syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
لا بديل عن الحوار حلا ً(2) ... من يحاور من ؟ ... بقلم: محمد عبد الغني شبيب

ذكرت في المقالة السابقة ما هي العوامل التي جعلت من الحوار هو الحل الأمثل للحالة التي نعيشها في سورية اليوم , والحوار يجب أن يقوم على قواعد تأسس لأن يكون فعالا يثمر بالنهاية بحل يقارب بين جميع أفراد الأسرة السورية أو على الأقل غالبيتها , ومن البديهي أن لا يقصي أحد بأي حجة أو سبب إلا ممن يريد أن تعم الفوضى لمجرد الفوضى أو لأسباب نفعية ذاتية أو أجندة خارجية .


ما من شك أن جلوس الفرقاء على طاولة الحوار هو مظهر حضاري ينم عن نضج الوعي السياسي للمتحاورين  وإحساس عال بالمسؤولية الوطنية , يجنب البلد ويختصر مراحل طويلة وقاسية وربما مأساوية , وفي النهاية ستكون طاولة الحوار هي الحل .

 

 لأجل الوصول للحوار الوطني هناك أمور لا بد أن يدركها الجميع ليكون الحوار المنشود ناجحا ومنها :

-          المساواة على قاعدة الاحترام المتبادل والندية بين المشاركين .

-          الانفتاح والشفافية وضبط النفس من الجميع .

 

-          احترام الرأي والرأي الآخر .

-          أن يسلم المتحاورين أن مصلحة البلد فوق الجميع .

-          وحدة وسلامة الأرض والشعب السوري .

-          استقلالية الأراضي والقرار السياسي السوري .

-          مشاركة الأخوة العرب أو الأصدقاء ممن يجتمع جميع المشاركين في الحوار عليهم .

-          الابتعاد عن طرح حلول جاهزة إلا كاقتراحات مطروحة للمناقشة .

 

-          طرح المشاركين في الحوار رؤيتهم لمستقبل سورية كل من زاويته .

-          الاتفاق على عناوين أو خطوط عريضة

-          الاتفاق على جدول أعمال للانتقال إلى المرحلة القادمة .

-          مشاركة الإعلام ببث جلسات الحوار على وسائله مباشرة .

 

من يحاور من ؟

أقولها وبصراحة : نحن بحاجة لتعلم لغة الحوار الحضاري , بداية من الحلقة الأولى الأسرة , فالمدرسة , فالجامعة , وصولا لمجلس الشعب والحكومة , فنحن إما مرددين أو منفذين أو معترضين , لذلك على الجميع أن يرتقي لمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه , وليحكم كل منا ضميره ويسعى لمراجعة ومحاسبة وتطوير نفسه .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )

 

وهذا يحتم على الجميع أن يدلي بدلوه كفرد في أسرتنا الكبيرة سورية , بالنصيحة والتوجيه كل ضمن نطاق مسؤوليته لما فيه خير بلدنا .

إن الحوار الوطني يبدأ بالحوار الداخلي في الحزب الواحد وبين الأحزاب على مستوى الجبهة ,وفي المنظمات والنقابات , كذلك يجب أن يكون في المعاهد والجامعات , وأيضا يجب أن يسمح بالتجمعات الشعبية السلمية والمرخصة برعاية النخب وقادة الرأي ورجال الدين ورجال العلم الوطنيين الشرفاء , ليستقصوا أحوال ومشاكل وهموم المواطنين .

 

بالنهاية حالة الحوار يجب أن تعمم , وتقوم على مبدأ مشاركة الجميع في مستقبل سورية .

الإعلام : لعل الجميع أدرك بأن دور الإعلام هو دور جوهري وحاسم في زمننا الحاضر , لما يتمتع به من جاذبية وحضور فعال وتأثير في تغيير أو تعديل أو تثبيت المعلومة عند الرأي العام , خاصة بعد التقدم الهائل في وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وأخيرا الالكتروني , وما أحدثته الثورة التكنولوجية والرقمية بوسائل الاتصال من سرعة وسهولة في معالجة ونقل المعلومة , هنا علينا أن نعيد النظر في العملية الإعلامية السورية التي لا تعدم الإمكانات , ولكنها تفتقر للحرفية في إنتاج برامجها لأسباب عديدة , وهي بحاجة بداية لهامش أكبر ولخبرات تستخدم التقنيات الحديثة بأقصى طاقتها , وأيضا تحتاج لخبرات إعلامية أكاديمية (تطبخ) الرسالة الإعلامية , لترضي وتلبي حاجات المتلقي الذي هو الهدف من إنشائها .

 

أيها الأحبة : ليكن معلوما أن التاريخ علمنا أن من يفوز بثورة لن يسمح لأحد مشاركته غنيمتها إلا بالفتات أو لتجميل صورتها , ولكن الحوار يؤدي بالنهاية وبشكل سلس إلى الإصلاح والتغيير بأقل تكلفة وخسائر سوف لن يسدد فاتورتها سوى الشعب من دماء وأرواح أبناءه , ومن أمواله وبنيته  التحتي , وشرخ في اللحمة الوطنية .

 

لا ينتابني أي شك من أن الجميع في سوريا يريد الخير والازدهار لها , ولا أظن أن مواطنا سوريا شريفا يسعى للفتنة أو لخراب أو تفتيت سوريا , أو يطمح أن يكون القرار السياسي السوري مصادرا , ولا أتخيل سوريا واحدا يسعى لأن تصبح سوريا كالعراق وليبيا , أيضا يجب علينا جميعا أن نحافظ على الموقع القيادي لسوريا عربيا وإقليميا لأنه قوة ومنعة لها كما هم أصدقاء سورية وأشقائها العرب – الشرفاء منهم – هم سند ومنعة لها.

 

نداء إلى الإخوة العرب : سورية هي مركز العالم قديما , ودار خلافة الأمويين , وآخر قلاع الصمود العربي , وحجر أساس المنطقة ,

فإذا انهارت – لا سمح الله – فلا قيامة للعرب بعدها .

 

يقول المثل الشامي ( العتاب صابون القلوب ) وأقول : إن الحوار الجاد يغسل القلوب والتسامح يطهرها .

 

2011-09-12
التعليقات
Ruba
2011-09-12 16:52:48
معقول؟!!!!
أستاذي الكريم: هل لو خسرت ابناً لك -لاسمح الله - برصاص طائش خلال المظاهرات التي خرجت بغض النظر مع أي طرف كان ابنك، هل كنت ستطالب بالجلوس على طاولة الحوار قبل فتح تحقيق جدي حول قضية مقتله؟ بالطبع لا، لذا أرجو أن نبحث في حلول أجدى للأزمة.

سوريا
زهرة
2011-09-12 11:45:43
كلام سليم
من ساواك بنفسه ما ظلمك لكن يا اخي قبل الحوار يجب اعداد المتحاورين من خلال دورة تقوية او دروس خصوصي مكثفة في الحوار لانه رأينا كيف يضرب احد المتحاورين في اول لقاء حواري منقول هلى الهواء الحوار يعني تبادل الآراء وليس تبادل اللكمات والشتائم

سوريا