syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
محب للوطن...بقلم : غيث

سأروي قصة شخص كنا نعمل سوياً في نفس المكان جلس البارحة معي وأخبرني أنه سيترك العمل فاجأني بقراره وخاصة أنه من العمال الجيدين الفاعلين في العمل


قلت له وفقك الله ويسر لك امرك وان كان في سفرك خير فليسره الله لك

فقال لي أنه قبل أن يتوظف في المكان الذي نعمل به كان في دبي وكان يعمل هناك ووصف لي مرارة الغربة وكم كان يشتاق لوطنه وصمت قليلاً ثم بدأ بالبكاء .... وقال " انا احب وطني ولا استطيع العيش بعيداً عنه وخاصة في ظل هذه الازمة كنت من المدافعين الشديدين عنه وعن قيادته وكنت اغمض عيني عن اخطاء البعض كي لا اشوه صورة وطني في مخيلتي لكني لم اعد استطيع التحمل لم اعد استطيع العيش بكرامة "

 

غص صوته بالبكاء وهو يكمل ويقول " قد اصبح عمري سبعة وثلاثين عاماً وليس في جيبي الا اجرة طريق عودتي لبيتي والديون تتراكم علي .. حتى الآن لم استطع الزواج لأنه ليس لدي بيت أسكن فيه أهلي مسنين أصرف عليهم من الدواء وأدفع عنهم فواتير الماء والكهرباء .. ماذا أفعل ماذا أفعل ؟؟ "

حاولت تهدئته وتطيب خاطره ولكن لم أعرف بماذا أواسيه فلم اجد اي شيء أواسيه فيه 

 

ثم عاد ليكمل " حبي لوطني لم يعد يطعمني خبزاً ... إذا كنت أصرف اكثر من نصف مرتبي على فواتير الكهرباء والماء التي وعدنا بتخفيضها منذ تشكلت الوزارة ولكن لا حياة لمن تنادي  ... اذا تزوجت كيف أصرف على زوجتي وأولادي"

 

لم أعد استطيع الكلام ودب اليئس في نفسي وشعرت ببرودة لم أشعر بمثلها حتى في اقوى ليلي الشتاء برداً ثم أكمل " سأرحل كي أبني مستقبلي ولن أعود حتى يصبح وطننا رحيماً على أبنائه لا قاسياً كالجلاد عليهم سأرحل حتى يستطيع الشباب بناء حياة كريمة فيه

 

2011-09-24
التعليقات
الحمامة البيضاء
2011-09-26 10:19:41
صباح الورد
اذا الشباب هربوا مين بده يبني مين بده يعمر البلد مهما كان الهروب مو حل والاصلاح لابد سيأتي

سوريا