syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
خَطبني ،،،،،،،، و سافر ... بقلم : رأفت هلال

عادَ إلى بلد الاغتراب تاركاً رقمَ جواله الذي أُمضي بعضاً من أوقاتي بتأملِ  أرقامه وبعضٍ من الصور التي كنا قد التقطناها سويةً والتي تحمل ابتساماتٍ  علَّ معظمها كان في وجهِ آلة التصوير ليس إلا.


أجلسُ أحاول استرجاع معالمَ وجههِ، ضحكاتهِ ، نظراتهِ وعباراتهِ التي لا تخلو  أبداً من كلمةِ أُحبك. يدفعني هذا للابتسامِ في قرارةِ نفسي، فهو لم يمضِ معي غير أيامٍ معدودات على كلِّ كلماتِ الحب تلك.

 

أهذا ما ندعوهُ بالقدر بأن نلتقي بمنْ سوف نمضي معهم جلَّ حياتنا أياماً قليلة  ليصبحَ تواصلنا قائماً على قطعةٍ صغيرةٍ من المعادن غالباًً ما يضيع الصوت  في فضاءاتها الكثيرةِ. ربما أشعرُ بظلمِ الحياةِ في هذه اللحظاتِ بصياغةِ أقدارنا  فما لبثت تقودنا خلفها غيرَ آبهةً بأحلامنا وآمالنا .

 

 يتبادرِ إلى مخيلتي ذاك الشابُ الذي أمضى العديدَ من سنواتِ شبابه في بلادِ  الاغتراب وعاد إلى أرض الوطن باحثاً عن الدفء الذي لم يزل معلقاً في  قميصه بعد عناقِ والدته الطويل له. عادَ ليجد له عروساً تشاركه البيت  الذي أضحى يحسه أشبهَ بفندقٍ ذي خدمةٍ بالغةِ السوء فهو المديرُ والموظفُ  في الآن ذاته.  

 

يبدأ ذاك المنسيُّ في بلاده بحثه عن شريكةِ حياته واضعاً معايراً عدة تختلف تبعاً لظروفه وظروف البلدِ القادم منه. يدخلُ العديدَ من  البيوت ويتكلمُ الكثير، ففي جعبته من حكايات الاغتراب ما لن يدعه يتوقف  عن الحديث إلا حين يصل فنجان القهوة. تدخلُ الفتاة ليبدأ ذاك الشاب باستراق  النظر لها محاولاً وضعها على ميزانِ معايره الكثيرة. نرى في الآن ذاته تهيئة  الشابِ لنفسهِ لتكون جاهزةً لاستقبال الرفض الذي قد يتلاقاه من بعضِ البيوت  التي يزورها، ففكرة السفر لا تزل مرعبةً للفتاة وذويها في بلادنا .

 

 قد ينجحُ ذاك الشاب أخيراً بلقاء شابةٍ تحمل الكثير من الصفات التي يبحث  عنها لتبدأ هنا الخطوة التي تشكلُ التحدي الأصعب لدى الشاب، فنيل  إعجاب الفتاة ليس بالأمر السهل أبداً. في الحقيقة، من هذا القادم من  بعيد ليدخل حياتي بهذا السرعة؟!

 

و يبدأ بنثرِ كلماته على مسامعي عن حياته وآمالهِ وعن حياتنا سويةً فكلُ  هذا الكلام يدفعني للشعور بالدوار فعلاً.

 هنا يتبادرُ لذهنِ القارئ:  ما الشيء الذي يدفعُ الفتاةَ للموافقةِ على هذا النوع  من الزواج؟ والجوابُ بسيطٌ على ما أظن، يتلخصُ بطبيعةِ مجتمعتنا التي  لا تتوقفُ عن عدِّ الفرصِ التي قد تحصل فيها الفتاة على زوجٍ جيدٍ بمعايرهم.

 

 فمازلنا حتى يومنا هذا ننظرُ للفتاة بأنها الضلعُ القاصر والغنيمةُ التي يحصدها  الرجال بعد حروبهم الطويلة. المرأة دون رجل جانبها بفكرِ الكثيرين تبقى  مثاراً للشفقة كلما تقدمت بها السن. فالمَثل الشعبي القائل  ( اخطب لابنتك قبل أن تخطب لابنك) ربما هو قادمٌ من هنا.

 

يسافرُ ذاك المنسي مجدداً، لكن هذا المرة بخاتمٍ يزيُّن يده، يراه دائماً كناقوسٍ  يخبرهُ بأنه لم يعد كسابقِ عهده، فهناك الآن من تنتظره وتحلم بقدومه  ومتشوقةٌ دائماً لسماعِ صوته، ومن هنا يبدأ بلعبِ دورِ الزوج بشكلٍ مبكرٍ جداً.

 

 فإظهار السلطة ومحاولة الاستحواذ على الطاعة من منْ سوف ترتبطُ به هو شعورٌ لم يتعود عليه من قبل. تبدأ في هذه المرحلة الصدمات وخصوصاً  إذا كان الشاب يجهل معنى الوقت في بناء أي علاقة ودٍّ يؤمل منها أن ترقى  إلى علاقةَ حب.  

 

فالخطورةُ في هذا المرحلة تكمن في توقع الكثير من الطرف  الآخر وجهل معنى الخاتم الذي ليس هو ما يشكل الرابط بين اثنين .

 

تدفعنا كل هذه الأفكار المطروحة الى المراهنة بيننا وبين أنفسنا على  استمرار هذا النوع من العلاقات، فبين شابٍ يعيشُ وحده في عالم الاغتراب، لديه من ضغوط العمل والسفر الكثير، وبين فتاةٍ استيقظت لترى نفسها  مرتبطة بشخصٍ ليس موجوداً إلا بين أرقام المحمول، يكمن تحدي الاستمرار.

 أترك هنا للقارئ الكريم إبداء تقييمه لهذا النوع من العلاقات.

 

2011-09-16
التعليقات
لما الحايك
2011-10-17 18:57:07
تحية الى زوج خالتي
تحياتي لك عم رأفت شو هالمقال الرائع كل الأهل بيسلموا عليك وخلينا نقرالك شي جديد

سوريا
يامن
2011-09-20 15:12:51
السيد انس
الخبرات هي حصيلة الفشل والنجاح . ولكن اول دلاءل الفشل هو التعميم " وراء كل مغترب حب فاشل " تحياتي الحارة جدا جدا جدا لك .

الإمارات
انس
2011-09-19 18:06:34
صدقت
لا يمكن ان ارتقى لمستوى خبرتك بالإغتراب والفشل فأنت تسهب بالحديث عما خبرت....مع أحر التحيات

سوريا
الحمامة البيضاء
2011-09-18 15:45:16
صباح الورد
ينظر أهل العروس للعريس ويقيمونه من خلال جيبه وأهل العريس يقيمون العروس بشكل جسدها ولا من يفكر في الاخلاق والتفاهم والاستمرار ولهذا فإن حالات الطلاق تزداد وتزداد

سوريا
HR
2011-09-18 14:44:55
شكرا
شكرا رأفت على هذه المقالة الرائعة علها تنير عقل الشباب وتجعلهم يفكرون جيدا قبل الاقدام على اتخاذ متل هذه الخطوة .بالنسبة لي انا اعيش هذه التجربة شخصيا وانا سعيدة جدا بخوض غمار هذه التجربة فنجاح اي تجربة يتوقف على رغبة الاثنين معا في الاستمراروانا لدي هذه الرغبة كذلك خطيبي حبيت شارك تجربتي الناجحة علها تعطي نوعا من التفاؤل لدى البعض وبالنهاية الدنيا فيها السيئ وفيها المنيح وشكرا

سوريا
يامن
2011-09-18 14:30:38
السيد انس
يشعرني بالاسف عندما ارى الكلام يرمى جرافا وبدون تجربة وبدون خبرة . عزيزي السفر يظهر المعنى الحقيقي للانسان ويكشف معدنه . فان كنت تظن بان زواجك سيفشل نتيجة الاغتراب فقط سمحلي قلك انه الفشل هوه صناعة محلية وانتاج يديك فقط فالاغتراب امتحان اما تنجح او تفشل فيه . الاغتراب هيه مجرد ظروف يمر بها الرجل والمرأة سويا وليست سببا للفشل . وراء كل حب فاشب شخص جاهل وحكم فاشل تحياتي لك .

الإمارات
يامن
2011-09-18 14:15:37
الاخت فاطمة
لا هذه ليست خيانة . ان كانت ظروفة تغيرت ولم يفي بوعده بالاستقرار في سورية وانت رفضتي ان تكوني معه حيث يكون وانت من فسخ هذا الارتباط بأي حق تسمي "ارتباطه" باخرى خيانة !!! ام تظني بانه سيبقى طول العمر ينوح على امراة رفضت الغربة المفروضه عليه ورفضت ان تكون سند له في حياته ورفضت ان تكون معه !!!!

الإمارات
يامن
2011-09-18 14:12:06
...
الحل برأيك معناها هوه الزواج من نفس بلد الاغتراب ؟ وعفكرة بعد تجارب طويلة وكلها مرة انا مع عرضي هاد تماما بان يكون الزواج من نفس بلد الاغتراب . لانه بالنهاية للبعد دور كبير في الفصل بين الطرفين وخلق المشاكل , طبعا مع ظهور الفروقات الخيالية في التفكير نتيجة البعد او الاختلاف في البيئة .

الإمارات
نص ختيار مغترب
2011-09-18 09:32:43
إلى الانسة فاطمة والسيد مغترب المعارض للمقالة
انسة فاطمة هي لا تعتبر خيانة لانو ممكن تكون ظروفو تغيرت وما بتسمحلو يترك شغله وينزل على سوريا فكان من الممكن ان تأجلو او تقبلي بالسفر اذا بتحبيه بس بما انو حب ما في فطبيعي يصير هيك. أما للسيد مغترب فبقلو مبلا صدقني المقالة صح 100% وأنا مغترب ومع هالشي ضد الزواج بهالطريقة مع اني بلشت ختير وبلشت تروح عليي بس مع هالشي أنا يلي لازم اتحمل تبعات سفري لا يمكن اقبل اني نقي البنت من قائمة البنات او من البوم صور. بستغرب انو في بنت بتقبل بهالطريقة والبنت يلي بتقبل تتجوزني بهالطريقة ما بتناسبني

سوريا
الزمن والقدر وابي قهروني
2011-09-18 00:27:13
زممممممممممممممممممممن
ياريتني قرأت مقالنك قبل ماانخطب وينكتب كتابي واتزوج و اتغرب وصير ام واتطلق .... الحمدلله على كل حال الله يهدينا ولاااااااااااااااااااااازم عادات الزواج الفاشلة اللي عم نمشيها ونعملها قوانين وهي بااااالية تتغير لأنو عم تحرق معنى الزواج وعم تخلف اطفال محرومين دفء العائلة بسبب غباء المجتمع والعائلة شكرا كتير لمقالتك

سوريا
انس
2011-09-17 22:20:36
حقيقة
زوجة المغترب إغترابه,هذه حقيقة قد لا تدركها بعض النسوة لذا لا بد من الحذر من هكذا جيزات قد تهلك الأنثى وتجعل خيالها سارحاً في دول وعواصم ونشرات جوية,,,,,وراء كل مغترب حب فاشل

سوريا
فاطمة
2011-09-17 20:49:11
الخيانة لا تغتفر
شكر لهذا الموضوع الحساس كنت متوقعة بأنني انا الوحيدة الذي وقعت في هذه المشكلة لم ادري بانه يوجد الكثير من البنات الذين عاشو هذا الحلم لياتي من يقتله ويمشي وكأن شيئا لم يكن فبعد ان انتظرته عشر شهور من بعد سفره وهو يعدني بالاستقرار في سورية جاء اخر مرة من سفره وخالف الوعد فرفضت السفر وتركته فلم يكترث لوعوده وما سببه لي وبعد اسبوعين ارتبط بأخرى الا تعتبر هذة خيانة

سوريا
مغترب
2011-09-17 17:44:13
معارض للعظم لمحتوى المقالة
ما تريده يا صاحب المقال هو أنو يلجأ كل المغتربين رغم كبر عددهم إلى الإنحراف أو الزواج إلى بنات الدول التي هم مغتربين فيها وهذا يؤدي إلى بقاء المغترب في مغتربه وزيادة نسبة العنوسة اللي هي اصلا في العلالي. صدقني كلامك غلط أعرف الذي كانت علاقته عبر الانترنت قبل حتى أن يرى الفتاة وهي تعشق التراب الذي يمشي عليه.الغربة ليست كربة كما يتخيل البعض إنما فرصة لتحسين الذات من كل النواحي المادية والعلمية والاقتصادية. فمثلا أنا شخص طموح ونشيط وأعرف أن لي مستقبل باهر عندما أرجع فلا يمكن أن تعاقبني بسبب طموح

سوريا
M
2011-09-17 14:16:20
تجربتي
أعيش هذه التجربة شخصيا.أتاني شاب يتمتع بكافة الصفات التي تحلم بها أية فتاة من حيث العلم , المال , المركز الوظيفي , الشكل.أحيانا يكون اللوم على طبيعة مجتمعنا فنحن كفتيات دوما نحلم بشاب يهبنا اللحظات الرومنسية والمشاعر الملتهبة التي قد تكون مؤقتة. لكن عندما يكون للعقل دوره نرى أن الشاب الذي يتمتع بهذه الظروف سيكون مصدر ثقة وأمان لمستقبلنا مما سيجعل الحب يدخل حياتنا دون استئذان.وإن كانت ظروف عمله تتطلب أن يخطب ثم يسافر. فلا مكان للإعتراض سوى القبول بالظروف الموجودة وترك الأمر لقضاء الله ..

سوريا
مغترب
2011-09-17 10:41:19
حالة عشتها مرتين
البعد جفى ، والمشكلة ليست بالمغترب فقط بل من الاثنين معاً ، عدم وجود الحبيب بقربه يجعله عرضة للمؤامرات من الطرف الآخر ، خصوصا من الاهل وخاصة اهل العروس الذين يبدأون في ظل عدم وجود العريس بالبدأ بتخيل كيف بدهم يركبو العريس ويبدأون بتخريب تربية البنت التي ربوها على مبادئ حبها المغترب وخطبها على اساسها ، ويرد المغترب الصاع صاعين ومن ثم تتصعد الامور ليبدأ المغترب القادر على تحمل الخسارة باعادة حساباته معها ليجد أن يتركها أهون عليه من الاستمرار معها بحرب خسائرها اكبر فيما بعد .

سوريا
ريم
2011-09-17 00:44:59
اشكرا للمقال المهم
أشكرك كثيرا سيدي الكاتب على هذا الموضوع المطروح، و على طريقتك و سردك الجميل للاشكالية التي تطرحها علاقة الارتباط هذه ان طبيعة مجتمعاتنا ستحتم مع المستقبل الكثير من الفشل في حالات الزواج التي تتم تحت ضغط الحاجة الى الزواج في مجتمع لديه الكثير من القيود و الشروط و قد نجد نفسنا يوما مضطرين لمواجهة المجتمع بطريقة تفكير مختلفة كي نستطيع انجاح حياتنا العاطفية لكن ان شئت حتى محاولات الارتباط التي تتم هنا (من غير سفر و بعاد)تتم تحت تأثير المجتمع مما يجعلها في كثير من الوقت زواجا مملا لا يحقق امل الزوجين

سوريا
مغترب
2011-09-16 21:03:03
حالة قد عشتها سابقاً
ما كان لي سوى أن أتخذ قراري بالخروج من هكذا حالة يائسة ليس إلا تركت خطيبتي عند عودتي فوراً

سوريا
أسماء
2011-09-16 14:06:30
قصة واقعية
أخ رأفت...فعلاً القصة التي ذكرتها هامّة وواقعية، وقد حدثت قصةممثالة لها أمام ناظري..ولكن أتعلم كيف كانت النتيجة؟،(في الإجازة التالية للشاب،عندما حضرحتى يأخد عروسه ويسافر مجدداً، كان قرار الفتاة، بإنهاء هذه الخطوبة، التي لم تعرف منها سوى الشكل، أما هو فقد أعاد بحثه من جديد..)تحياتي لك..بانتظار المزيد.

سوريا
نادين
2011-09-16 11:41:24
عشت تلك التجربة بفشل
كنت اعتقد ان رجل المغترب يبحث عن الدفء والحنان بكل معنى الكلمة في العروس التي ستشاركه حياته و لكني اكتشفت انه يريدها تحمل جنسية اجنبية كي لا يخوض غمارتحضير اوراق اقامة زوجته السورية و في ذات الوقت لا يريدلخطيبته ان تكون مقيمة في المغترب لانها تحمل قيما مختلفة عن بنات بلادنا,,, عشت تلك التجربة و قد تركني عريس الغربة متسائلة ما الذنب الذي اقترفته هل لأني احببته بصدق و لأول مرة لكني لم امنعه من الرحيل ليبحث بعد اسبوعين من فراقناعلى فتاة تحمل جنسية اجنبية و تعيش في سوريا...سامحك الله يا رجل المغترب

سوريا