(برائتي)
كلمة فقدتها عندما فقدت طفولتي وعندما استيقظت صباحا فوجدت نفسي بجانب رجل غير ابي ,, زوجي
(زوجي )
يسألني كثيرا عن امنيتي لكنني لا اجيبه كي لا يتضايق لكن الان سأقول .. امنيتي ان تكون انت زوجي وسارة ابنتي
ونكون نحن كما نحن فانا احبك
اتمنى ان نكون كما نحن لكن اتمنى ايضا ان اكون بكامل نضجي باختصار اتمنى ان ارجع الى مقعدي وامسك قلمي واكمل دراستي ومراهقتي وارسم على يداي كما اشاء ثم تأتي انت وليس اي احد اخر لتكون زوجي لكن بوقتك المناسب
وبوقتي المناسب .... هذي هي امنيتي .
((وبعد أن قالت ما عندها على نافذتها وضعت وجنتاها الناعمتين على كفيها الصغيران متكأة على حفة النافذة ونامت والى الان لم تستيقظ بعد ))........
ربما قتلتها طفولتها
وربما قتلها نضجها
ولكن كل ما يشغلني الآن هو سارة هل ستنام بعد 14 عاما على حافة نافتها ؟؟؟ وإذا نامت هل ستستيقظ؟
مع كل حبي وتقديري
عزيزتي .. نسيت إن كنت علقت على هذه المساهمة لآنني قرأتها ثم عدت وبحثت عنها وقرأتها مرة ثانية . ولم أرتوي ..أقول أنت تصورين المسألة بطريقة غنية بالمشاعر والإنسانية والرقي والتفاني . وأرى أن مواضيعك كلها مترابطة في مكان ما وتحكي بين السطور كلمات كبيرة وقصص كثيرة . حماك الله ومزيدا من هذه الوجدانيات التي ابتعد الناس عنها وصاروا يلهثون وراء الصورة والصوت فاكتبي وامتعينا لله درك
قصة رائعة وموضوعها كثير مهم فعلا الزواج المبكر جريمة بحق اولادنا ومن واجبنا تجاههم اننا نعلمهم ونأمن لهم شهادة تحميهم من غدر الزمن وقسوة الحياة ونربيهم ونفتح لهم المجال ان يعيشوا حياتهم بكل مراحلها
طبعا صديقتي تغريد أنا علقت أو شي بس ما بعرف وينه قصة رائعة جدا وهي تلامس الواقع وأنا على معرفة بقصة قريبة مما كتبتي ولكن لا أحد يسمح بقتل الطفوله والبراءة المنحوتة تحت جوف عيون كل طفل رائعة صديقتي أبدعتي وأدخلتي كلامك لقلوبنا وكنا مشتاقين لسماع كلماتك شكرا لعودتك شكرا لأنك عدت لمسك قلمك وأتحفتنا بكلماتك الرائعة والله الموفق... أخوكي هادي
قصتك رائعة , حزينة , واقعية , فنحن في هذا الزمن نرى الكثير من هذه الصور دنيا أصبحت مرة على الصغير والكبير والعجوز لا أستطيع أن أقول إلا الصبر ضروري في زماننا هذا .. تقبلي إحترامي ومحبتي لك وإعجابي بقصتك فهي أكثر من رائعة .
ليش هالحزن والكآبة يا عمري
شو عملتي فينا يا تغريد الى متى سنبقى ننظر ولا نرى ونسمع ولا نبصر ونضع الامور في غير مكانها الصحيح شكرا ع المساهمة الرائعة
القصةمعبرة والعنوان بيويحلنا انو القصة لها تتمة فبنصحك لا تتوقفي عن كتابة التتمة ولا تبخلي علينا بالكمالة
لا اعتقد انني قرأت اجود من هذه القصة القصيرة منذ سنين اهنئك واتمنى ان نقرأ لك المزيد مع تحياتي.
شكرا للجميع فبعد ان احسست ان قلمي جف عن الكلمات اعدتم لي بكلماتكم ذلك الاحساس الجميل بالكتابة شكرا