سالم طفل رضيع لم يطفىء شمعته الاولى وابن امين وامينه الزوجين الفقيرين في مجتمع تسوده العدالة بالمقلوب تحاسب فيه الضحيه ويكافأ فيه الجاني لايحق فيه ولا تستطيع مغتصبة ان تصرخ بل تذبح ولسانها معقود من الخوف وهي تدفع كامل ثمن الجريمه عنها وعن الجاني من حياتها و المجتمع يكمل ذبح جذور عائلتها واذا كانت هناك اسباب لتحجر القلوب ولا تعود تنبض الا لاستمرار تدفق الدم للبقاء على قيد الحياة
اما المشاعر فلم يعد لها وجود في قاموس اهل الفقر المدقع ولا في اجندة من يتعاملون بالأرقام والحسابات حتى تعود حياتهم ومشاعرهم أرقام ولا في ضمائر من اعتاد على المشاهده الحية لمناظر الألم والمعاناة والفظائع فتصبح هذه المناظر عاديه وكأنه يشاهدها في فيلم او مسلسل والحقيقة ان دافع أمينه لـتأجير سالم الرضيع 12ساعه يوميا مقابل 10دولارات يوميا و15 دولار يوم الجمعة لأنه يفترض انها عطلته الاسبوعية وكانت تمر عليها في الصباح الباكر الشقيقتين رفقه ورحمه وبناتهما لأخذ الرضيع سالم وكيس صغير فيه زجاجة ماء صغيره وانبوبة حليب (رضاعه) وتكمل الشقيقتين والمرافقات سيرهم الى محطة الباص في نهاية الشارع ليستقلوه إلى مركز المدينة
وكانت الشقيقتين وبناتهما تتبادلان سالم من وقت لآخر داخل الباص دون (رفقة ولا رحمه )ونزل الجميع في المحطة ولكن نسي الجميع كيس سالم ولم يكن بالأمر المهم بالنسبة لهم لان الاهم هو استخدام سالم أداة لاستدرار المال من جيوب المحسنين وبعد عدة ساعات لا يعرف الرضيع لغة يطلب فيها طعامه سوى البكاء بصوت نغماته تعلو وتهبط ولكن بكاءه كان مفيدا لمن وصلها الدور لكي تستخدمه اداة تسول وبينما كانت احدى بنات رحمه تحمل الرضيع قالت لها احدى السيدات لماذا لا تذهبي الى زاوية وترضعي طفلك ولم تعلم السيدة ان البنت لا زالت عذراء ولم تتزوج ولا تعرف معنى الامومه وهنا تدخلت رفقه لتقول لها ان الولد مريض وبحاجه لطبيب ولا يملكون اجرة الطبيب فناولتها السيدة مبلغا محترما ولكن سالم لم يكن مريضا بل يصرخ على نغمة صراخ أمعاءه وفي المساء
اثناء العودة في الباص كان سالم قد نام بعد ان تعب من الصراخ جوعا ولكن ما من رحمه في قلوب رفقه ورحمه ودقت احدى بنات رحمه الباب لتسلم سالم الى امه امينه ومعه 10 دولارات اجرته اليوميه و3 دولارات بدل مفقودات وبعد ان قامت امه بتغيير ملابسه وجهزت له رضاعة الحليب امسك الطفل بالرضاعة بكلتا يديه ولم ترتخي شفتيه عن الرضاعة الا بعد ان افرغها في معدته الخاوية وكأنه لم يتذوق الحليب منذ شهور والسؤال هنا ما ذنب سالم ومن الجاني رفقه ورحمه ام امينه ام مجتمعات تفتقر للعدالة في حدها الأدنى وهل رفقه ورحمه نماذج من ريا وسكينه ام ان هناك قلوب اكثر تحجرا
المجرمة الحقيقية هي أمه اذا كثير فقرا وما بيقدروا يعيشوا الولد ليش يجيبوه ليش يظلموه